الانتخابات.. ودعوات المقاطعة
ايمن عبد عون
تكمن أهمية المشاركة في الانتخابات، بمستوى شعور الناخب ومدى تأثير صوته في العملية الانتخابية، فكلما أدرك الناخب ان صوته الانتخابي ذو تأثير قوي بعملية التغيير، وإسهامه في إحداث (إدارة جديدة) كلما كان أكثر دافعية لتعزيز مبدأ التداول السلمي للسلطة. لذا فقد إعتادت القوى السياسية، التي تعمل على ترسيخ مبادىء الديمقراطية أن تحرص على تشجيع المواطنين على المشاركة في الانتخابات، ولضمان تعزيز الديمقراطية، التي يتفق عليها الجميع انها واحدة من اهم المكاسب التي حققها العراقيون ما بعد 2003، كونها تتيح لهم إختيار ممثليهم، بعيداً عن الانقلابات العسكرية التي افرز سيطرت الديكتاتورية البعثية (الحزبية والفردية) لسنوات.
نعم.. قد يعاني الكثير من ابناء الشعب العراقي من عدم إخلاص بعض ممثليهم، وما تسببهُ ذلك من إحباط، دفع ببروز ظاهرة عدم جدوى المشاركة في الانتخابات، والتي تمثل وسيلة مهمة في صنع القرار السياسي، كون أن البعض يظن أن المشاركة الانتخابية لن تغير شيء من الواقع. لذا فمن أجل ضمان تعزيز العلاقة الإيجابية، والمؤثرة في إدارة المحافظات، لابد أن تكون المشاركة أوسع في الانتخابات القادمة، وأنْ يكون اختيار المرشح، وفق معايير دقيقة، وقراءة متمعنة لأختيار ممثلي مجالس المحافظات.
ثمة تطور جديد تشهدها العملية الانتخابية القادمة، هي انها لم تقتصر على مقاطعة بعض الافراد للانتخابات، بل شملت مقاطعة التيار الصدري، والذي سيوثر سلباً وبشكل كبير على التمثيل السياسي في هذه المحافظة او تلك.
لم يدرك السيد مقتدى الصدر، ما قد تسببه المقاطعة التي دعا اتباعها لها، في الوقت الذي أدرك حليفه السابق السيد محمد الحلبوسي، خطورة المقاطعة على الرغم من استبعاده من قبل المحكمة الاتحادية، وإسقاطه كزعيم سياسي. كون المقاطعة قد تفسح المجال لمنافسيه بشغل مساحة حزبه (تقدم).
مما تقدم لابد من حث المواطنين على المشاركة الفاعلة في الانتخابات القادمة، وبالشكل الذي يتناسب وحجم دعوات المقاطعة، وتوضيح اسباب ذلك بشكل واضح وصريح، والاستفادة من اخطاء قرار مقاطعة إنتخابات عام ٢٠٠٥، وأثر ذلك كان واضحاً على التجربة السياسية السنية، التي بقيت تعاني عدم استقرارها سياسياً لسنوات عدة.