“ولد بطني يعّرف رطني”
مازن الولائي
مثل عراقي يعبر عن شديد علاقة الإنسان بوالديه تارة، وتارة بمن يكون يفّهمه على كل حلاته حتى “الرطن” وهو الكلام الغير مفهوم! لكنه عند من يعّرف نبضنا وقسماتنا وترددات أصواتنا المحتوية في الغالب على شفرة وموجة يعرفها المقابل دون حاجة إلى سؤال! وكم مرة حدث حديث مع شخص بلغنا معه تلك المنزلة من أول كلمة حتى تلك المختصرة التي تكون عبر الهاتف “ألو” يفزع القلب ليعّرف لماذا هذه “الألو” تحمل كل هذا الحزن؟! وهي تختلف عن حديث وصوت الكلمات الطبيعية لهذا الشخص!
وهكذا عميق العلاقات حين تبلغ مستويات روحية، وعاطفية، وانسجام قد يتعدى الصوت المسموع والنظر والمحسوس، إلى حالة كشف يعّرف عنك شخص هنااااك حيث المسافات ويطرق قلبه أو عقله طارق وهاجس أنك لست بخير! وعلى أثره يبدأ السؤال هل أنت بخير؟! والنتيجة هناك صدق في الإحساس وبراعة جوانية في الإطلاع على حتى ما لا نحكيه!
ومثلها بشكل مادي حالات عالم التواصل اليوم التي أصبحت هي الأخرى حائط ننشر عليه ما يؤلم قلوبنا وما يطرأ عليها، وحتى مرات خلف عباراتي المحتاجة إلى فهم ومستوى ترسل أحدى بناتي رسالة بابا هل أنت بخير؟! ويبدأ التحقيق والمخبر هو جوانح تحفظ علينا حركاتنا وانفاسنا والحركات.. فمن يفك لنا شفرات الأسرار هذا ويعرف ترددات أصواتنا هذا يعني أننا دخلنا منطقة الحرج والخوف المفرط والصادق على من نضعه تحت مجهر اهتمامنا لينطبق المثل بشكل نلغي معه اللهجة واللغة ويدخل عنها الصمت بديل ومترجم..
“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”