ظاهرة الثوريث السياسي في العراق مرض وكارثة :
جاسم محمد الجشعمي
أصبح التوريث السياسي مرض سياسي انتقل عدواه بسرعة فائقة الى بعض السياسيين وبعض الاحزاب والكتل والحركات السياسية . والمرض بخلاصة هو توريث القادة السياسيين ابناءهم او اخوانهم او ابناءهم اوابناء عمومتهم مواقع سياسية اوحركية او حزبية او مناصب حكومية . وهذه كارثة حلت بالعراق . وهذه السياسية الخاطئة تسبب قتل الطاقات والكوادر الكفوءة والمخلصة في الاحزاب او المؤسسات المجتمعية او الحكومية او في عموم المجتمع . والمفروض فسح المجال والميدان لهذه الطاقات لتعمل وتبرز وتنفجر قدراتها العلمية والادارية لخدمة الشعب . ولايمكن ان تتقدم امة تقدم ضعفاءها وتؤخر اكفاءها لميادين العمل على معيار عائلي . فالميدان ملك للجميع لايجوز احتكارها للأولاد والأقارب مع وجود الاكفأ والاصلح منهم . وقد ورد في الاحاديث المنسوبة الى اهل البيت عليهم السلام
( ملعون من تقدم على اعلم منه ) .
ان احد اسباب نجاح قيادة الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه في قيادة الأمة وبقاء دعم الشعب الايراني لقيادته وحبه له الى آخر يوم من عمره الشريف هو أبعاد اهل بيته واقاربه المقربين له من المناصب الحكومية وتحويل قصور الشاه الايراني الى متاحف ومتنزهات للشعب يزورها ويستمتع بها ابسط مواطن ايراني . وكذلك توزيع قطعة أرض ورثها من والده الى الفقراء واستئجاره منزلا له للسكن والعيش ببساطة وزهد وتحت تصرفه دستورياً خمس ميزانية الدولة يتصرف فيه كخمس شرعي بلا رقابة مالية . وقد أسس الامام الخميني رض بخمس ميزانية الدولة مؤسسات اغاثية للفقراء للقضاء على الفقر ومؤسسات خدمية وعمرانية . وعند وفاته كتب وصية جاء فيها إذا وجدتم من بعدي رصيداً لابني احمد في البنوك فحاكموه بتهمة الخيانة فإني لم ادخر لعائلتي مالاً . ياليت قد اتخذ قادة العراق الامام الخميني رض قدوة لهم في الحياة السياسية وفي تعاطيهم في الحكم والساسة وفي السيروالسلوك والتدين .
نعم وقد سار على نهجه بعض القادة كقائد الثورة الاسلامية السيد الخامنئي والشهيد سليماني والشهيد ابومهدي المهندس وغيرهم رضوان الله تعالى عليهم