الأحد - 16 فيراير 2025

هل سليمان التوراتي هو شيلمانصر الثالث الاشوري  ؟

منذ سنة واحدة
الأحد - 16 فيراير 2025

علي عنبر السعدي ||

عرفت المرويات التوراتية باعتبارها المؤسس الأول لتاريخ المنطقة المقدس ،وقد امتلأت بسير ملوك و(أنبياء) ،لم يستطع علماء الاركولوجيا أن يجدوا لهم أثراً أو حضوراً تاريخياً ، ورغم ان اكتشاف الألواح الرافدينية وترجمة الالاف منها ، وما كشفته من تطابق بينها وبين ماجاء في المرويات التوراتية ، الا ان أسفار التوراة بأنبيائها الملوك (الخارقين) لم يفقد تأثيره ، لكن في الوقت عينه ، منحت الأدلة الاثرية ،الباحثين والعلماء المتخصصين ، المجال لاعادة دراسة تلك المرويات والربط بما جاء في المكتشفات ،ومنها قصة النبي سليمان وتشابهها مع الملك شليمانصر (شيلمانو) الاشوري .
سليمان الحكيم ،الذي حكم الشرق والغرب ،ووضع في خدمته الجن والطيور وكل المخلوقات ،ابن داوود ممزق الحديد ،وقاتل العملاق جيليات بحجر ،وجالب بلقيس من عرشها في اليمن ،بلمح البصر ،قدرات خارقة وحكمة بالغة وملك لاحدود له ، لكن سليمان بكل ماجاء عنه ،لاوجود تاريخي لخه وليس هناك من أثر اركولوجي يدّل عليه .
شيلمانصر أو شليمانو) بن أداد (أو ابن ناصر بال) واحد من أقوى ملوك آشور وأكثرهم شهرة وانجازاً ،وصلت الامبراطورية الاشورية في عهده ،الى أعلى مراحل قوتها ، وكانت واحدة من مآثره الحربية ،انتصاره في معركة (قرقر) على تحالف مكون من 12 ملكاً ، وهي تلك المرة الأولى في تاريخ العصور القديمة ،الذي يجتمع فيها مثل هذا التحالف ،ضد ملك واحد ،وينتصر عليهم .
كان الملك الإسرائيلي آحاب ،من أهم الملوك المتحالفين ضد (شليمانو) وقد أرسل عشرة الاف مقاتل تدعمهم 200 عربة حربية ،لكنه وقع اسيراً بيد الاشوريين ،وظهر في نصب آشوري جسد تلك المعركة (*) ،وهو يركع امام شلمنصر .

(*) حمل هذا الاسم ،سلسلة ملوك اشوريين ،ومنهم موضع الحديث شليمنصر الثالث ، ويذهب المؤرخون انه ابن اشور ناصر بال ، ومن سلالة الملك أداد – نيريري .
(*) بعدها بأكثر من ثلاثة قرون ،خاض نبوخذ نصّرمعركة كركميش ،ضد تحالف آخر بين جيوش الفرعون نخو ،وصدقيا ملك اسرائيل ،وقيل في تلك المعركة ،انها اسرع هزيمة وقعت لمتحالفين .