الخميس - 12 ديسمبر 2024
منذ سنة واحدة
الخميس - 12 ديسمبر 2024

بهاء الخزعلي ||

منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في ٧/اكتوبر والكل ينتظر ماذا سيفعل حزب الله ومتى سيظهر سماحة السيد حسن نصر الله إلى العلن ويصدر موقفاً فعلياً تجاه ما يحصل في غزة، والحقيقة وصل الأمر إلى أبعد من ذلك بكثير حيث تصاعدت اصوات العمالة لتتهم سيد المقاومة بأنه تخلى عن حركة حماس ونصرت فلسطين، لذلك قبل أن نتحدث عن أي شيء يجب أن نرد هذه الشبهة ونجيب عن السؤال المتكرر ما دور حزب الله في المعركة ولماذا تأخر سماحة السيد حسن نصر الله بإعلان ظهوره بخطاب رسمي ؟

الجواب / يعتبر حزب الله هو الأقرب جغرافياً بين فصائل المقاومة لفلسطين المحتلة وكذلك يجب علينا أن نفهم أن حزب الله دخل في المعركة منذ أول يوم نفذت به عملية طوفان الأقصى، لكن القرار كان دخولاً تصاعدياً وليس بشكل كامل وذلك لعدة أسباب أهمها…

* الاصوات التي تعالت في الداخل اللبناني والتي طالبت سماحة السيد أن لا ينخرط في المعركة وهو على علم بسوء الحالة الاقتصادية في لبنان.

*معرفة سماحته بأن استهداف لبنان قد يفتح جبهة داخلية قد تؤثر على المسار المخطط لإدارة المعركة بمبدأ الصبر الإستراتيجي.

*معرفة سماحة السيد حسن نصر الله بأن الاعتداء الذي قام به الكيان الصهيوني في مزارع شبعا هي عملية استدراج لحزب الله ومن المعروف أن حزب الله في مرحلة يمتلك القرار بتحديد التوقيت بدخول المعركة دون الانجرار خلف العاطفة الشعبية أو الاستفزاز الصهيوني.

*الاستفادة من الوقت لكسب الرأي العام لصالح حركة حماس ومحور المقاومة أقليمياً وعالمياً.

*الاستفادة من التأخر بالدخول افشل مشروع العدو بالترويج بأن ما صنعته حركة حماس في طوفان الأقصى هو خدمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية ولو دخل حزب الله بشكل جدي لسهل على العدو إتمام خدعته وقد تخسر حماس التأييد العالمي على الأقل لذلك اخذت العملية بطابعها الحقيقي وهو حق الكفاح المسلح لتحرير فلسطين المحتلة من الاحتلال الصهيوني على يد ابنائها.

*اختار سماحة السيد الخيار الاصعب وهو الابتعاد عن القوة النارية التي يمتلكها حفاظاً على سلامة الشعب اللبناني وبدل ذلك تعرض العديد من المجاهدين في حزب الله أثناء تنفيذه للعمليات النوعية على الحدود اللبنانية لعدة حوادث استشهاد حيث بلغ عدد شهداء حزب الله قبل الدخول الفعلي للمعركة ٦١ شهيد وهذا لم يحصل من قبل مما يؤكد أن المجاهدين في حزب الله أخذوا على عاتقهم الاستشهاد دون الأضرار بالأمن الداخلي للبنان.

*استطاع سماحته بهذه الفترة تحشيد عدد كبير من المقاومة السنية في لبنان وكذلك من المسيح والدروز أصحاب المبادئ الوطنية والتحق بهم كذلك عدد من المجاهدين الفلسطينيين المتواجدين في لبنان لكي عندما يذهب حزب الله الى الدخول بشكل أكبر يكون قد انخرط بهوية وطنية ولا يتحمل التبعات لوحده وذلك يفشل مخطط الصهاينة وعملائهم بإفتعال مشكلة داخلية في لبنان قد تصل إلى المواجهة المسلحة.

*استفاد محور المقاومة من ذلك التأخير بأن ينفذ عدة هجمات عن طريق المقاومة الإسلامية العراقية على القواعد الأمريكية وكذلك عن طريق أنصار الله في اليمن بإستهدافهم داخل الكيان الصهيوني وذلك يعتبر عمل خارج عن المألوف حيث يتوقع الكيان الصهيوني توجيه ضربات من حزب الله في لبنان فيتخذ احتياطاته العسكرية الدفاعية فتأتيه المباغتة من أنصار الله.

*دخول المقاومة الإسلامية العراقية وأنصار الله في المعركة بشكل مباشر قبل حزب الله أعطى مسوغاً طبيعياً لضرورة انخراط حزب الله في المعركة فهو شأنه شأن أي فصيل في محور المقاومة وتوجب عليه الدخول في المعركة.

*انشغال سماحة السيد بالعمل الميدانية كان سبب اخر لتأخير ظهوره الإعلامي و التصريح حتى الحصول على كم من المعلومات وتحديد مسار الحرب و مآلاتها ليظهر إلى العلن ويطرح أفكاره وتصوراته لقادم الايام فشخص بوزن وثقل سماحته لا يظهر إلا وهو متيقن مما سيحدث لاحقاً فهو المعروف عنه إذا قال فعل.

*نوعية العمليات الذي نفذها حزب الله حيث استهدف المجاهدين مواقع الرادار واجهزت الرصد والتجسس مما يوحي بالتمهيد لدخول حزب الله الحرب بشكل رسمي.

*إدارة سماحته للحرب النفسية والتي جعل الكيان الصهيوني والامريكيون يقفون على قدم واحدة لمعرفة بماذا يفكر السيد نصر الله حتى ظهر قبل أيام بفيديو يمر من أمام صورة على الجدار بها شعار حزب الله دون التحدث بأي كلمة مما جعل الجميع يترك كل شيء لينشغل الكل بتحليل هذا الفيديو ثم عاد بفيديو جديد يضغط على زر مما يؤكد على وجود حدث فعلي وليس مفتعل وبعد يوم من ذلك يتم الإعلان عن موعد ظهور سماحته الرسمي والذي حدد يوم ٣/١١/٢٠٢٣ الساعة الثالثة حيث ذهب بعض المحللين أن اليوم ثلاثة الظهور الاول الساعة الثالثة يعني الرقم ٣١٣ الذي يمثل لدى المذهب الجعفري أنصار الامام الحجة عجل الله فرجه الشريف.

•ما المتوقع من خطاب سماحة السيد نصر الله؟

المتوقع من خطاب سماحته عدة احتمالات أهمها…

*قد يكون الخطاب يغلب عليه الطابع الإستراتيجي.

*قد يكون هناك تغيير بقواعد الاشتباك.

*قد يصحب الخطاب عملية عسكرية نوعية يعلن بها الدخول المباشر في المعركة كما حصل في تموز ٢٠٠٦.

*سيكون ظهور سماحته رسم لمعادلات مفصلية لمآلات الحرب.

*اعلان ظهوره يوم الجمعة من يوم السبت الماضي أشبه بإعطاء فرصة للمسار السياسي للوصول إلى حل او الذهاب بمعادلة الحرب المفتوحة وذلك قد يؤثر بشكل كبير على المصالح الأمريكية في المنطقة وليس فقط الكيان الصهيوني.

•الختام: أن ما يحصل اليوم هو أشبه ما حصل في معركة بيروت عام ١٩٨٢ حيث لم يستطع الكيان الصهيوني رغم قوته العسكرية حينها وكذلك المعنوية من اجتياح بيروت فكيف الآن وهو يتكبد يومياً انواع الخسائر العسكرية على يد المجاهدين في حركة حماس ومما يؤكد مدى الانكفاء في الجانب الصهيوأمركي هو التخبط في التصريحات والتناقض الواضح بها وكذلك محاولة الساسة الاميركان من النزول من أعلى الشجرة حيث بدأت التصريحات تأخذ طابعاً يدل على خفظ التصعيد وذلك بفضل صمود المجاهدين في غزة وكذلك تنويع الاستهداف للمصالح الأمريكية من قبل المقاومة الإسلامية العراقية والاستهدافات المباشرة من قبل أنصار الله للداخل الصهيوني وكذلك التظاهرات الكبيرة في الداخل الصهيوني والأمريكي وإلقاء اللوم على أميركا بأنها فوضت للكيان الصهيوني حرية القيام بمجازر وجرائم حرب تخالف للقوانين الدولية مما يوصل الساسة الاميركان بالمستقبل القريب لمرحلة التخلي عن الكيان الصهيوني حفاظاً على مصالحه الخاصة ومن المحتملة أن توصل المسار السياسي لحل بالمفاوضات والتي يكون بها التهدئة من ساحة غزة وبمبادرة صهيونية بوقف جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني قد تأول الأمور في أول هدنة إلى هجرة عدد كبير من المستوطنين إلى بلدان الغرب وقد يتخلى عدد كبير من الجنود في جيش الاحتلال عن موقفهم ويلتحقون بركب المهاجرين، أما بخلاف ذلك قد تضطر الولايات المتحدة ومن معها بسحب بارجاتها إلى ما بعد مضيق جبل طارق حفاظاً على سلامتها، أما بالنسبة للكيان الصهيوني فهو يعرف بأنه في أول يوم يدخل حزب الله في المعركة بشكل رسمي سينتهي اليوم الأول بفقدان الكيان الصهيوني للكهرباء والماء ومصانع البتروكيماويات ومراكز التجارة ومخازن الأمونية وسيصحون صباح اليوم الثاني وهم في العصر الحجري وهذا ما تحدث به جهاز الشاباك قبل شهر من طوفان الأقصى بتقرير فيه تقدير موقف وأرسل نسخة منه إلى القيادة السياسية في الكيان الصهيوني وهيئة الأركان العسكرية.