نباهة اليمامة وحماقة الأمّة ..!
علي عنبر السعدي ||
في الروايات : ان الزير سالم بعد ان شاخ واقترب من الموت،أراد ان يرفه عن نفسه ، فارتحل الى الصحراء يرافقه عبدان يخدمانه ، وهناك طمعا في ما يحمل من مجوهرات ثمينة ، فقررا خنقه والاستيلاء على مايحمل ، فطلب منهما وصية أخيرة ،أن يبلغا ابنة اخيه اليمامة مايلي : من بلغ الأقوام ان مهلهلاً – لله دركما ودر ابيكما ، وفعلاً نقلاً الكلمات لأنهما لم يرا فيها مايريب .
لكن اليمامة قالت :عمي لايقول أبياتاً ناقصاً ، بل أراد القول : من بلغ الأقوام ان مهلهلاً – أمسى قتيلاً في الفلاة مجندلاً – لله دركما ودر أبيكما – لايبرح العبدان حتى يقتلاً – وبعد التحقيق مع العبدين ،اعترفا بجريمتهما.
لم يكن في قريش من هو في ذكاء اليمامة ، لذا لمّح النبي وصرّح وجهر،وقال وأشار ،لكن القوم تجاهلوا كل ماقاله .
قال عن علي : انت مني بمنزلة هارون من موسى – ومن كنت مولاه ،فعلي مولاه ،اللهم انصر من نصره واخذل من خذله ، وفي المباهلة قدم علياً وفاطمة وابنيها ،باعتبارهم أهل بيته .
لكن ذلك كله لم يطنّ في أذن قريش ،بل عوقب محمد ذاته ،على ماقاله ،فتوالت الروايات والأحاديث ، وامتلأت الصحاح وغير الصحاح ،وقال فلان عن فلان ، ومعظمها تثلب النبي وتظهره بأسوأ صورة ،حتى شككوا بعقله وجعلوه يهجر .
المشكلة لم تكن في قريش ،فهي قبيلة طموحة ، تريد زعامة تتجاوز الجزيرة كلها ، وتغزو العالم فتخضعه لسيطرتها ، وكان من الطبيعي ان تتنافس بطونها على الفوز بالرياسة ،وتفعل كل شيء للفتك ببعضها في منافسة شرسة وتفتك بكل من تجد فيه منافساً أو نظيراً ،كما يفعل الانقلابيون في العصر الحديث .
لكن أن تجعل أمّة عربية /اسلامية ، من (الرفاق الصحابة) هم الأعلون والمحقوّن والمقدسون ، وان من حقهم ان ينالوا من محمد وآل بيته ،بما فيها قتلهم وتشويه صورتهم وسبّهم ،واخراجهم ليس من الاسلام وحسب ،بل حتى من الانسانية .
كيف لم تتعلم هذه اللمّة (الأمّة) من نباهة اليمامة ، واستمرت في غفلتها التي تحولت الى موات فعلي في العقول والنفوس ؟؟