طوفان الأقصى اعاد القضية الفلسطينية الى الواجهه واجبر الاحتلال على قبول الهدنة
سلام جاسم الطائي
توصلت المقاومة الفلسطينية لأول اتفاق هدنة مع الاحتلال الصهيوني تتوقف بموجبه الحرب الدامية ضد قطاع غزة، لمدة أربعة أيام متواصلة، الهدنة التي بدأت صبيحة الجمعة الماضية،لتبادل 300 سجين من النساء والأطفال لدى قوات الاحتلال ، مقابل 50 من الأسرى، مع فتح معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانية أن الهدنة هذه جاءت في وقت ساءت فيه أحوال سكان غزة بشكل خطير جدا، بعدما نفدت غالبية المواد الأساسية من الأسواق، وبات السكان يعتمدون في هذا الوقت فقط على المساعدات الإنسانية التي تمر عبر المؤسسات الإغاثية الدولية من معبر رفح الفاصل عن مصر، فيما يواجه السكان معضلة كبيرة في الحصول على المياه الصالحة للشرب، الهدنة التي يشهدها قطاع غزة هي بما لايقبل الشك والتأويل انتصار للمقاومة الفلسطنية والتي اجبرت هذا الكيان على الانسحاب التكتيكي من الحرب وهو ناتج عن ادراك الكيان الصهيوني أن قوته العسكرية لن تعيد هيبته، ولن تسترجع اسراه، ولم تتمكن من القضاء على المقاومة الفلسطنية … فليس أمام هذا الكيان إلا خوض المفاوضات، وهذا في حد ذاته انكسارٌ استراتيجي حيث ان محور المقاومة أعد نفسه لمعركة طويلة تشتغل على اضعاف جيش الاحتلال الصهيوني في فضاءاتها المتعددة الاطراف والمواقع و هذا الاستعداد لدى المحور شكل مع مرور الأيام وتطور ضربات المقاومة وتصاعدها الآخذ بالاتساع، شكل ضغطا أساسيا على الكيان في بيئته الشعبية وساحته الأمنية، وتعد الهدنة واحده من علامات النصر الفلسطيني الذي نتج من الصبر والصمود والمقاومة حيث كان الاحتلال الصهيوني يدعي أنه يستطيع من خلال ألته العسكرية أولا أن ينهي وجود حماس وأن يسترد اسراه ، والنتيجة بعد 49يوم تقريباً لم يستطع هذا الجيش أن يقتل قائد واحد من قادة الخط الأول من المقاومة الفلسطينية ، ولم يستطيع أن يدخل بيتا واحداً من كل مناطق غزة التي يسيطر الآن على القشرة الخارجية ولم يستطيع أن يسيطر أو يدمر شبكة الأنفاق وهي السلاح الأساسي والوسيلة الأساسية التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية ، ولم يستطيع أن يحرر أسراه ، واضطر أن يوافق على الهدنة و رفع الراية البيضاء وأنه لا سبيل أمامهم إلا التفاوض مع المقاومة وبشروط المقاومة في إطلاق سراح متبادل
إن السرعة التي أُنجزت بها عملية طوفان الاقصى شكلت مفاجأة إيجابية لعناصر المقاومة من ناحية سرعة انهيار جيش الاحتلال كما أنها أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد السياسي، ورسمت صورة بأن خيار المقاومة يستطيع أن يحدث تغييرا جوهريا في الصراع مع الاحتلال، ولو توفرت للمقاومة أسباب الصمودلتغيرت معادلة الصراع بشكل كبير. ومن النتائج الاخرى لطوفان الاقصى هناك غضبا صامتا الآن في الدوائر الأميركية العسكرية والسياسية من الحالة التي ظهر عليها الاحتلال الصهيوني فكل هذا الاستثمار ومحاولة تحسين صورته ومحاولات التطبيع بدا هزيلا وواهيا في مواجهة المقاومة الفلسطينية حيث كانت لضربات محور المقاومة الاسلامية الدور المحوري والكبير في كسر عنجهيه الكيان المحتل وتدمير الته العسكرية التي كان يتبجح بها