الأحد - 03 ديسمبر 2023

لماذا انتظر العرب شهراً لقمتهم وهل من جديد في خطاب نصر الله ليوم غدْ ؟  .  

منذ 3 أسابيع
الأحد - 03 ديسمبر 2023

السفير الدكتور جواد الهنداوي ||

 

رئيس المركز العربي الاوربي للسياسات وتعزيز القدرات /بروكسل / في ٢٠٢٣/١١/١٠ .

 

قمم عربية و اسلامية تُعقدْ بعد اكثر من شهر على بدء أردأْ و اقبحْ حملة ابادة جماعية للشعب الفلسطيني ،تشهدها الانسانية في عصرنا الحديث ،وفي عقر دار العروبة و الاسلام ! أليس في الامر رسالة اهانة و استخفاف من الصهاينة و الغرب الى العرب و المسلمين ؟

تسقطُ الاقنعة وتتوضّح تفصيلات في المشهد الميداني العسكري و السياسي للمعركة ،يوماً بعد يوم .

فلا أحد يُزايد على موقف اليمن و موقف لبنان نصر الله ،و موقف عراق الحشد الشعبي ، و بالمقابل يختبئ البعض خلف تنظيرات و تفسيرات لمفهوم مقاومة الشعب الفلسطيني في غزّة و الضفة ، فمنهم مَنْ يراها فتنة ومغامرة ، و يُهادن ( ان لم نقل يدعم ) البعض الآخر جهود اسرائيل و الصهيونية . ويدركُ الشعب العربي اليوم اكثر من امس مَنْ كان و لايزال خلف داعش و الارهاب . انه صناعة صهيونية بامتياز ، وما الهجوم الذي تعرّض له الجيش العربي السوري و بعض فصائل المقاومة في بادية الشام ،قبل ايام و ارتقى اكثر من ثلاثين شهيداً ،الاّ دليل على التعاون بين داعش و اسرائيل .

ما هي اهداف القممْ ؟

هل سيتم تبني قرار عربي او اسلامي بتقديم دعوى قضائية امام محكمة الجنايات الدولية ضد نتنياهو ،و اتهامه بارتكاب جرائم حرب و ابادة وضّد الانسانية ؟

هل يستطيع و يرغب العرب بالتلويح ( على الاقل ) بسلاح النفط و الغاز ،كوسيلة ضغط على امريكا و الغرب ،من اجل تطبيق حّلْ الدولتيّن ؟

هل سيقررون أعتبار الجيش الصهيوني منظمة ارهابية ؟

هل سيطالبون العالم بوضع اسلحة اسرائيل النوويّة تحت الرقابة الدولية ، على اثر تصريح وزير تراثها الصهيوني ،بالقاء قنبلة نوويّة على غزّة ؟

سيكتفون ،على ما اعتقد ،بضرورة تطبيق حّلْ الدولتيّن والاسراع برفع الحصار عن غزّة وتقديم المعونات و المساعدات ؟ لا اكثر من ذلك .

لماذا تأخّر العرب في اجتماعهم القممي ؟ ما الذي كان ينتظروه ؟ هل لامريكا ،والتي تدير المعارك ميدانياً و سياسياً شأناً ودوراً في ذلك ؟ هل كانوا يتوقعون وينتظرون مشاركة ايران في المعركة ، كي يتغيّر المشهد وتُرسمْ سيناريوهات اخرى ؟

لو كان لايران مشاركة في المعركة ، ومشاركة بريّة اوسع لحزب الله ، لاصبحت  هوية المعركة ليست فلسطينية ، و انما دينية و شيعيّة ، في نظر الغرب و بعض العرب ، ولأّصطفَ البعض يقاتل وعلناً مع اسرائيل !

خطاب نصر الله ليوم غد لن يخرج عن المسار الذي رسمه في خطابه الاول ،حين ارسى قواعد جديدة للاشتباك ، و اهمها ” لن ندعْ اسرائيل تنتصرْ ” .

لنْ يرهن سماحة السيد نصر الله فحوى خطابه ، و ما يريدُ قوله و يسعى لاتخاذه ، بأجواء القمم وبما يُقال من تصريحات و بيانات . سيشهدُ ويستمع المواطن العربي والمُتابع ، وكذلك العدو الى موقفيّن ؛ موقف يمثّلُ حركات و محور المقاومة ، من خلال خطاب سماحة نصر الله ، والموقف الرسمي للعرب و للمسلمين ، من خلال بيانات و تصريحات و مقررات القمم .

يدركُ حزب الله ، بأنَّ اسرائيل تتورّط  اكثر فاكثر عسكرياً في وحل القطاع ، حيث وظّفت اسرائيل ثلثي آلياتها وجيشها في القطاع ، وهذا ما يجعل جبهتها الشمالية اضعف و اسهل اختراقاً من قبل مقاتلي حزب الله ، إنْ قرّرَ الحزب الانتقال من حالة الاشتباكات الى حالة الحرب الشاملة .