دجاج الوزير..!

الشيخ عادل الكرعاوي ||
باب الحراسة يطرق بشدة في ليلة تجاوزت منتصفها والمكان مزرعة محاطة بالورود والرمان واظن أن هناك الزعفران والخيل المسومة برائحة دهن العود من محل بيع العطور الأصلية في الكرادة شارع المسبح
– استيقظ ياسيدي الامر خطير
– مالامر ياأبراهيم
-شاحنة محملة بالدجاج الهندي الابيض معطلة على الطريق العام
– وماعلاقتنا نحن؟
-يقولون انها لسيادة معالي الوزير ياسيدي
وقبل أن يكمل الحرس الكلام رن الهاتف بالحاح وجاء-صوت مدير المشروع مذعورا
– ايها المهندس اياد انت مسؤول منذ هذه اللحظة عن حياة دجاج معالي الوزير
-انا مهندس مدني
-لاتتهرب من المسؤولية الرجال الحقيقيون
يظهرون في وقت الشدائد ٠٠ واحذر من فطس دجاجة واحدة
– اسرع المهندس-اياد مع ابراهيم ووصلوا إلى الشاحنة في وسط الظلام كانت هناك ريح شديدة تغطي على الرؤية بوضوح كان هناك اربع غلاظ شداد ٠٠ صاح اقصرهم :
-لماذا تأخرتم
– وصرخ اضخمهم وهو يغص بدموعه :
اسرعو٠٠ لن يحتمل دجاج سيدى اكثر من ساعة في هذا البرد
ركض المهندس مع ابراهيم إلى غرفة العمال
٠٠ كانو غارقين باحلامهم الصغيرة بعد يوم عمل متعب اشغلنا الانوار ٠٠ صرخ ابراهيم
— هي ٠٠ استيقظو حالا ٠٠الامر خطير
– ماذا جرى زلزال
– كلا كلا
– حريق ٠٠سيول ها زلزال
– كلا كلا
– اذن وقعت الحرب نحن اهلا لها
– كلا ٠٠كلا شاحنة دجاج الوزير معطلة على الطريق العام ٠٠ والدجاج في خطر ماحق
– صرخت بهم :
– هيا ٠٠ فليحمل كل منكم بطانيته وليتبعني لانقاذ الدجاج
-نهظو شاتمين جميع الكائنات ذات الريش والوبر والحوافر٠٠٠٠٠ وغيرها
-وصلو إلى السيارة أمرهم ابراهيم أن يحمل كل منهم دجاجتين بلطف شديد ويراعون الحالة النفسية للدجاج بأن يضم كل واحد منهم الدجاج إلى صدره بحنان وإن يخاطب الدجاج بحنية ورقة وابتسامة
وتم حمل الدجاج بسلام ولكن هناك دجاجتين مفقودتان فقد قفزتا من باب السيارة إلى وادي قريب ولم يتم العثور عليهن وامر مدير المشروع بحملة مكثفة للبحث عنهما خوفا على الدجاتين من البرد
او من لص طامع او ثعلب مخادع او من فقير جائع
وبعد وصول الدجاج إلى مكانه
صاح المدير من خلال مكبرات الصوت:
– هيا اشعلوا جميع المدافع الزيتية والكهربائية والغازية وبعد دقائق تبين انتعاش دجاج معالي الوزير
وبدء الدجاج يمشي من غير استحياء وينظر للمدير وإبراهيم والمهندس اياد بعين استعلاء
بدء في وجه ابراهيم الضجر من دجاج الوزير جلس مع العمال وكاد احد العمال أن يتسبب بكارثة ربما تدخل الدولة الانذار ج بسببه حين رفس-دون قصد كما ادعى احد الدجاجات نقرت اصبع رجله الجريحة فانقض عليه الحراس واشبعوه رفسا ثم امسكوه من خناقه وهددوه بنهاية اجله بعد طرده من عمله أن أصابت الدجاجة اي مكروه ٠٠ وبعد مفاوضات مضنية ومتعبه وتوسلات ووعود وتبوس لحى الحراس وتم الاتفاق بالاعتذار من الدجاجة ويقبلها والدعاء-لها بالسلامة ولكن حدثت مشكلة كبيرة أن هناك اربع دجاجات في حالة يرثى لها ولكن ابت الا ان تفطس تلك الدجاجات
وقد شمت الكثير بهذه الفاجعة ولم يسكت هاتف معالي الوزير للاطمئنان شخصيا عن دجاجاته وقد سأل الوزير المدير العام عن أحوال الدجاج
– اسعفتني عيناي بالدموع
واجبته وانا أشرق بدموعي بان الدجاجات جرفعت ارجلها الى السماء داعية لسيادته بالتوفيق وطول العمر فاكرم٠٠ني معاليه على الحفاظ على الدجاج وامرني أن اذبح الدجاجات الثلاث التي أصابها الاعياء
على الطريقة الإسلامية وفي الصباح حضر كادر من الاطباء-البيطيرين واطباء البشر من جميع الاختصاصات وحراس-جدد ومجموعة من الاسعافات والتاهوات وتم نقل الدجاج الناجي بعد تقديم كل وسائل الراحة والعلاج
ملاحظة : لم يتم العثور على الدجاجتين
تم تسمية المكان الذي-تعطلت فيه السيارة
منعطف دجاج الوزير
اهداء-قسم من لحم الدجاجتين إلى جمعية خيرية واخر إلى كلاب الوزير
ملاحظة اخيرة :
ياسيادة الوزير كم من محظوظ فقير يتمنى تحقيق حلمه في أن يكون بدل الدجاج في اهتمامك واتصالاتك ٠٠٠٠٠٠