خطاب نصر الله بين الترقب العالمي والاشارات الخطيرة
اسعد عبدالله عبدعلي ||
منذ ايام والعالم يترقب خطاب سيد المقاومة (السيد حسن نصر الله) حول حرب غزة, وجاء اليوم الموعود وظهر الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، يوم الجمعة بعد الساعة الرابعة عصرا، وكشف عن رسائل تهديد امريكية باستهداف ايران في حال استمرار هجمات حزب الله على الحدود مع الكيان الصهيوني، وقال إن التصعيد في الجبهة اللبنانية مرهون بأمرين:
الاول مسار التطور في غزة.. والثاني هو سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان. موضحاً ان “كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وكل الخيارات مطروحة”. واضاف مخاطباً الأميركيين، إن “التهديد والتهويل علينا وعلى المقاومين في منطقتنا لا يجدي نفعاً”، مضيفاً “اميركا بعثت لنا رسالة بأن جنوب لبنان اذا دخل الحرب فاننا قد نقصف ايران وليس لبنان فحسب”. وتابع مخاطباً الأميركيين، “أساطيلكم لا تخيفنا ولم تخفنا في يوم من الأيام وأساطيلكم التي تهددون بها أعددنا لها العدة أيضاً”.
• رسائل تهديد امريكية
أكدت الولايات المتحدة اليوم الجمعة، على ضرورة الا يستغل “حزب الله” اللبناني الحرب بين (الصهاينة) و”حماس” بعدما أعلن الأمين العام للحزب حسن نصر الله أن احتمالات توسع هذه الحرب ضد تل أبيب “مفتوحة”. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي: “نحن وشركاؤنا كنا واضحين: على حزب الله وأطراف آخرين، سواء كانوا دولاً أو لا، ألا يحاولوا استغلال النزاع القائم”. وأكد أن “الولايات المتحدة لا تسعى إلى تصعيد أو إلى توسيع رقعة النزاع” المستمر بين (الصهاينة) وحركة “حماس”. وتابع: “قد يتحول الأمر إلى حرب بين (الصهاينة) ولبنان تكون أكثر دموية من حرب 2006. لا تريد الولايات المتحدة أن ترى هذا النزاع يتسع إلى لبنان”. وأضاف: “التدمير المحتمل الذي سيلحق بلبنان وشعبه لا يمكن تصوره ويمكن تجنبه”.
وأكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطاب مساء اليوم الجمعة أن الأمريكيين يستطيعون إيقاف الحرب على غزة لأنها حربهم. وأضاف: “أنتم أيها الأمريكيون تعلمون أنه في حال بدأت المعركة في المنطقة فإنكم ستدفعون الثمن في مصالحكم وجنودكم وأساطيلكم”. وشدد على “أن من يريد منع حرب إقليمية يجب أن يسارع لوقف العدوان على غزة”.
• نحيي السواعد العراقية واليمنية التي دخلت المعركة
أشاد الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، يوم الجمعة، بعمليات الفصائل العراقية والحوثيين ضد اسرائيل, وقال: “لو أردنا أن نبحث عن معركة كاملة الشرعية فلا معركة مثل القتال مع الصهاينة”، مضيفا “المعركة مع الصهاينة لا غبار عليها على المستويين الأخلاقي والشرعي” وتابع، “نحيي السواعد العراقية واليمنية التي دخلت المعركة ضد اسرائيل”. ولفت نصر الله الى ان “قرار المقاومة الاسلامية في العراق بمهاجمة الاهداف الامريكية والاسرائيلية قرار حكيم وصائب وشجاع”, وتابع ، “نعمل على هدفين الاول هو وقف العدوان على غزة والثاني ان تنتصر المقاومة وبالتحديد حماس في غزة”… واوضح السيد نصر الله: “نحن في حزب الله دخلنا المعركة من 8 تشرين الاول ولا نحتاج الآن الاعلان عن الدخول”.
في تصريح شجاع ومن دون تردد قال السيد نصر الله ان حزب الله دخل المعركة يوم 8 تشرين الاول.
• معركة طوفان الأقصى في أكثر من جبهة
وأكد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله في خطابه اليوم: ان معركة طوفان الأقصى أصبحت ممتدة في أكثر من جبهة وساحة، فيما استشهد بعمليات المقاومة العراقية، ووجه تهديداً صريحاً لأمريكا واسرائيل. واضاف السيد: ان “معركة طوفان الأقصى أصبحت ممتدة في أكثر من جبهة وأكثر من ساحة”, وأكد سماحته “نخصّ بالشكر والتحية السواعد العراقية واليمنية التي دخلت إلى قلب هذه المعركة المباركة”. ولفت سماحته الى: “آلاف الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال منذ سنوات طويلة دون أن يحرك أحد ساكنا”. وأوضح ان “القدس ومسجد الأقصى تعرضا للكثير من التجاوزات غير المسبوقة”، مبينا ان “الملفات الضاغطة بقوة على الفلسطينيين هي ملفات الأسرى والقدس والحصار على غزة ومشاريع الاستيطان الجديدة في الضفة”. وشدد السيد نصر الله على ان “الحكومة اليمينية في إسرائيل “غبية” و “متوحشة”، وكان لابد من حدث كبير يهز الكيان الصهيوني وداعميه”.
• القرار كان فلسطينيا خالصا
وبين سماحة السيد نصر الله, ان: “عملية “طوفان الأقصى” كان قرارها فلسطينياً مئة بالمئة, وكان تنفيذها فلسطينياً مئة بالمئة وأخفاها أصحابها عن الجميع”، مؤكدا ان “السرية المطلقة ضمنت نجاح العملية الباهر من خلال عامل المفاجأة المذهلة، مشددا على ان “طوفان الأقصى من خلال قرارها الفلسطيني تثبت أنها فلسطينية بالكامل”, وشدد السيد نصر الله على ان “إيران تدعم وتتبنى وتساند حركات المقاومة في المنطقة, ولكنها لا تمارس اية وصاية عليها ولا على قياداتها وقراراتها”.
وأضاف: “يجب أن يفهم الجميع أن أصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة وأصحاب القضية”… وأكد السيد نصر الله: “معركة طوفان الأقصى أحدث زلزالا أمنيا وعسكريا ونفسيا ومعنويا في الكيان الصهيوني”… وبين ان “طوفان الأقصى كشف الوهن والضعف والهزال في الكيان”، مؤكدا على ان “الإسرائيليون باتوا يؤمنون أكثر من غيرهم بأن (الصهاينة) أوهن من بيت العنكبوت”.
ولفت السيد نصر الله: “السرعة الأمريكية في احتضان الكيان الصهيوني ودعمها وإسنادها كشف وهن وفشل هذا الكيان”، موضحا ان الكيان الصهيوني طلبت من أمريكا أسلحة وأموالا منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى”… واوضح: “يجب أن تحاسب أمريكا عن جرائمها ومجازرها بحق الشعوب”، مؤكدا ان ” الولايات المتحدة هي المسؤول الأول عما يجري في غزة وهي التي تمنع وقف العدوان”.
• اشارات مرعبة للصهاينة
وبين الامين العام لحزب الله ان: “المقاومة الإسلامية في العراق بدأت تتحمل مسؤوليتها وأعلنت أنها قد تدخل مرحلة جديدة”… وأكد ايضا ان: “ستصل الصواريخ والمسيرات اليمنية إلى إيلات والقواعد العسكرية الإسرائيلية”. واضاف: “نحن دخلنا المعركة منذ الثامن من تشرين الأول”، موضحا: “لو نظرنا إلى ما يجري على الحدود بموضوعية سنجده مهما وكبيرا جدا”، مبينا ان “ما يجري على جبهتنا اللبنانية غير مسبوق في تاريخ الكيان الصهيوني”… وشدد على انه “لن يتم الاكتفاء بما يجري على الحدود على كل حال”، موضحا: “ما يجري على جبهتنا اللبنانية لم يحصل حتى في حرب تموز”، مؤكدا: “عملياتنا على الحدود تستهدف آليات وجنود وتجهيزات العدو”.
وأشار الى ان” احتمال تدحرج الجبهة اللبنانية نحو معركة واسعة هو احتمال واقعي”، مؤكدا انه ” اقول للعدو أنك سترتكب أكبر حماقة في حال الدخول بمعركة مع الجبهة اللبنانية”. وتابع، ان “عمليات المقاومة في الجنوب تعبير عن تضامننا مع غزة وأهلها لتخفيف الضغط عنهم، وقيل لنا منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى إن الأساطيل الأمريكية ستقصفنا، لكن جبهتنا هي جبهة تضامن مع غزة وتتطور وتتحرك تبعا للتطورات هناك”، مردفا، ان ” سلوك العدو إزاء لبنان هو محدد لتحركاتنا وهذا سيعيدنا إلى قاعدة المدني مقابل المدني، كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وكل الخيارات مطروحة”.
• ما يجري في غزة يكشف غباء وحماقة العدو
اكد السيد نصر الله أشار إلى : أن ما يجري اليوم جرى في السابق في لبنان عام 2006 وفي حروب متكررة في غزة مع فارق كمّي ونوعي, ولكن من نفس الطبيعة، وأن من أهم الأخطاء التي ارتكبها “الإسرائيليون” ولا يزالون هو طرح أهداف عالية لا يمكنهم أن يحققوها أو يصلوا إليها… ولفت السيد نصر إلى أن العالم سيكتشف أن أغلب من يقولون بأنهم مدنيون قتلهم الفلسطينيون قد قتلوا بسلاح الجيش “الصهاينة” الذي كان يتصرف بغضب وجنون، مشيرًا إلى أن حكومات العدو لا تستفيد من تجاربها على الإطلاق خصوصًا في حروبهم مع المقاومة في فلسطين ولبنان، وأضاف “العدو “الإسرائيلي” لن يتمكن على الإطلاق من تحرير أسراه بدون علميات تبادل، والعدو “الإسرائيلي” أجبر على التوقف في حرب تموز والتنازل عن سقف أهدافه”، وتابع “قرابة شهر كامل منذ عدوانه على غزة لم يستطع العدو “الإسرائيلي” أن يقدم إنجازًا واحدًا”.
وأشار سماحته إلى أنه في عام 2006 وضعوا هدفًا يتمثل بسحق المقاومة في لبنان واستعادة الأسيرين من دون تفاوض وتبادل، ولمدة 33 يومًا لم يحققوا أهدافهم.
• الولايات المتحدة مسؤولة عن كل القتل في غزة
لفت سماحته إلى أن: “المشاهد الآتية كل يوم وساعة من غزة، مشاهد الرجال والنساء والأطفال الخارجين من تحت الأنقاض الصارخين لنصرة المقاومة، تقول للعدو بأنك لن تستطيع من خلال القتل والمجازر أن تصل إلى أي نتيجة”… وأكد السيد نصر الله أن: “شهداء غزة وأطفالها والنساء اليوم يكشفون كل هذه الأقنعة الكاذبة التي ساهمت وسائل إعلام عالمية ودولية للتغطية عن هذا الكيان، وما يحصل في غزة يكشف المسؤولية الأميركية المباشرة عن كل هذا القتل والنفاق الأميركي”.
وشدد على أن: “ما يجري في غزة يعكس الطبيعة المتوحشة والهمجية للكيان الغاصب الذي زرعوه في منطقتنا”، وأن: “مشاهد المجازر الآتية من قطاع غزة تقول لهؤلاء الصهاينة إن نهاية المعركة ستكون انتصار غزة وهزيمة العدو”… ولفت إلى أن “أميركا هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة”, فالمعلوم للجميع ان قرار وقف إطلاق النار بيد امريكا..، واضاف:” الأميركي هو الذي يدير الحرب في غزة، لذلك أتى قرار المقاومة الإسلامية في العراق بمهاجمة قواعد الاحتلال الأميركية في العراق وسوريا، وهو قرار حكيم وشجاع”. ورأى أن “واجب كل حرّ وشريف في هذا العالم أن يبيّن هذه الحقائق التي تحدثنا عنها في معركة الرأي العام والرأي العام العالمي بدأ ينقلب على هؤلاء الطغاة المجرمين الذين يقتلون الأطفال والنساء والرأي العام العالمي يرى ذلك.. ويجب أن يتحمل الكل مسؤوليته”