طوفان المعادلة.. وجرائم يُندى لها التاريخ.
منتصر الجلي ||
18 أكتوبر2023م
كان يوما تاربخيا، 7 أكتوبر، يوم غير مسار المنطقة والرؤية العالمية، قلب طاولة التطبيع، على زعامات العرب، وحكام التطبيع، حين اتخذت المقاومة الفلسطينية قرار الطوفان، كان قرارا نابعا عن الآم ومآس الشعب الفلسطيني، لعقود خلت زها 70عام من الاحتلال والقتل وسلب الكرامة.
طوفان صنع بعناية وتدقيق، خبرة وتخطيط، تنفيذ ودقة، قراءة لما خفي بين السطور من مآلات ونتائج، إيجابا وسلبا، يوما فلسطينيا بامتياز، جعلت منه المقاومة شارة البدء لطوفان لن ينتهي والمنطقة كلها إلى التصعيد
عملية طوفان الأقصى التاريخية التي غيرت مخطط الصهيونية لمنطقة الشرق الأوسط، وحرف بوصلة المتسابقين على التطبيع مع كيان العدو، الذي سقطت في مستنقعه عدد من زعامات العرب الذين خرجوا عن دستورية الأمة ومنهج الحكم العربي في المولاة لليهود جهارا وعلنا أمام مرأى العالم.
هاهي أمريكا اليوم بكالها العجوز تأتِ مباركة لكيان العدو مجازره البشعة بحق أبنا غزة، والتي بلغت آلاف الشهداء من الأطفال والنساء والرجال، والتي لم تكن آخرها جريمة مستشفى المعمداني والتي راح ضحيتها أكثر من 1000، شهيد بين أطفال نساء ورجال.
معركة تمر على عجلة التصعيد والعدو الصهيوني يتفنن في قتل الفلسطينيين ليرسخ معادلة التهجير للغزاويين ألى خارج القطاع سياسة الترهيب والقتل الجماعي وسيلة العدو الصهيوني لدفع اهالي القطاع مغادرة كل شبر من أرض فلسطين.
إصرار أمريكي أسرائيلي للإبادة الجماعية السرعية للشعب الفلسطيني والقطاع على وجه الخصوص، من خلال منع دخول المساعدات والدواء والماء وكل ما يمت للحياة بصلة، قطع شرايين الحياة على أبناء غزة، في صورة إجرامية جر المنطقة للمواجهة الكبرى معه، مع مؤشر ذلك في استهدافه لمناطق جنوب لبنان والتي قابلتها المقاومة اللبنانية في حزب الله بالرد المناسب والفوري.
معركة بدأت من غزة ولن تنتهي بها، واليقضة الشعبية في بعض الدول العربية تحركت في خروج جماهيري، شعبي ورسمي في معظمها، معادلة كان العدو الصهيوني قد عمل على مدى عقود على امتصاص الغضب العريي، من خلال وسائل وأساليب التدجين والترهيب والأورقة السياسية، هاهي اليوم في تاريخ أكتوبر تعود الشعوب العربية نستيقظة من سبات دام عشرات السنوات،تصرخ الشعوب، بالموت لإسرائيل، كلمة لطالما سعى الأعداء إلى محوها وما يقاربها حتى من مناهجنا الدراسية.
واقع يحاول العدو من خلاله على طمس هوية القضية الفلسطينية، طمس من جغرافيا المنطقة والأجيال، حين ركن العدو للمطبعون معه وأن المنطقة تجر أذيالها إليه، فإذا أبناء غزة يدقون جرس الحقيقة ويغزون اليهود على عقر مستوطناتهم، حينها أحرق اسطورة إسرائيل ذلك الجيش المؤجج بالدروع والأسلحة والترسانة والقباب، يتهاوى كذباب اشتدت به الريح فإذا مسطلون، على مستوطناتهم،
ذهبت هالة عقود من الكبرياء والاستخبارات والتسيلح المبرمج.
اليوم في ظل الإجرام الصهيوني تزفر شعوبنا العربية وغيرها من أحرار العالم شهيق يحرق إسرائيل وإن كان بايدن يجول تل آبيب والأردن، في هذه الأثناء، تقابله الشعوب بانتفاظة عربية حرة، في مقدمتهم اليمن في خروجهم المليوني في هذه المعركة المصيرية، حتى موعد التدهل العسكري الذي بشر به السيد القائد: عبد الملك بدر الدين الحوثي، محور المقاومة، في حال تدخل الأمريكي بصورة ظاهرة عسكريا.
آلاف المجاز الوحشية، التي تعتبر جرائم إبادة تاريخية ومجازر فاقت الوضع الإنساني، يقابله صمود اسطوري من أبطال المقاومة والخروج الجماهيري لآلاف المشاركين من عدة دول عربية وأجنبية.
ملحمة حان لها أن ترسم صورة جديدة للمنطقة وخارطة جديدة لا يوجد بها كيان إسرائيل.