الاخلاق بين الماضي والحاضر..

حسن درباش العامري ||

جائني يتمتم بكلمات لم افهمها ولكني ارى فوق وجهه قد رسمت علامات الغضب وعدم الرضا وقد مزجت بالرفض توضحت من خلال حركات يديه وبعض الكلمات التي فهمت منها بانه يلعت واقع البلد المزري ويرفض تراخي القانون وعدم النظام وسمعت منه شئ يخص المرور ويلعن من جاءنا بالتكتك وشوه وجه بغداد وتنازل عن عراقتها وجمالها وسمعتها، بترك ألاف المركبات المتخلفه المشؤومه وهي تعيث بجمال بغداد وتشوه وجه بغداد الجميل وتحول نظام بغداد الى غابه دونما رادع او منظم ومسيطر …تسائلت مالك ياصاحبي اني لم ارك يوما هكذا وانت المثقف وتحمل شهاده جامعيه عاليه لقد كنت متفائلا بغد اجمل لبغداد وقد كنت انت الذي تلعن من كان وتمجد من جاء … لقد افسدوا سيارتي الجديد !!كيف يسمحون لاطفال لايملكون السيطره على انفعالاتهم بالتجول بين السيارات وهم يقودون التكتك دون رخصه قياده ،وكيف يسمحون لهم بترك مقاعد الدراسه للجلوس على مقاعد المركبات المشؤومه ليخلفوا اجيال جاهله متخلفه اليست مسؤوليه الدوله ان تعيدهم للمدارس لضمان اجيال منتجه .. بهذا المعنى كان جوابه ولكن بغضب وامتعاض وكلام غضب اخر يدور في فلكه واضاف جمل اخرى يستخدمها العراقيون كبهارات توضع مع جمل الغضب لتأكيد سوء الادب لدى الاخرين …وتكرار عبارة (شوكت يصير براسنه خير ) ولكن هل استغلت دولتنا الجديده الاف الشباب الخريجين الذين يفترشون الطرقات والكثير من قطاعات الدوله معطله !!
وهو يشكو سوء الخلق ،وسوء الادب وسوء التعامل وسوء قياده التكتك وسوء تعاطي المرور معها وسوء تعاطي الحكومه مع هذه الظاهره الخطيره وسوء معالجة البطاله لدى الشباب وسوء تنظيم الشوارع وسوء تعامل البلديه مع الباعه الذين يحتلون الطرقات والرصائف وسوء التعامل مع التكسرات والتخسفات في الشوارع والطرقات وسوء عجز المواطن في عدم المطالبه بحقوقه وووويقارنها بأخلاق الاجيال السابقه !!
فقلت ياعزيزي الاخلاق متغيره وتتطور كما الواقع والاخلاق امور اعتباريه تتحكم بها اعتبارات كثيره وتختلف من جيل لاخر ومن مجتمع لاخر ومن بلد لاخر وحتى من محافظه لاخرى او حتى يختلف بين المدينه والقرية ،فما تراه عندنا سوء خلق قد يكون في مجتمع اخر حسن الخلق وماتراه خلق قويم قد يكون في قوم اخرين سوء ، فابسط مثال الصوت العالي في الحديث قد نراه تخلف ولكن قد يعتبر في بعض المناطق الريفيه شجاعه ورجوله ،وارتداء ملابس المدينه في الريف انحلال واستخدام مفردات قد نراها مؤدبه يجدها اخرون معيبه ..وهكذا ماتجده اخلاق قويمه قد تجدها بقياس اخر في مجتمع اخر وما يعتبرونه حظاره وتطور نجده نحن انحلال وسوء ادب ،ان مايؤطر اخلاقنا ويحفظها هو الدين والشريعه والعادات والتقاليد ..لذلك لو وجد من يطالب بتطبيق المثليه والجندريه والشذوذ من رموز المجتمع ستعرف حجم التراجع بالاخلاق وعبور الخطوط الحمر التي تؤطرها وتحفظ المجتمع من التفكك والانهيار والعمل على الحفاظ على الاخلاق ضمن اطار الدين سيحافظ على المجتمع من الانهيار والتفكك والدمار ويحافظ على كيان الدوله وبقائها فكم من مجتمعات غيرنا تدمرت وتلاشت بسوء خلقها وتجاوزها على ثوابت ارادها الله وماالاقوام التي ذكرها الله عز وجل في القرأن الا عبره لمن اعتبر…