بني إسرائيل ديانتهم وتأريخهم؟2؟ أسمائهم .
د . صفاء السويعدي ||
لبني إسرائيل أسماء متعددة ومشهورة وهي أسماء حقيقية وليست مترادفة ، وكل واحد من تلك الأسماء له دلالته التي يدل عليها .
أولا : العبرانيون ( العبرييون ) .
ونسبة هذا الأسم الى العبور والتنقل ، يقول د أحمد سوسه : ” وقد ظلت هذه التسمية أي : عبري أو عبراني تطلق على الجماعات من القبائل النازحة من البادية ، ومن جهة فلسطين إلى مصر ، وعلى هذا الأساس صار المصريون يسمون الإسرائيليين ب ” العبرانيين ” باعتبارهم من تلك الجماعات البدوية ” .
وكذا قيل في نسبته أي الأسم الى أبراهيم نفسه ، فقد جاء في سفر التكوين ” أبرام العبراني ” لأنه عبر نهر الفرات وانهار أخرى الى فلسطين .
وأيضا جاء في سبب تسميته نسبة الى ( عابر ) أو ( عبير ) وهو الجد الخامس من سلسلة النبي أبراهيم ( عليه السلام ) في التوراة الذي جاء الى فلسطين .
ثانيا ً : بني إسرائيل ( الاسرائيليون ) .
وهذا الأسم مما أشتهروا به نسبة الى نبي الله يعقوب بن أسحاق بن أبراهيم ( عليهم السلام ) وقد جاء في القران الكريم : { كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } ( سورة آل عمران : الآية 93 ) ، وإسرائيل معناه صفوة الله وقيل عبد الله .
وإما بنو اسرائيل هم ( رأوبين ، شمعون ، لاوي، يهوذا ، يساكر ، زبولون ، يوسف ، بنامين ، جاد ، أشير ، دان ، نفتالي )
ثالثاً : اليهود .
وهذا من الاسماء المشهورة جدا ً وقد ورد ذكره في القرآن الكريم .
وفي سبب هذه التسمية أقوال الأول : نسبة الى الندم والتوبة حين تابوا عن عبادة العجل قال تعالى : { إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ } ( سورة الأعراف : من الآية 156 ) .
واما الثاني من الأقوال : سموا به لأنهم يتحركون عند قراءة التوراة .
والثالث : نسبة الى يهوذا الأبن الرابع ليعقوب ( عليه السلام ) ويهوذا أسم عبري معناه حمد أو الى دولة يهوذا التي كانت في فلسطين بعد سليمان ( عليه السلام ) .
ولفظة ( يهود ) أعم من بني إسرائيل لان كثيراً من الناس دخلوا اليهودية وهم ليسوا من بني إسرائيل .
ومن الملاحظ على هذه التسمية ( اليهود ) وردت في مواضع الذم كقوله تعالى : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } ( سورة المائدة : الآية 64).
رابعاً : أهل الكتاب .
والمقصود بالكتاب التوراة والأنجيل ، ويشترك في هذا الاسم اليهود والنصارى وقد جاء في القران الكريم في موضع الاحتجاج كقوله تعالى : { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ } ( سورة البقرة : من الآية 109 ) وقوله تعالى : { وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) يَا أهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ } ( سورة آل عمران : الآية 70) .
17 / 10 / 2023 م
1 / ربيع الثاني / 1445 هجري
بغداد