نعم نحن نفشل دائما في مخاطبة العقل الغربي..!

عباس عبود سالم ||

ونخسر كل الجولات في حروبنا الإعلامية معهم تلك الحروب التي تتحول من جانبنا إلى صواريخ كلامية تسقط عادة على رؤوس مطلقيها دون أن تصيب الهدف..
تعودنا ان تكون الاغنية والقصيدة والفنون الدرامية اكثر وقعا من الفنون الصحفية التي حاول البعض السير بها صوب مسار الدراما والشعبوية الثقافية بحثا عن ارضاء من بيدهم القرار والقوة والمال
لاننا شعوب يحركنا الانفعال وننسجم مع الحلم لا المنطق..
لكن مع باسم يوسف جاء الأمر بشكل مختلف..
وهذا الحوار التاريخيّ المهم في برنامج Un censored الذي يقدمه الصحفي الشهير بيرس مورغان من منصة TALK TV فرصة كي نتعلم ..
اقتحم باسم يوسف عقول الجمهور الغربي واحرج اهم وأشرس مقدمي البرامج في الشاشات العربية الناطقة بالإنكليزية
حيث اجتمع يوسف مع مورغان في برنامجه المهم الذي يبث من منصة تملكها اكبر واهم مجموعة إعلامية في العالم هي مؤسسة فوكس كوربريشن ضمن مجموعة مردوخ للإعلام التي تسيطر على الجزء الأكبر من وسائل الإعلام العالمية ..
نجح باسم يوسف في إيصال رسالته ببراعة وحصل على 13 مليون مشاهدة في اول 48 ساعة بعد بث البرنامج ..
فما هي الأدوات التي وظفها باسم يوسف ليحقق هذه النتيجة التي جعلت الكثير يعيدون حساباتهم في تقييم ما يحصل على الارض في فلسطين ..
اولا: الصورة
ظهر باسم يوسف بملابس بسيطة كاجوال ليعطي انطباع للجمهور انه جزء من شعب يعاني بطش الصهاينه وظلم الإعلام ..
اختار باسم يوسف الوان مريحة للعين وتتناسب مع خلفية ظهوره.
ثانيا: لغة الجسد
تمكن باسم يوسف من استخدام مهاراته العالية في طريقة الجلوس وحركات الرأس والنظرات والابتسامة الساخرة وتطويع ملامح الوجه لمضمون الكلام المنطوق.
ثالثا: أدوات الحديث
دخل يوسف إلى عقول الجمهور من خلال طرق أبواب قلوبهم ولأن الجماهير عادة تتفاعل مع المواقف الشخصية اكثر من العامة فقد برع بشخصنة القصة في الحديث عن عائلة زوجته التي تسكن في غزة ومن خلال الحديث أوصل رسالة إنسانية عن ما يحدث بشكل متكرر قبل طوفان الأقصى ورسالة احرى عن قوة الفلسطيين وشجاعتهم ..
رابعا:اسلوب الحديث
لم يختر باسم يوسف الدفاع اسلوبا للحديث بل تمكن من أن يتحول من الدفاع إلى الهجوم وسبق مورغان بالكثير من الخطوات وحول الحوار إلى محاججة تاريخيّة للعقل الغربي
الذي يصدق الرواية الإسرائيلية ويشكك بالرواية العربية على الدوام ..
خامسا: الموضوعية مع الكوميديا السوداء
استخدم باسم يوسف لغة الأرقام بطريقة تهكمية شدت الجمهور وقد عرض وثائقه بأسلوب بارع منحه إيقاع مختلف …
ولا اريد الاطالة اكثر فقط اقول علينا ان نستفيد من تجربة باسم يوسف وان ندعم بناء نماذج من هذه الشخصية على المستوى العراقي لاننا نجتاج اليهم
فما حققه بهذا الرجل في دقائق يعادل اضعاف ما تحققه مؤسسات وهيئات ومراكز تحمل عناوين مرعبة وبتمويل هائل ومخرجات ساذجة..
عباس عبود سالم