الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024

صراع السودان مناطقي بنكهة إخوانية

منذ 10 أشهر
الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024

نعيم الهاشمي الخفاجي

‏السودان حاله حال بقية الدول العربية التي رسم حدودها الاستعمار، بريطانيا عندما احتلت مصر، حاولت تحتل السودان والذي كان تابع إلى مصر، لكن لم تستطيع بريطانيا احتلال السودان، ودارت رحى معارك دامية.
بطبيعة دول الاستعمار يفكرون للمستقبل، كان لهم دور كبير في العمل على استقلال السودان عن مصر وبحقبة حكم جمال عبد الناصر صاحب مشاريع الوحدة العربية، لدى وجود بريطانيا في مصر، كان جنوب السودان يتبعون الديانة الوثنية، قامت فرنسا العلمانية في ارسال ارساليات ومعها بريطانيا بنشر المسيحية في جنوب السودان، عندما وصل التيار القومي واليساري لحكم السودان، كانت الحكومة السودانية داعمة لقضية الشعب الفلسطيني، بدأت المؤامرات لضرب السودان وجعله دولة فاشلة تعاني من صراعات دينية وقومية، تم تحريك العقيد جون قرنق لعمل ثورة تطالب في استقلال الجنوب السوداني المسيحي، عندما وصل الإخوان والبشير للسلطة بعد أن تآمروا على ثورة سوار الذهب، الذي أسقط جعفر النميري، ورفض سوار الذهب ترشيح نفسه للانتخابات ظنا منه أنه يؤسس لدولة ديمقراطية، الشعب انتخب الصادق المهدي رئيسا، أعطى هامش من الحرية إلى حركة الإخوان، بحكم أن حسن الترابي نسيب الصادق المهدي وزوج اخته، النتيجة الترابي عمل انقلاب على نسيبه الصادق المهدي من خلال الجنرال الإخواني عمر البشير، وتم إعادة السودان إلى مربع الدكتاتورية، النتيجة أعلنها الترابي أنهم يعربون الجنوب الوثني والمسيحي بقوة السلاح.
صدام الجرذ دعم البشير ووصلت القوات المسلحة السودانية إلى آخر مدينة على حدود كينيا اسمها مدينة واو، وفر جون غرنق هاربا إلى مصر، وانتهت عملية التمرد، وصل ابن لادن إلى السودان، جماعات القاعدة دبرت محاولة اغتيال فاشلة إلى حسني مبارك، في اليوم التالي مصر سلحت انصار قرنق بالدباب والمدفعية وتم ادخالهم إلى السودان وتوالت سقوط المدن مدينة تلو مدينة خلال سنة سيطرت قوات قرنق على جوبا عاصمة جنوب السودان وانتهت بالاستقلال وانفصال الجنوب بفضل الدعم المصري.
بعد استقلال جنوب السودان، ارتكبت حكومة البشير جرائم عرقية ضد المسلمين الأفارقة ذات البشرة السوداء في دارفور، تم تسليح الجنجويد وهم من أهالي غرب السودان ضد اخوانهم من أهالي دارفور، قوات الجنجويد تشكلت بدعم من البشير، بعد تورط البشير في حرب اليمن، استغلت مخابرات دول الخليج تجنيد ضباط من الجيش السوداني لإسقاط البشير لأنهم يطلبونه بثأر وقوفه مع صدام الجرذ في عملية غزو دولة الكويت، ما أن اندلعت الأحداث في السودان، تم إدخال قوات الجنجويد إلى الخرطوم، تم عزل البشير وتحويل اسم الجنجويد إلى قوات الدعم السريع، هنا ظهر للعيان وجود صراع عرقي بين قوات السريع التي تمثل غرب البلاد مع أنصار البرهان والذي يمثل حركة الإخوان المسلمين، مضاف لذلك البشير خلع الإخوان بحقبة حكمه، لذلك قوات الجنجويد التدخل السريع ورثت كره الإخوان، أن الصراع في السودان، عرقي مناطقي، بين أهل الغرب الذي تمثله قوات الدعم السريع، وبين أهل الشمال والشرق الذي تمثله قوات البرهان .
حوادث قتل المدنيين واغتصاب النساء بين أطراف يتبعون دين ومذهب واحد الغالب عليها تكون لأسباب عرقية مناطقية.
قوات الدعم السريع أنشأها الجيش السوداني، حتى أصبحت بنفس قوة الجيش، ثم دخلوا في صراع فيما بينهم، مثل المثل الشعبي القائل، حضّروا العفريت وما استطاعوا يخلصون منه، بالتأكيد الإمارات العربية تدعم قوات التدخل السريع ضد قوات البرهان الإخوانية.
‏الشعب المتخلف لايثور لأجل الحرية بل لأجل القومية والمذهب والمنطقة وهذا يدل أن هؤلاء غير معتادين على الحرية.
شعوب العرب متناحرة قوميا ومذهبيا وقبلياً لذلك لا يمكن مقارنة هؤلاء في ديمقراطية الدول القريبة للعرب مثل جنوب أفريقيا وإيران وتركيا، ناهيك عن ديمقراطية العالم الغربي الذي يحكم شعوبه في أساليب ديمقراطية دون الحاجة للثورة والمطالبة بالحقوق، رغم أن ساسة الغرب يحكمون شعوبهم بشكل ديمقراطي لكنهم يدعمون أنظمة قمعية بدوية عربية فاشستية ظالمة، أجهزة الإعلام الغربية تراقب الحاكم إذا ارتكب خطأ تشن عليه حملة تنهي في اجباره على الاستقالة، لكن توجد لوبيات ضاغطة في رسم السياسات الخارجية.
استوقفني تغريدة لصاحب حساب سعودي بمنصة أكس يقول( إن أكثر الشعوب عبودية هم أكثر الشعوب ديموقراطية فهم مستعبدون ولكن للأسف بأرادتهم وبسبب غبائهم يتم السيطرة عليهم ولكنكم قوما تجهلون
‏‎‎‎كيف مستعبدون؟).

انتهى كلامه ههههههه شر البلية مايضحك كتبت له التعليق التالي، هل انت تجرأ تكتب تغريدة تنتقد ولو شيء بسيط للملك او ولي عهد بلادك، بينما بالغرب في أمكانية أي مواطن ينتقد الرئيس بشكل علني وبدون خوف، فمن هو المستعبد يارجل، لو هذا المخلوق البدوي متذوق طعم الحرية لما اعتبر من يحكم نفسه بطرق ديمقراطية بالقول أنه مستعبد.
الدول العربية لازالت تحكم من قبل قائد الضرورة، ولاتوجد مؤسسات دستورية حاكمة، لذلك بضل غياب السلطات الدستورية الحاكمة، يتسلط السفهاء،
وغالباً تستخدم الأنظمة الدكتاتورية العربية الحاكمة، فيالق المرتزقة في اسم النخب، مجاميع من السفهاء والاراذل يستخدموهم ككلاب حراسة في صراعات الأنظمة الجائرة ضد خصومهم، ليس بالأمر الجديد في استخدام السفهاء من قبل المتنفذين والزعامات القبلية العربية، فقد استخدم ابو سفيان كل أشرار قريش للاساءة إلى رسول الله ص، بحيث حرضوا حتى أطفالهم للاساءة إلى النبي محمد ص لكن كان لهم علي بن أبي طالب ع عندما كان طفل صغير، علي ع كان لهم بالمرصاد واجبه يتصدى إلى أطفال قريش ويفرون منه فرار الأرانب.
السعودية عندما نشرت الفكر الوهابي ووهبت حركة الإخوان لإسقاط مشروع جمال عبدالناصر الوحدي، خدمة لمشاريع دول الاستعمار، والتي تريد من العرب أن يكونوا أمة نائمة، النتيجة نفس الإرهاب ارتد وضرب السعودية نفسها ولنا في التفجيرات الانتحارية وخطف وقتل الرعايا الأوروبيين في السعودية، وبدعم من رجال دين وهابيين سعوديين، تلك العمليات الاجرامية تنفذ بمباركة من شيوخ الصحوة، كانوا يرسلون الانتحاريين لتفجير انفسهم، بينما كان نخب الصحوة من الشيوخ يعيشون في قصورهم منعمين، هم وعوائلهم، والجزيرة تستضيف الإرهابي ناصر العمر وسلمان العودة و سعيد الزعير، لمحطة قناة الجزيرة وغايتهم يحللون لصالح للإرهابيين عبر شاشة قناة الجزيرة.
في الربيع العربي من قاد المظاهرات بالدول العربية، مشايخ الصحوة الوهابية بحيث تحولت هذه الحشود الشعبية إلى عصابات للذبح والخطف والقتل، قام الجار يقتل جاره المسلم الشيعي والمسيحي والايزيدي، بسبب سيطرة السفهاء على الجماهير التي تظاهرت تريد الحصول على حق المساواة، لذلك المجاميع الإرهابية الوهابية من حثالات
السفهاء لن يندثرون وسيظلون غالبية المجتمعات العربية الإسلامية السنية.
الشعوب العربية ذات التوجه الإسلامي السني، غلب على أكثرهم فكر الذبح والقتل، لذلك هؤلاء لا يمكن ان يكونوا بديل محترم يحل محل الأنظمة العربية، بينما لو نظرنا إلى شعوب العالم الاخرى من غير العرب، لوجدنا غالبية الشعوب الغير عربية تدار عن طريق النخب المثقفة الواعية، التي لديها أهداف، وتوجد لديهم دساتير حاكمة وليسوا أشخاص مصابين في أمراض وعقد نفسية.
ولو تركت المسألة للشعوب العربية انا على يقين مستعدين يبايعون الأراذل ليكونوا أمراء مؤمنين مثل مابايع أهل الموصل وتكريت والكثير من أهالي الأنبار المجرم ابي بكر البغدادي أمير لمنظمة داعش الارهابية، الشعوب العربية مؤجرة عقولها للمشايخ من أتباع الفكر الإخواني الوهابي التكفيري.
الصراع في السودان سببه انتشار الفكر الوهابي الإخواني، لذلك الصراع ما بين قوات الدعم السريع التي تمثل قبائل غرب السودان مع قوات البرهان والتي تمثل مجاميع الإخوان المتوهبين المتوحشين أعداء الإنسانية سوف يستمر، حميدتي رغم انه كان زعيم الجنجويد لكنه ارحم من قوات الجنرال البرهان الذي يؤمن بفكر إخواني تكفيري.