الاثنين - 11 ديسمبر 2023
منذ شهر واحد

ايمن عبد عون ||

مثَّل احتلال فلسطين من قبل الصهاينة عام 1948، بداية للصراع العربي _ الاسرائيلي، والذي على إثره خاض العرب كدول تمتلك جيوش نظامية (تُنفق عليها ملايين الدولارات وتجهز بمختلف الاسلحة) حروباً عدة ضد الكيان الغاصب.
عملت الدول العربية ومنذ احتلال فلسطين على تعزيز مفهوم الصراع العربي_الاسرائيلي، كون اغلب تلك الدول كانت ذات طابع قومي عروبي، إلا انها بمجملها انتهت لصالح الصهاينة، مما أسهم في تعزيز مفهوم (الجيش الذي لا يقهر) في إشارة الى جيش الاحتلال.

شكل فشل الجيوش النظامية العربية، صدمة كبيرة لدى الشعوب العربية الاسلامية، مما ادى الى ظهور مجاميع مسلحة تؤمن بشرعية المقاومة الاسلامية ضد الاحتلال، لتسهم تلك المجاميع في تعزيز مفهوم (المقاومة الاسلامية)، والتي أخذت تعزز عقيدة التضحية وقيم الشهادة لدى افرادها، لتسطر أروع ملامح التحدي والصمود بوجه الكيان الغاصب في فلسطين ولبنان، والاحتلال الامريكي في العراق، على الرغم من التحديات التي واجهتها (داخلياً وخارجياً) إلا انها باتت اليوم تمثل نقطة الارتكاز الحقيقي للأمة الاسلامية.

ادرك قادة المقاومة الاسلامية، منذ احتلال فلسطين، ان ما يستند عليها الصهاينة من عقيدة دينية (مزيفة) مفادها قيام دولتهم المزعومة من النهر الى البحر، والتي لابد ان تواجه بعقيدة دينية تستند الى شرعية (حقيقية) اساسها القرآن الكريم، لذا ثمة حقائق على الجميع ادراكها اليوم، ان ما تمتلكه المقاومة الاسلامية، في الوقت الحاضر من رجال وسلاح وعقيدة إسلامية بالمقاومة، هو أعظم مما تمتلكه الجيوش من أسلحة وتكنلوجيا عسكرية متطورة، وهو ما جسدته على ارض المعركة بالمصطلح العسكري الجديد (المسافة صفر)، الذي دفع ببعض مراكز الدراسات والبحوث، دراسة هذه الظاهرة، ومراحل تطورها وطبيعة رجالاتها، والفكر الذي تستند اليه، والشخصيات والدول الذي تقف خلفه.

لم تقتصر مقاومة الاحتلال بحدود مدينة غزة وفلسطين، ليشمل استهداف قواعد عسكرية مساندة للصهاينة في دول عدة، وهذا يؤكد ان عقيدة المقاومين تفرض عليهم مساندت بعضهم للبعض الآخر، بشتى الطرق والوسائل، بيننا كانت الجيوش العربية تُخذل بعضها في صراعها مع اسرائيل، كما وأثبت المقاومين انهم خارج حسابات المساومة رغم كل الضغوط (الأمنية والاقتصادية) التي تمارس عليهم، وشعوبهم، على خلاف ما عملت عليه بعض الدول العربية بالعلاقة مع الصهاينة بما يسمى بـ(التطبيع)، لكسب ود الاخيرة، او دول الاستكبار العالمي المساند لها.

ايمن عبد عون
2023/11/10