الإنتخابات بين الحق الشخصي والأقصاء البعثي
زمزم العمران ||
قال تعالى في محكم كتابه:(وَإِذَا قِیلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ قَالُوۤا۟ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ )
حددت الحكومة العراقية في الثامن عشر من شهر كانون الأول لهذا العام ، موعداً لإجراء انتخابات مجالس المحافظات، التي تمثل احد بنود الدستور في شكل النظام الإداري للعراق مابعد 2003.
على الرغم من أن تجارب انتخابات مجالس المحافظات في الاعوام السابقة، لم تنتج مجالس محافظات بمستوى الطموح، يقوم على عاتقها متابعة المشاريع الخدمية في عموم المحافظات، ويوجد هناك رأي يقول ان هذا التشكيل الاداري، هو حلقة زائدة في النظام الحكومي العراقي.
الا انه لايمكن اغفال ان الغاء هذه المجالس تحتاج إلى تعديل دستوري، ويجب أن يُصوت عليه في محافظات العراق كافة، لضمان عدم رفض ثلثي ثلاث محافظات، وهذا الأمر لايمكن تحقيقه بسبب عدم قناعة إقليم كردستان بأي تعديل دستوري، والا لو كانت لديهم القناعة في إجراء تعديل للدستور، لرحبوا بالمبادرة التي أطلقها سماحة الأمين العام لعصائب اهل الحق الشيخ قيس الخزعلي قبل عدة سنوات، في تعديل الدستور وتغيير نوع النظام إلى رئاسي او شبه رئاسي.
لكن هذا الرأي لن يلقى قبولاً، لذلك سعى الشيخ في كلمته الأخيرة ان يكون الجهد على تصحيح الأخطاء التي تعترض مسيرة النظام الحالي، ومنها مجالس المحافظات التي يحاول البعض عرقلة إجراء انتخاباتها، تارة بتمزيق الدعاية الانتخابية للمرشحين، وأخرى القيام بحملات تحت عنوان مقاطعون في وسائل التواصل الاجتماعي، وان هؤلاء المدونين ممن عرف ببعثيته او أنتمائه إلى عوائل البعث، والتي اذاقت الشيعة الاذى والتعذيب على يديها.
الا انها اليوم تختبأ خلف تيار سياسي ديني، له جمهور واسع اغلبه من عديمي الفهم والثقافة لكي يُستغل الجهل الموجود في هذه الفئة، لكي تتصدى الى منع الانتخابات، تحت مخططات عدة منها عدم حضور موظفي مفوضية الانتخابات في مراكز الاقتراع يوم الانتخابات، والثاني تهديد المرشحين بالانسحاب، والا سوف يتعرضون وعوائلهم إلى القتل او الاعتداء، الثالث هو القيام بأعمال شغب لمنع أجراء الانتخابات.
لذا يجب على الحكومة ان تضرب بيد من حديد، لكي تمنع هذه الشرذمة من ارهاب بقية مكونات الشعب العراقي التي تريد أن تمارس حقها الشرعي في الانتخابات، وان هذه الجهة السياسية معروفة بأزدواجيتها، ففي انتخابات 2021، صرح زعيمها انه من يقف ضد إجراء الانتخابات، فهو يتآمر على مستقبل العراق، فهل من الممكن عدهم من المتآمرين على مستقبل هذا البلد، وبالتالي فإن إيقافهم يمثل استمرار النظام والحياة في هذا البلد.