سنن الله في القرآن-١٦-وحدة الاديان على اساس الإيمان بالله وماجاء به الانبياء

الشيخ جاسم محمد الجشعمي ||
بسم الله الرحمن الرحيم
( قُل آمنّا باللهِ وما أُنزِلَ علينا وما أُنزِلَ على ابراهيمَ واسماعيلَ وإسحق ويعقوب والاسباطِ وما أُتيَ موسى وعيسى والنبيون من ربهم لانفرِّقُ بين أحدٍ منهم ونحنُ لهُ مسلمون . ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يُقبلَ منهُ وهو في الآخرةِ من الخاسرين ) سورة آل عمران الآية ( ٨٤ – ٨٥ ) .
ان سنة وحدة الاديان التي تناولها القرآن الكريم يختلف عما يبشر بها داوائرالفكر الغربي وتدعو اتباع الاديان الى تحقيقها في الواقع . والتي تتلخص في توحيد ودمج الاديان اليهودية والمسيحية والإسلامية بمافي هذه الاديان من تحريف وأضافات بشرية تحت عنوان الدين الإبراهيمي . فهذه الوحدة غير قائمة على وحدة الإيمان بالله ووحدة العقيدة والفكر والسلوك ووحدةالهدف المشترك والتي جاء بها الانبياء والرسل . وانما هي خلط للاديان بتحريفاتها واضافاتها البشرية وتنسيبها الى الله والى النبي ايراهيم عليه السلام والله والنبي ابراهيم عليه السلام بريئان من هذا التوحيد ومن هذا الخلط والدمج للأديان السماوية التي لاينسجم من دين الله الحق . حيث من المعلوم ان الاديان وكتب السماء تعرضت للتحريف ماعدا القرآن الكريم حيث تولى الرب الجليل بحفظه . ويعني ذلك ان ماجاء به الانبياء قد تم تحريفها بأفكار وتعاليم بشرية وتنسيبها الى الوحي كذباً . وعليه فأن توحيد الاديان بتحريفاتها لاتمثل دين الله ولا الدين الابراهيمي . وانما الهدف من هذا التوحيد تمييع القرآن الكريم وتذويبه في الاديان المحرفة . فالهدف اذن من هذا التوحيد هو ضرب الاسلام وضرب القرآن الكريم الذي يمثل الوثيقة الالهية الوحيدة والمصونة من التحريف و الباقية في الارض .
اما سنة التوحيد الالهية التي طرحها القرآن الكريم للبشر فهي قائمة على وجوب الإيمان بالله ووجوب الايمان بماجاء به جميع الانبياء الغير المحرف . وتبليغ وبشارت الانبياء السابقين بالانبياء اللاحقين ودعوة اتباعهم الى الإيمان بنبوة ورسالة الانبياء اللاحقين بخطهم وخط الله . وبمعنى آخر أن كل نبي يجب عليه أن يبلغ ويبشر اتباعه بالنبي القادم سواء هذا القادم يقدم بعد انتهاء بنوته او في زمانه . وان رسالات واديان جميع الانبياء متعنونة بعنوان دين الإسلام . فكل الانبياء دينهم الاسلام وجميع اتباعهم مسلمون والتسميات الاخرى مجازية غير حقيقية . فاليهود والنصارى اتباع اديان انبياءهم غير المنحرفة كانوا مسلمون . فجميع أديان الله هو الاسلام .
رسالات الله والنبوات ليست تجارب بشرية لتختلف بعضها عن البعض الآخر في العقيدة والثقافة والسلوك والهدف لتتصارع فيما بينها وتتنافس على المصالح . وانما النبوات والرسالات هي سلسلة حلقات الوحي الالهي النازل الى الانبياء والرسل . حيث تنطلق هذه الرسلات والنبوات من الوحي الالهي ومن قاعدة الإيمان بالله وبماجاء به الانبياء من تعاليم روحية واخلاقية واجتماعية واقتصادية وبكل ما يحتاجه الانسان . والى هذا اشارالقرآن الكريم( لانفرق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون )
فينبغي الإيمان والتسليم بجميع ماجاء به الانبياء .
( ومن يبتغي غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )
والاسلام هو التسليم والايمان بجميع ماجاء به الانبياء . واي رفض وعدم ايمان لنبي من الانبياء هو تمرد لله وعصيان له و خروج عن دين الله ( فلن يقبل منه ) . فالأية الكريمة تؤكد على مبدء وحدة الرسالات والنبوات .