على هامش حصار غزة- ( العقلاء) ونصائح الهزيمة
علي عنبر السعدي ||
– ماذا لو استمعت اوروك الى (عقلائها )؟؟
– (مابيهم نفع دخانهم يعمي )
– في الألف الثالث ق/م ،كانت المدن السومرية تسودها الفوضى وتنهكها الصراعات بين ملوكها وسلالاتها ، ماجعلها ضعيفة في الدفاع عن سيادتها ،فغزاها (ثعابين الجبال) الكوتيون ،وهم قبائل جبلية شرسة وقاسية ،فتكت بالسومريين وأذاقتهم العذاب .
ولأن (العقلاء) في تلك المدن كثيرون ،لذا حذروا من مقاومة الاحتلال الكوتي بكل قوته ،فالتصدي له سيجلب المزيد من الأذى للمدن المحتلة .
لكن ظهر من شباب المدن السومرية ،من ضرب تلك النصائح (العقلائية ) فاجتمعوا على هدف طرد الاحتلال ، ورغم مادفعوه من تضحيات ، الا انهم حرروا مدنهم .
– تعرضت أوروك لحصار شديد ،وطلب الأعداء استسلامها دون شروط ،مهددين بتدميرها وحرقها ان هي رفضت .
– كان في اوروك مجلسان : مجلس الشيوخ (العقلاء) ومجلس المحاربين ، ولأن الأولوية (للعقلاء) فقد استشارهم (جلجامش) قائد المدينة ،فأشاروا عليه بالخضوع لأن لا قدرة لها على المقاومة ، لكن مجلس المحاربين رفض مشورة (العقلاء) وقرر المقاومة ،فكان ان انتصرت اوروك .
– في فيتنام ، كان أكثر من نصف الفيتناميين من (العقلاء) لذا اعتبروا ان التصدي لأمريكا مغامرات مجنونة تؤدي الى تدمير فيتنام ، لكان رجال الفيتكونج قالوا ان لاقوة أقوى من الارادة ، عشرون سنة من القصف المتواصل والاعتداءات الأمريكية ، لكنهم انتصروا .
– هذه أمثلة من كثيرة في مسار الأمم ، التي ظهر فيها (عقلاء) استخدموا كل مافي عقولهم ،لاقناع الشعوب التي تعرضت لاحتلالات واستباحة ، بأن لافائدة من مقاومة عدو يمتلك قوة ،تستطيع ان تلحق المزيد من الدمار ،لذا يجب الهدوء والقبول بما هو واقع .
– الفسطينيون هم المثال الأبرز ،الذي أظهر فيه فطاحل الكواتيب العقلاء ،عبقرية في التحليل ،وفصاحة في القول ،وكلهم يتباهون (بعقولهم) لأنهم حذروا بما سيحصل لغزة ،اذا تجرأ الفلسطينيون على رفض الاحتلال ومقاومته .
– مرحى لعقولهم ،التي عجزت عن الاجابة طوال عقود منذ الاحتلال : ماذا سيصنع الفلسطينيون ؟ عاشوا بهدوء وسكينة طوال عقود ، وبعد أن يأسوا ،تظاهروا سلمياً رفضاً للاحتلال ، ثم لجأوا لاستخدام الحجارة ،فاستخدم الاحتلال الرصاص ضدهم ، لم يتركوا وسيلة من أجل نيل إنسانيتهم كبشر وشعب تعرض لكل هذه المآسي ، ليدفع ثمن مرويات توراتية ،هي ذاتها لم تنكر وجودهم في تلك الأرض .
كم هو معبّر ذلك المثل العراقي ( ما بيهم نفع دخانهم يعمي )
ماينطبق بحرفيته على أولئك (الكواتيب ) الفطاحل .