غزة و دائرة الحق المتسعة..!

عبد الكريم الجزائري ||
الدنيا تدور ودائرة الحق كلما ازدادت نقاءا و جلاءا ازدادت توسعا فلا نور اجلى من الحق و لا سكينة كتلك التي تمتلئ بها قلوب اهل الحق و لاسلاح اقوى من الحق لان الحق و اهله مرتبطون بالحق المطلق و هل للمحدودين المبطلين من حول او قدرة لغلبة اهل الحق اذا كان الحق المطلق في صفهم و معهم وهو القائل ( ان تنصروا الله ينصركم و يثبت اقدامكم)
فالله ليس الناصر فحسب بل مثبت لاقدام انصاره و هذا أمر ملفت للنظر
اولا ..لان تثبيت الاقدام المفروض انه يسبق النصر لانه من اهم اسبابه و في الاية جاء متاخرا
و ثانيا ..اذا تحقق النصر فماذا يعني تثبيت الاقدام الذي يعد الحق تعالى به انصاره
فالنصر ياتي من الله بعد خلوص النوايا بنصرته و هذا امر ظاهري على الارض معرض للاهتزاز و الضياع اذا اختلت الشروط
و ثبات الشروط في تثبيت الاقدام لان الاقدام لا تثبت حتى تثبت القلوب و اذا ثبتت القلوب جاءت ديمومة النصر و استمراره
واليوم بعد انهيار قلاع الامة و تشرذمها و ذهاب ريحها ذلك لان قلوبها غير ثابته فكيف تثبت اقدامها
ومن بين ركام الهزائم و فضائح الاندحار تنمو بذرة الصدق مع الله و تحمل ضريبة الثبات على الحق
فالامة ضيعت الحق مذ ان رفضت ارادة الحق تعالى فضاعت حتى صارت تحت اقدام اعدائهما
بالامس في مؤتمر القاهرة مثلا كان الاحرى بمن يحترم دينه وعروبته و امته اما ان يقول كلمة الحق و الضمير الحي او ان لا يحضر
مع ان هذا ليس كافيا لان الاحرار لا يمكن ان يجالسوا الطواغيت الاعداء ليوجدوا حلا معا لقضيتهم
فامريكا و بريطانيا و ووو جاؤا باسلحتهم و اصطفوا بجانب الصهاينة فهم العدو العدو
كيف يحضرون اجتماع الصف المقابل ..العرب.. الذي كان من المفروض ان يسجل موقفا قويا ضد الاعداء واذا بهم يشاطرونه الحق في تشكل القرارات و المواقف الامر الذي جعل من المؤتمر عبارة عن تحالف بين العرب و اعدائهم على اهل غزة ليس لانهم..ليسوا عربا..
بل لانهم مصرين على الحق
في حين بنى حكام العرب سلطانهم على الباطل المحض من اجل دنيا تافهة ذليلة حقيرة.
بذرة في فلسطين و بذرة في العراق و بذرة في لبنان و بذرة في اليمن تصطف فتشكل شجرة اغصانها رماح و سيقانها صواريخ و اوراقها جحافل صابرة محتسبة تصطف مع جمهورية الحق و رافعة لوائه فتشكل محورا يفقأ عين كل عدو و يملاه رعبا
محور لا يعرف دربا ثالثا غير احدى الحسنيين و لهذا ثبت و رسخ و صار يناطح السماء و تحسب له الطواغيت الف و الف حساب
لا لشيء سوى انه عرف الحق فسلك مسلكه لا تأخذه في الله لومة لائم تترد في افاقه استغاثة الامام الحسين و شعاره و يملا نفسه عزمه و ثباته و يحدو به امام العصر عج
و ها هي غزة المتمسكة بالحق تجتاح الصهيونية و لفيفها رعبا و تخترق كل الحصون التي بنوها منذ اكثر من 70 عاما
بل و تفاجأ الترسانة العسكرية المتطورة بما لم يكن في حساباتها
مستعدة متحدية لكل جديد على الساحة لانه لم يكن جديدا في حسابات كتائب القسام
كل اساليب الهمجية و اللاانسانية و بالاسلحة الفتاكة برا و جوا و بحرا لم تثنِ عزيمة الشعب في غزة وليس عزيمة المجاهدين فحسب و هذا ما أرعب محور الشر بكامل رموزه و قواه..
كل هذا و غزة تعيش حصارا مطبقا حتى من الحدود العربية منذ سنين.
لكنها استطاعت ان تكون بمستوى المرحلة رغم قلة عددها و احكام الاطواق من حولها.
و لهذا كل ما هددوها بمخيف و جدوها تهزأ بهم و تجرعهم صاب الهزيمة حتى كان النصر التاريخي و الهزيمة التاريخية
و الاهم ان النصر الفلسطيني لن يقف عند حد و الهزيمة الصهيونية لن تقف عند حد.
هذا ما وعد الله به انصاره ومن اوفى بعهده من الله
فقد نصرهم و ثبت اقدامهم
فهنيئا لمن عرف الحق فقبله و قبل اهله و نصرهم و ثبت معهم عليه.
و المستقبل القريب سيجمع الكثير الكثير ممن يَلِجون ساحة الحق بعد انهيار اسوار الزيف و الزيغ و الانحراف و فضيحة و احتراق دعاوى اصحابها الزبد .
السلام على شهداء الاسلام
و النصر للصابرين