كمّون نتنياهو ولقمان نصر الله ..!
علي عنبر السعدي ||
– اسقيك يا نتنياهو
– كن منّي على حذر
خطاب نصر الله المتلفز ، تعامل مع نتنياهو ،مثل قصة ذلك الطبيب الشاب ،الذي برع في مهنته ،بشكل تفوق فيه على طبيب مخضرم كان الأمهر في البلاد ،قبل ظهور ذلك الشاب .
خلاصة القصة ، ان الطبيب القديم ،خاف من منافسه أن يهزمه في القدرة والبراعة ، فقال له :هذه البلاد لاتتسعنا نحن الاثنين ، يجب على أحدنا ان يغيب بشكل نهائي ،ولاختبار قدرتنا ،سنصنع سمّاً قاتلاً يشرب منه الآخر ، وبدأ الشاب بشرب السّم ، لكنه وجد طريقة للنجاة ، بعدها أبلغ الطبيب الشيخ ،أن يتهيأ لشرب السم الذي سيصنعه خصيصاً لقتله .
ثم أوقعه في القلق والخوف الدائمين ،وهو يهدده كل مرّة بأن السمّ الذي يحضره له ،سيكون أقوى مفعولاً وفتكاً مما عرفه .
نصر الله ،فعل مع نتنياهو ،كما فعل ذلك الطبيب الشاب ،ولسان حاله يقول :يانتنياهو،لقد شربنا الكثيرمن سموم اسلحتك وعدوانك وعنجهيتك ، لكننا اتقنا لعبة القتال ،واستعدينا له جيداً ، ونحن جاهزون في اي وقت ،ان نسقيك من سمومنا التي أوجدناها خصيصاً لك ، لكن نحن من سنختار التوقيت ،ونحن من سيبدأ ،أما أنت ،فماعليك الا ان تبقى قلقاً ومتوتراً ،جنودك مستنفرين ليل نهار،ومستوطنوك أما هاربين من منازلهم أو في الملاجئ وهو يتوقعون انهمار الصواريخ فوق رؤوسهم .
ربما تعودت اسرائيل على الخطاب العربي ،المليء بالشعارات والهوبزات ،التي لاتنتج شيئاً ، لكنها لم تتعود مثل هذا الخطاب الذي ان هدد فعل ، وان أبطن ،جعل عدوه في توتر وقلق .
ذلك ماحمله خطاب نصر الله ،لاكلمات زائدة ، ولاعنجهيات يعربية ، ولا اذبح واسلخ ،بل خلاصة مفادها : كن منّي على حذر.