الثلاثاء - 18 مارس 2025

بعد مغادرته بغداد … بلينكن محادثات صريحة للغاية . والسوداني يحرجه…

منذ سنة واحدة
الثلاثاء - 18 مارس 2025

كندي الزهيري ||

 

وصول بوارج العدو الأمريكي وعدد من السفن الحربية من عدة دول أوربية إلى البحر الأحمر والمتوسط وخليج عمان، لترهيب المواقف الحقيقية بداية من إيران والعراق انتهاءا باليمن و لبنان ، لذلك أن خِيار المقاومة الإسلامية واضح وجاد في التصدي لهذا التحالف المجرم ولا خِيار آخر. و إن موقف العراق وشعبه من القضية الفلسطينية، موقف ثابت لا يمكن أن يتغير، وأن هذا الموقف ترجم في الوقت الحالي إلى قول وفعل ، من قبل المقاومة العراقية ، التي ذاقت وستذيق الأمريكي الويلات .
جاءت زيارة بلينكن إلى بغداد لأسباب منها :
١_ بسبب موقف الواضح للحكومة العراقية أن كانت في القمة مصر للسلام ، وما بعدها .
٢_ الموقف الشعبي و التظاهرات المؤيدة والداعم للمقاومة في فلسطين ، إضافة إلى الاعتصامات السلمية قرب الحدود الأردنية .
٣_ التصعيد الواضح بالعمليات القصف للقواعد الأمريكية أن كانت في العراق أو سوريا أو بحر المَيِّت ، مما يدل على حجم الدمار بالقواعد الأمريكية ، وكذلك يؤشر إلى تطور نوعي في سلاح المقاومة .
٤_خطاب السيد حسن نصر الله ، الذي بين بأن المقاومة في العراق باتت تشكل خطوة مهمة في المعادلة ، وتتحمل المقاومة في العراق مسؤوليتها اليوم ، وهذا أثر واضح على مدى فاعلية المقاومة ودورها ، إضافة إلى فهم المغزى من خطاب السيد حسن نصر الله ( اعدينا العدة لبوارجكم ) .
٥_ حث فصائل المقاومة عبر الحكومة العراقية ، على أن لا تدخل في الحرب إذما اتسعت ، وهنا استخدم صيغة التهديد والوعيد ، وهذا ما سيزيد من صلابة موقف المقاومة من جهة ، ومن جهة أخرى الأمريكي يريد تحيد العراق لكونه الجبهة الأصعب في الوقت الحالي بالنسبة له ،ولا ننسى بأن الطاقة مهمة واستمرار تدفقها أهم بالنسبة للغرب وأمريكا.

رسالة بلينكن … جاء مبعوث من قبل الكيان الغاصب ، الذي يرى بأن دخول العراقي على الخط يصعب المعادلة ، ويعزز من ثَبات الشعب الفلسطيني ، بلا شك ليس من الجانب المعنوي فقط إنما المقاومة دخلت لتقصف الأمريكي الداعم والمنفذ للجرائم الصهيونية في غزة ، وكذلك دعم والاستعداد العالي لخوض معركة طويلة الأمد.
ما جاء في البيان يتكلم عن فلسطين بشكل تام لهذه رسالته للحكومة كالاتي:

١_ خفض التصعيد ضد القوات الأمريكية وقواعدها من قبل المقاومة العراقية، وربما فيها رسالة لليمنيين والجمهورية الإسلامية الإيرانية عن طريق العراقيين ! .
٢_ التخفيف من دعم غزة … والنظر إلى المصالح المشتركة بين العراق وأمريكا!.
٣_ الواضح من التصريحات التي نشرت في الأعلام بأن اللغة هي ( ترهيب وترغيب ) للحكومة العراقية .
٤_ تكلم بموضوع السيادة ، وهنا يشير إلى أن هذه المقاومة تتحرك بأوامر من خارج العراق؟ ، وأن سيادة العراق ستتزعزع إذما سمحت الحكومة لها بمواصلة العمل على دك القواعد الأمريكية وضرب مصالحها ، وهذا هو الأخطر ، ولا شك بأن للأمريكي أوراق قد يفعلها في الداخل ، وهنا يترتب على الحكومة أمران هما :
أ_ عدم الرضوخ لما جاء به وزير الخارجية الأمريكي، والتخطيط إلى ما أبعد من ذلك .
ب_ تحصين الجبهة الداخلية ، وعدم التهاون مع أي حدث يهز سيادة العراق ، بمفهوم الشعب العراقي لا بمفهوم وزير خارجية الأمريكي .
على رئيس مجلس الوزراء ، أن يكون واضح وصريح في التعامل مع من يثير أو يزعزع أمن العراق من جهة ، ومن جهة أخرى عدم التخلي عن موقف العراق الشعبي والحكومي والمقاومة. وهذا ما أكده مستشار وزير الخارجية الامريكية الذي قال ( كنا نتوقع أن نجد موقف السوداني مختلفاً في الإجتماعات عما هو عليه بالخطابات بشأن أحداث غزة ، ولكن محمد شياع ظهر لنا بذات الأسلوب المتعصب من قضية فلسطين). إضافة إلى أن السوداني أحرج بلينكن بسؤال مهم وهو ” لما لا تتحرك مشاعركم لمشاهد القتل اليومي للأطفال”. و بلينكن يرد بإحراج ( نعم أنا قلق من المشاهد التي نشاهدها يوميا وهي مرفوضة بالنسبة لنا) ؟ .
وعليه نحثكم على الثَّبات مع توضيح للشعب العراقي ،لكي يكون هذا الشعب الدرع الحقيقي لخيار المقاومة وتخليص العراق من القواعد ألاحتلال ، كذلك تعزيز دور العراق في نصرة القضية العادلة للشعب الفلسطيني المظلوم .
وما قول وزير الخارجية الأمريكي الذي يؤكد رغبة حكومة بلاده باستمرار التنسيق والتعاون الثنائي مع العراق، من أجل تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي! ، هذا التصريح فيه جنبتين :
١_ عملية تخدير، الهدف من ذلك تراجع الموقف الحكومي من القضية الفلسطينية .
٢_ هي اعتراف بدور العراق في القضايا المصيرية ، وتبيان قوة وصلابة العراق وعودته إلى الساحة الدولية ، من خلال سياسة الخارجية المنتجة .
مع ذلك قدوم وزير الخارجية الأمريكي ، إلى بغداد ما هي إلا نقل رسالة من قبل الكيان الصهيوني للعراق و إيران… بأن يتوقفوا عن دعم وتسهيل دعم المقاومة في فلسطين ، والتوقف عن تحشيد للرأي العالمي لمصلحة القضية الفلسطينية .
على القِوَى السياسية أن تكون داعمة لموقف الحكومة ، حتى لا تكون لهذه الزيارة أي أثر سلبي ينعكس على موقف العراق والتراجع عن دعم الشعب الفلسطيني.
بعد هذه الزيارة ليس كما قبلها ، هي حمالة أوجه تخبرنا بأن نختار ( أما _ أو )، سنرى أثر هذه الزيارة السريعة خلال الفتره القصير القادمة وأن موقف السياسي والشعبي كفيل بتحديد نتائج هذه الزيارة…
اعلموا أيها الكتل السياسية اليوم أنتم على المحك ، أما أنصار أو لا سامح الله تكونوا من المتخاذلين….