الموت بداية لحياة أبدية..لذكراها…
إنتصار الماهود ||
في الأدبيات القديمة تعتبر الحياة هذه مجرد مرحلة مؤقتة، يستعد بها الإنسان للحياة الأبدية، فنرى في النصوص السومرية القديمة، كيف كان أسلافنا السومريين القدماء، يستعدون لوداع أحبتهم وهم يغادرون الى مثواهم الأخير في رحلتهم الأبدية نحو الخلود ، والتي تبدأ بموتهم.
نعم فالموت قديما يرمز للخلود وحياة جديدة أفضل لا يهرم بها الأنسان ولا يمرض، فما يموت هو الجسد الفاني وتعيش أعماله وروحه للأبد، ولهذا دأب الإنسان على أن تكون له أعمال تخلد ذكراه وبصمة تميزه ويعيش حتى بعد موته.
لم تختلف الأمور كثيرا في وقتنا، فنحن أيضا نؤمن بأن هذه الحياة فانية وأن الأجساد فقط من تدفن وتبقى الروح خالدة أما في الجنة أو الجحيم، والأعمال التي نقوم بها هي الفيصل، فيسعى الإنسان من أجل أن يغادر هذه الحياة بأعمال تليق به كي يرتقى الى الجنان،لربما هذا هو ما يعزينا على رحيل من نحب ويهون علينا ألم فراقهم، وأنهم سيرحلون عنا ولكن رحلتهم ستكون لعالم أجمل وافضل، لا شيخوخة فيه ولا مرض ولا ألم ولا نفترق بعد اللقاء .
رغم قربنا من الموت وتعلقنا به وألفتنا له، إلا أننا لم نعتد يوما رحيل أحبتنا دون رجعة، فلازال الحزن يخيم على قلوبنا حين يغادر أحدهم، ونبقى نندبهم عسى أن يخفف بكاؤنا وجع فقدهم.
أربعون يوما على فقد ضحى الخالدي الاخت والصديقة والأم والقدوة الحسنة، صوت المقاومة الذي لم يسكت يوما رغم كل ما تعرضت له،اربعون يوما ولازال الحزن ضيفا علينا،لكنه ضيف ثقيل عجيب فكيف لهذا الضيف أن يخطف من نحب ويتركنا بهذا الحزن بعدهم؟، وكأنه يختار من يليق أن يكون ذلك النجم الساطع الذي يزين السماء، أربعون يوما مرت وكأنها حلم، نتمنى أن نصحو منه، لكن للموت كلمة لا يتراجع عنها، ربما جسدها الطاهر قد غيبه الثرى، لكن ضحى لم تمت ولن تنسى، فقد تركت بصمة مميزة وأفعال ستخلد ذكراها دوما.
شكرا لأنك كنت جزءا جميلا من حياتنا ضحى الخالدي .