من بين رُكام ورماد…
علي السراي ||
باقون ونحن الأوتاد…
أوتظنون حقاً أنكم قد أخذتم علينا أقطار الارض، وآفاق السماء، وإن لكم حياة لاحق لنا فيها فلبِستُم ثوب الجلاد، وركبتم القتل أجنحة وعَطَفتُم علينا ذبحاً وتنكيلا ونسيتم إنا لا نفنى… في الماضي الحاضر لانفنى نستخرج بسمتنا غيضاً
من بين رُكام ورماد؟
لن نرحل نحن الاوتاد…
جذور الأرض نحن..
ملح الأرض نحن …
وعطر منابع الريحان…
نلهو ونمرح ونلعب…
وبكاؤنا أزيز رصاص…
رائحة البارود تملأ المكان وكروم العنب… ألا تبت يد الإرهاب وتب باقون مابقي الدهر…
بارود رصاص وعِناد…
نعانق الشمس فرحاً…
وحبات الندى تُشاكسنا
وتلهو معنا كل صباح…
رايات أجيال تترى…
وصوارمُ وسِهامٌ تُبرى…
أرضنا…
نفترشها دماً…
ونلتحف السماء…
نعرف بعضاً …
نحرث ثورة …
نزرع صبراً …
ونسقي بالقاني المُباح …
مفاتيح بيوتنا قلائد ذهب
عُلقت في الرقاب…
أعناقنا أشجار زيتون…
باقون حدّ اللعنة…
نلملم الجراح…
طارئون وستبقون كذلك…
راحلون ولن تبقوا…
لن تموت فلسطين…
وهل تموت من تَهب الحياة…
سنحررها…ونكسر القيود…
لن نترك الساح…
سنقطع يد المارد…
ونفكُّ أسرَ الفراشات…
ونلهو بحُلم طفولتنا…
باقون….
ولن نرحل…
ويبقى الأمل… وتكبر الأمنيات
يا قدسُ قسماً…
بأشجار الزيتون …
هُم الراحلون …
وإنا كالزمن …
ها هُنا باقون….
سيجرِفَهُم طوفان الأقصى…
وإنا ها هُنا باقون…