سلامة الدين او الدنيا ؟
الشيخ محمد رضا الساعدي ||
روى الشیخ الکلینی بسند معتبر عن أَبُی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام , كَانَ فِي وَصِيَّةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع لِأَصْحَابِهِ …فَإِذَا حَضَرَتْ بَلِيَّةٌ فَاجْعَلُوا أَمْوَالَكُمْ دُونَ أَنْفُسِكُمْ وَ إِذَا نَزَلَتْ نَازِلَةٌ فَاجْعَلُوا أَنْفُسَكُمْ دُونَ دِينِكُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْهَالِكَ مَنْ هَلَكَ دِينُهُ وَ الْحَرِيبَ ( الخاسر المال ) مَنْ حُرِبَ دِينُهُ أَلَا وَ إِنَّهُ لَا فَقْرَ بَعْدَ الْجَنَّةِ- أَلَا وَ إِنَّهُ لَا غِنَى بَعْدَ النَّارِ لَا يُفَكُّ أَسِيرُهَا وَ لَا يَبْرَأُ ضَرِيرُهَا .
ان المعیار الاساسی الذي يجب ان يبحث عنه الانسان طوال حياته هو سلامة الدين وان كلفه ذلك ماله وحياته ونفسه , فلو تزاحم حفظ النفس او حفظ المال ، وجب حفظ النفس وان فرط بماله , ولو تزاحم حفظ دينه او نفسه ضحى بنفسه حفظا لدينه فضلا ما لو تزاحم ماله مع دينه فان تقديم الدين على المال اوضح واصرح.
هذا هو الانسان الفائز والرابح الاكبر طبقا لموازين الامير عليه السلام وان خسر ماله ونفسه لان مصيره الجنة والرضوان .
اما من قدم ماله على دينه او على نفسه كما هو حال من باع اخرته بدنياه او بدنيا غيره فهو الخاسر الاكبر وان حصل المال الكثير وعاش العمر الطويل , لان مصيره النار لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف من عذابها …
لذا كان السؤال الاساسي عند الامام علي عليه السلام للنبي صلى الله عليه واله عندما اخبره انك تقتل في المحراب … قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ ذَلِكَ فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِي ؟ فَقَالَ ص فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِكَ …
فاذا كان سيد الوصيين وانقى الناس وافضلهم بعد النبي الامين يسال عن سلامة الدين فما نحن فاعلون… وجرائمنا قد ملئت الخافقين ؟
علينا ان نسال كل يوم انفسنا عن سلامة ديننا واخلاص عقيدتنا ونقاء سريرتنا وصحة اعمالنا …ومدى تقديم الدين على المال والاولاد والنفس …الخ .
ولننظر هل فدينا ديننا وسلامته بكل ما لدينا من مال او جاه او سلطة او نفس اذا ما تزاحمت مع الدين …
فالموت اولى من ركوب العار والعار اولى من دخول النار , فعار الفقر وقلة الجاه والتضحية بالنفس لا شي امام حفظ الدين وكما ورد عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: سَلَامَةُ الدِّينِ وَ صِحَّةُ الْبَدَنِ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ وَ الْمَالُ زِينَةٌ مِنْ زِينَةِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ.
و عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا فَقَالَ أَمَا لَقَدْ بَسَطُوا عَلَيْهِ وَ قَتَلُوهُ وَ لَكِنْ أَ تَدْرُونَ مَا وَقَاهُ وَقَاهُ أَنْ يَفْتِنُوهُ فِي دِينِهِ.
وفقنا الله للسير بنهج الامير قولا وعملا ومنهجا وان نكون ممن قدم دينه واخرته على دنياه وشهوته.