الثقل الثاني حارساً ومفسراً ومؤِّلا
حميد الموسوي ||
والله لا يفهم الثقل الأول (القرآن) إلا الثقل الثاني (آل البيت)
هذه الآية من سورة سبأ، اقرؤوا تفسيرها في كلا المدرستين: مدرسة أهل السنة ومدرسة أهل البيت، حتى تعلموا أن القرآن له أهله.
عن أبي جعفر عليه السلام قال: دخل على أبي بعض من يفسر القرآن.
فقال له أبي: أنت فلان؟ وسماه باسمه.
قال: نعم.
قال: أنت الذي تفسر القرآن؟
قال: نعم.
قال: فكيف تفسر هذه الآية: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18)} سبأ.
قال: هذه بين مكة ومنى.
فقال له أبو عبد الله عليه السلام: أيكون في هذا الموضع خوف وقطيع؟
قال: نعم.
قال: فموضع يقول الله: أمن، يكون فيه خوف وقطع؟
قال: فما هو؟
قال: ذاك نحن أهل البيت، قد سماكم الله ناسا، وسمانا قرى.
قال: جعلت فداك أوجدت هذا في كتاب الله إن القرى رجال؟
قال: نعم قول الله عز وجل: {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا} فمن العاتي على الله عز وجل؟ الحيطان والبيوت أم الرجال؟
فقال:الرجال، ثم قال: جعلت فداك زدني.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: أليس الله تعالى يقول: {إِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًاۚ} فمن المعذب الرجال أم الجدران والحيطان؟
فقال:الرجال، ثم قال: جعلت فداك زدني.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: أليس الله تعالى يقول: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} لمن أمروه أن يسأل؟ القرية والعير أم الرجال؟
فقال: جعلت فداك فأخبرني عن القرى الظاهرة
قال: هم شيعتنا، يعني العلماء منهم .
(ص 333 ج6 البرهان)
هذا هو التأويل الذي لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم، كما قال الله تعالى.