اسباب العزوف عن ممارسة الحق الانتخاب ..
عبد الحسين الظالمي
الانتخابات حق وليس واجب فمن شاء مارس ذلك الحق ومن لم يشاء له ذلك هذه القاعدة العامة التي تحكم عملية ممارسة حق الانتخاب من عدمها ولكن هذه القاعدة تحكمها في بعض الحالة حالة الضرورة التي توجب على الكل ان يتحمل مسؤولية التغير الذي يطالب به باعتباره اهون وامن طريق للتغير ورغم ذلك علينا ان نبحث اسباب العزوف عن هذا الحق ومن اهم هذه الاسباب مايلي:
1 : اعتقد البعض بان الانتخابات ممارسه عبثية لا تغير من الواقع شىء وبالتالي المشاركة فيها مجرد اضاعة وقت او يعتقد انها باب من ابواب الفساد والفوضى او انه لا يؤمن اصلا بهذه الممارسة وهذا ناتج من مجموعه من العوامل التي تسبب هذا الاعتقاد منها :
اولا : الواقع المرير الذي يتعلق بالخدمات والتقصير في هذا المجال انعكس على موقف المواطن من الحكومة ومؤسساتها .
ثانيا : حجم العصف الذهني الذي تعرض له المواطن الذي شكل عقل جمعي سلبي لمجمل العملية الديمقراطيه وخصوصا قضية الفساد
والثراء على حساب المال العام سواء كان هذا العصف موجه من اعداء العملية السياسية
او من قبل الخصوم فيما بينهم من خلال التقسيط المتبادل والذي لم يسلم منه احدا .
ثالثا : الامتيازات المفرطة التي رافقت الحكومات سواء المحليه او المركزية والتي جعلت التنافس على هذه المواقع يخضع لطرق غير سليمه
وصل الى درجة التشكيك بالنتائج وبعدها يبدء التقسيط بين من خسر وبين من فاز .
2: التجربة الديمقراطية تجربه حديثة العهد على المجتمع العراقي خصوصا وانها جاءت على خلفية واقع يختلف تماما في مجال تعين الادارة وسلوب الحكم وطرق التعاطي مع المال العام .
3: الشعب العراقي سيكلوجيا. شعب منفعل يتعاطى في اغلب مواقفه بردود الافعال خصوصا مع توفر ادوات تواصل جعلت الاغلب الاعم قادرا على ابداء الراي بشكل طغت عليه الحالة المثالية التي لا تنسجم مع متطلبات بلد مدمر يحتاج الى جهود جبارة وتعاون كبير من اجل التعويض عن الوقت المهدور في البناء ومتطلبات الاعمار .
4: لازلت عملية الانتخاب فيها نوع من التعقيد
خصوصا الامور التي تسبق عملية الاقتراع
من امثال البطاقه وعملية التحديث وعرقلت الاجهزة التي تسببت بخلق حالة من الشكوك في تعاطيها مع صوت الناخب ومنها ايضا بعد مراكز الانتخاب وصعوبة النقل والوصول الى المراكز . والامية التي تمنع البعض من ممارسة حقه في الانتخاب .وقضية اعلان النتائج وما يرافقها .
5: المجتمع العراقي مجتمع شبابي وللاسف اغلب الشباب يتقاعسون في ممارسة هذا الحق
خصوصا في المدن لذلك نرى النتائج دائما تميل الى صالح المناطق الريفيه في اغلب المحافظات.
6: الممارسات الخاطئة في اختيار المرشحين
من قبل الاحزاب وكذلك وسائل الدعاية المبالغ فيها من جهة ومن جهة اخرى ضحالة بعضها خصوصا في ما يتعلق بشراء الذمم واستخدام المال العام ( فوز خمس محافظين ) مما جعل التنافس على المناصب يخضع للمساومات .
7 : فقدان النخب الاجتماعيه موقعها المؤثر وتحزب الاغلب الاعم منها مما افقدها موقف الموجه للبوصلة .
باتجاه المصلحة الوطنيه وليس الفئوية والحزبية .
8: ضياع الهوية الوطنية لتحل محلها الفئوية والقومية الذي افقد المواطن الحس الوطني واضعف الشعور بالمسؤولية مما جعل التوازن يختل بين المطالبة بالحقوق وانجاز الواجبات
9: الصورة المشوشه لدى المواطن العراقي حول دور المؤسسات التي يمارس عملية الانتخاب من اجلها الكثير من المواطنين عنده خلط بين في ادوار هذه المؤسسات ( البرلمان ، ومجالس المحافظات ) البعض يقدم واجب الرقابه للبرلمان على واجبه الاصلي وهو التشريع ويحاول ان يطالب عضو البرلمان بان يصبح معقب معاملات والبعض يتصور ان مجالس المحافظات مجالس خدمة وهذا خلط خلق تداخل ما بين واجب المجلس الذي هو الاشراف والرقابه اولا وصدار بعض القرارات التشريعيه على المستوى المحلي وليس دورا خدميا لان ذلك الدور هو واجب الجانب التنفيذي ( المحافظ ودوائرة ) .
10 : تداخل الصلاحيات وفقدان البوصلة بين الوزرات وبين الحكومات المحلية الذي تسبب
بهدر مبالغ طائلة من حصص المحافظات في مشاريع متعثرة يتداخل فيها التمويل والرقابة .
11 تدخل الاحزاب على مستوى المركز في تعين الحكومات المحلية ضمن ما يسمى سلة توزيع المناصب الرئيسية في المحافظات ( محافظين ورؤساء مجالس ونوابهم ) مما يجعل بعض المحافظات ان تكون ضحية الصراع على المحافظات ذات الاهميه الاقتصادية او المعنوية .
هذه من وجهة نظري اهم الاسباب والعلل التي ساهمت في العزوف عن المشاركة في الانتخابات في اغلب الدورات .