الاقتصاد هو سيد الموقف والمشكلة بالحكّام الذين ربطوا عملتهم وتجارتهم بالدولار الأمريكي، وهذا الامر أصبح معقدا جدا، لان التضارب بين عرش الحاكم ومصلحته الشخصية من جهة، ومصلحة بلده وشعبه من جهة، الدول التي لا تتعامل بالدولار ترى فيها استقرارا داخليا ومؤامرات خارجية من أمريكا، يقولون ان الدولار مدعوم بالذهب، ان صحت الرواية وان كنت من المكذبين لها بعدما افتضح أمرهم بعد هزيمة أمريكا في فيتنام، وتبين ان الدولار لا يساوي قيمة ورقة التنظيف في التواليت، إلا ان متخاذلي العرب الذين جعلوا الدولار عملة اوبك بخباثة كيسنجر انعش الدولار ثانية.
هنالك مفاصل اقتصادية عالمية مهمة بيد اليهود وهي من تتحكم بالاقتصاد العالمي مثلا العراق يقول سعر ورقة مئة دولار 132،5 ألف دينار عراقي بالبنك بينما في السوق وصل 168 ألف دولار، وقبل أيام عندما تفاوضت امريكا مع إيران أطلق رصيد ايراني في كوريا الجنوبية يعني أموالا ايرانية ولماذا حكومة كوريا تحتجزها؟ انها بأمر كواليس الصهيونية، وأنتم ايها العرب ماذا ينقصكم حتى تخزّنوا الذهب وها هي افريقيا انتفضت بالانقلابات لطرد الفرنسيين، فلماذا لا تتعاملون معهم لشراء الذهب؟ وان كانت الحقيقة في قوة أي بلد هو ما يستطيع خزنه من القوت الأساس للمواطن المتمثل بالحنطة، فالدولة التي لديها احتياطي من الحنطة يكفي شعبها لمدة سنة فإنها تكون قوية وغير متأثرة بالكساد أو انخفاض العملة.
لكن كيف وحكام الخليج وعوائلهم واتباعهم تحديداً أرصدتهم الشخصية وأرصدة بلدانهم في البنوك الامريكية وبالدولار وأمريكا بمزاجها إذا أرادت مصادرتها وعدم تسليمها لمالكيها، وعليه اية حركة للتأثير على قيمة الدولار يعني تتأثر أرصدتهم .
سنة 1973 أي قبل خمسين سنة لم تكن الأرصدة بهذا الحجم في امريكا فعندما أعلن العرب وقف تصدير النفط الى أمريكا وهولندا احدث تأثيرا عالميا على السوق وعلى القرار الامريكي الداعم للصهاينة، أما اليوم فقد غرق الحكام في مستنقع الدولار الامريكي، نعم تلوح بعض الدول بين الحين والآخر باستخدام عملة غير الدولار إلا انها على أرض الواقع لم تفعل .
لماذا لا تكون للعرب عملتهم الخاصة بل للمسلمين وبفضل ما انعم الله عز وجل على بلاد الاسلام من خيرات وموارد طبيعية فانهم يستطيعون ذلك، لا يعني هذا التقاطع التام مع الغرب ولكن يجب ان يكون هنالك توازن في تحقيق المصالح وليس الخضوع لهم .
الكارثة اليوم ان أي بنك بالعالم يحتفظ بالاحتياطي الذي يجعل عملته واقتصاده قوياً هو بالدولار وليس بالذهب، واكرر الاحتياطي الأقوى هي الغلاة الأربعة الأساسية التي ذكرها الاسلام وهي قوت الانسان فان احتفظت اية دولة بخزين لمدة سنة فإنها الأقوى ويكون الدولار لا يساوي ورقة تنظيف تواليت .
مشكلتنا الاساس هي حكام الخليج وهم من جعلوا للكيان الصهيوني شأن بين التطبيع والاعتراف بهم والخوف منهم، هذه فقرة خارج السرب ولكن لها علاقة بالأوضاع، عندما اتابع من على قناة الميادين القصف الصهيوني للمستشفيات والأسواق والمدارس ذكرني بصورة طبق الأصل هو قصف السعودية وبمؤازرة أمريكا للأسواق والمدارس والمستشفيات في اليمن انها نسخة طبق الأصل، فالقصف على غزة هو بإدارة أمريكية.