يا غـزة هاشم..!
د.أمل الأسدي ||
١٨/ ١٠/ ٢٠٢٣
ياغـزة هاشم، أذاقوك يوما؛ أذاقوا بغداد مثله من قبل، فأصبحتِ شريكتها في الصراخ والشكوی الی الله!!
شهدت سماؤك رؤوس الأطفال المـتطايرة ورائـحة أجسـادهم المــتفحمة كما شهدت بغداد ذلك في شباط 1991!!
لافرق في معجم المجــرميــن بين مستشفی المعمداني وملجأ العامـرية!!
في غزة؛ فرّ الأطفال والنساء والضعفاء والمرضی إلی المستشفی، وقد ظنوا أن الكـيان الغاصــب يمتلك القليل القليل من الإنسانية، ظنوا أن الكـيان سيراعي العالم الذي يتبجح بحقوق الإنسان، وصدّع رؤوسنـا بالاتفاقيات والمصطلحات!!
وكذلك في بغداد، لجأت العوائل إلی ملجأ العامرية فرارا من بطش الأمـريكان، وهروبا من حـماقات الحـاكم البعثــي المـستـبد!!
وفي النهاية تفـحّم الجميع، في مشاهد مروعـة، يُخيَّل إليكَ وأنتَ تشاهدها، أن الملائكة تنادي:
((…أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ…))
ويُخيَّل إليك أن السماء ترد قائلة: ((وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ…)).
ارحلوا من بلداننا، فقد عـرّاكم الله وكشف حقيقتكم، وبيّن مدی خـسّة من يتبعكم!!
نعم، فقد قال هارولد بنتر(الشاعر والكاتب المسرحي المعروف) في محاضرة ألقاها بمناسبة تسلمه جائزة نوبل عام 2005، قال في محاضرته الموسومة” الآداب والحقيقة والسياسة”:
” قد أتينا بالتـعذيب والقـنابل العنقـودية والـيـورانيوم المـخضب وجــرائـم لا حصر لها والبـؤس والانـحطـاط والمــوت للشـعب العــراقي، ومن ثم نتبـجح ونقول باننا أتينا بالحرية والديمقراطية للشرق الاوسـط. “(١)
يارسول الله الأعظم، وبكل وضوح قد عاد العرب إلی سيرتهم الأولی، عادوا قوما بلا كرامة!!
فالأمة التي صنعتَ لها تأريخا وحضورا، تغـط في الجـبن والعــمالة للشــيطان!!
نحتاجك الآن، نحتاج كفَّ علي بن أبي طالب، نحتاج ضـربةً حيدريةً!! نحتاج الی من يعرّف أهل خـيبر حجمهم الحقيقي!!