أسامة الغزالي حرب يعتذر لغزة
إنتصار الماهود //
د. أسامة الغزالي حرب كتب في جريدة الأهرام المصرية، يوم19/11/2023،مقال يعتذر فيه لأهل غزة نقتبس منه، ” الإحتلال كشف عن روح عنصرية وإجرامية. يندى لها جبين الإنسانية، ولذلك أعتذر لشهداء غزة، وكل طفل وإمرأة ورجل فلسطيني “.
من يعرف د. أسامة الغزالي حرب سينصدم بمقاله هذا، سيستغرب كيف لصحفي مطبع، منذ أكثر من أربعة عقود أن يتحول 180 درجة في توجهاته و أفكاره، ومن لا يعرف من هو لنتحدث معكم عنه قليلا.
د. أسامة الغزالي حرب دكتوراه في الاقتصاد والعلوم السياسية، رئيس مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار، وعضو بمجلس الشورى المصري، صحفي بجريدة الجمهورية، رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، يبلغ من العمر 75 عاما قضى منها ما يقارب ال 40 عاما، وهو يدعم ويدافع عن التطبيع، وساهم في إقامة علاقات السلام، مع الكيان الغاصب.
يؤمن الغزالي بأن قبول التطبيع ورفضه هو حرية شخصية، وهنالك لليهود حق في القدس وفلسطين، وهم مرتبطين دينيا وتاريخيا بأورشليم، إستطاع الغزالي من خلال مركز الدراسات والبحوث، الذي يعمل فيه من جمع صحفيين وكتاب ومحللين سياسيين، مختلفين في الانتماء والتوجه الفكري مثل، ( الناصرية، القومية العربية، اليسارية)، وتوظيف كتاباتهم وأفكارهم، من أجل الترويج لفكرة التطبيع، منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي، وكانت له زيارات الى تل أبيب، ومقابلات مع شخصيات سياسية إسرائيلية، مثل النتن ياهو، ولعب دورا محوريا في قيادة الفكر التطبيعي، ونشره في مصر والدول المجاورة، بل وصل به الحال، لقيادة حملة فكرية، تستهدف شيطنة حماس وتسقيطها في مصر.
إن حرب طوفان الأقصى، والإبادة الجماعية الغير مبررة، التي قام بها الكيان الغاصب أحدثت صدمة في أوساط المطبعين، الذين يتأملون خيرا في السلام مع الكيان، ولم يتوقعوا منه هذا الرد الإنتقامي العنيف ، فكيف لمن يروجون لسلامه وتحضره وثقافته، أن يتعامل بوحشية هكذا مع ضحايا معظمهم نساء وأطفال، وإستهداف للمستشفيات والمدارس والبنى التحتية.
لقد تحولت مفردات الخطاب السياسي في مصر، من مؤيد للتطبيع الى رافض له، وهذا حال الكثير من الشخصيات السياسية، بل وحتى قيادات حزبية مهمة، وكان أبرز نتائج هذا الرفض، هو مظاهرات شعبية في مصر، تطالب بسحب السفير المصري من الكيان، وطرد السفير الإسرائيلي، وإعادة النظر أو تجميد إتفاقيات السلام، كما أسموها هم مع الكيان الغاصب.
من يتابع الوضع الآن في الساحة العربية ربما سيفرح بالتغيير الحاصل، ويظن أن التطبيع زائل بزوال المحتل، وستتحرر الدول العربية من تلك القيود، التي كبلهم بها الإستكبار العالمى، إلا أن المتابع للعلاقات المصرية الصهيونية، لن يتأمل خير مطلقا ويفرح بهذه الأحداث، فهنالك علاقات إقتصادية وسياسية مؤثرة، تمتد على مدى 46 عاما لن تمحوها حرب غزة، التي أصبح عمرها 46 يوما.
في الختام نحن ننتظر أن نشاهد، ونلمس موقفا واقعيا أقوى، من قبل القيادات السياسية، وقرارات فاعلة ضد الكيان تطبق على أرض الواقع، وليست مجرد مقالات إعتذار من صحفيين، حتى وإن كانوا من المؤثرين في مجتمعاتهم.