وصلنا مرحلة تقطيع الاوصال !!
زيد الحسن
خسر من خسر وفاز من فاز ، والفرح والسرور دخل صدور الفائزون ، وعاد الى بيته من تجشم عناء الذهاب الى مراكز الانتخاب يحمل بين يديه خفي حنين ، منهم من يعلل النفس بعذر واهي وهو اسقاط الواجب الشرعي ، ومنهم من يعقد الامل على تغيير مستحيل ، والنتيجة ستكون خواء في خواء .
الان ستبدأ مرحلة جديدة ، وهي المرحلة الاخطر في العملية السياسية ، مرحلة عقد التحالفات ، فلا يوجد هناك ضغائن سابقة ولا صداقة قديمة ، بل ستكون خذ واعطي ، ستكون المناصب والمنافع والعقود وحتى ملفات الابتزاز هي الفيصل في عقد التحالفات ، و واهم من قال انني انتخبت غير المجرب ، و واهم ايضا من قال انني انتخبت النزيه ، فلقد انتهت صلاحيات من انتخب و فاز ، والكلام اليوم و السطوة و القرار بيد رؤساء الكتل والكيانات ، اتعلمون من هم ؟ انهم المجربون حرفياً و فعلياً ، فلقد عادت الكرة في مرماهم ، وهم وحدهم من سيفصل ومن سيخيط ومن سيلبس ، واما بقية الشعب فستبقى اسمالهم على جلودهم ، وستبقى همومهم فوق رؤوسهم ، ومبروووك لمن انتخب .
لانعلم كيف سمحت العملية السياسية بقبول هكذا ديمقراطية تمكن الاحزاب من التسلط على مؤسسات البلد ، فبعض المناصب لاعلاقة لها البتة بمن يفوز و يخسر ، مناصب المفترض ان تكون لمن تدرج بالوظيفة ، لكونه ملماً بكل تفاصيل دائرته ، وليعالج الثغرات ، وليس منصب لحزب معين يعتليه فائز لايعرف الاف من الباء في تلك الدوائر ، لقد سنوا لهم قانون تحت حماية الدستور ليكون البلد كله في جيوبهم لوحدهم ، والمصيبة ان من يتكلم يعتقد انه العاقل والشعب مجنون .
هل تعلمون ان المقاعد لو اصبحت لاتكفي للتقاسم فانهم يستحدثون مقاعد ؟ هل تعلمون ان استمرار الوضع على هذه الصيغة سيجعل البلد يعاني اكثر مما يعانيه الان ، لن يسمح بعد الان حتى بالتنفس ، والعذر انهم فائزون منتخبون من الشعب ، الذي سيحدث انهم سيعملون على استرداد ما انفقوه على حملاتهم ، الذي سيحصل انهم سيسلكون كل المسالك ليعوضوا المبالغ التي اشتروا فيها المناصب ، الذي سيحصل ان الرز التايلندي سيبقى هو سيد البطاقة التموينية للشعب هذا لو تكرموا علينا ببقاءه .
فلنراقب المرحلة التي سيرتدي فيها الفائزون تيجانهم ، ونراقب سكاكينهم في تقطيع كعكتهم التي بذخوا كل البذخ من اجلها ، و وقتها ستعرفون سبب عزوف الشعب عن انتخابكم ايها المتسلطون .