ليس كل المطبعين عملاء
محمد شريف أبو ميسم
ليس كل المطبعين عملاء، اذ ان بعضهم أغبياء الى حد الشفقة، يؤمنون ان ما ورثته الأمة العربية والاسلامية هو سبب تخلفها وتراجعها، وان لدى الصهاينة ما يمكن أن ينتفع منه ويفتح الأبواب للحاق بالعالم المتطور.
ومثل هؤلاء تغص بهم مناظرات الفيس بوك ومجالس الاعلام والمقاهي ، يشبهون الى حد ما متعصبي “برشلونة أو ريال مدريد الذين يبررون كل شيء بشكل أعمى نكاية بالآخر” فاذا كلمتهم عن المشروع الصهيوأمريكي الذي يستهدف مستقبل البلاد والعباد قالوا لك “هذا وهم نظرية المؤامرة” واذا كلمتهم عن الشعار الماسوني “من الماء الى الماء تترامى أطراف الدولة اليهودية الكبرى” قالوا هذا كلام ما قبل العولمة، وان كلمتهم عن الليبرالية بوصفها نتاج صهيوني يستبدل سلطة الدولة بسلطة المال في ظل العولمة، قالوا هذا مطلب ديموقراطي هدفه منح الحرية وحق الملكية المطلقة، واذا كلمتهم عن خدعة الديموقراطية الرأسمالية بوصفها شرعنة لسلطة رأس المال ، قالوا هذا أمر مثير للضحك يعيد انتاج الطروحات الشيوعية .
البعض من هؤلاء عربيا كان أو عراقيا ، يتكلم كالببغاء دون فهم لمحتوى ما يرد على لسانه، مدفوعا بعقد نفسية أو جاه مفقود أو مهدد بالفقد ، واذا واجهته بسؤال عن ماهية الصهيونية ، أو بروتوكولات بني صهيون حاول الهروب بالحديث صوب تلك الدولة أو ذلك النظام محاولا خلط الأوراق.
والبعض الآخر مثير للشفقة حين تحدثه عن الـ”غوييم” بوصفه واحد منهم ، والغوييم أو الأغيار مصطلح ديني يهودي يطلقه الصهاينة على غير اليهود، حيث تبدو نزعة التمييز الحاد والقاطع بين اليهود كشعب مقدس يحل فيه الإله من جهة والشعوب الأخرى التي تقع خارج دائرة القداسة من جهة أخرى. فقد جاء في سفر أشعياء (61/5 ـ 6) “ويقف الأجانب ويرعون غنمكم ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم. أما أنتم فتدعَون كهنة الرب تُسمَّون خدام إلهنا، تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتأمَّرون”.. كما جاء في سفر ميخا (4/12) “قومي ودوسي يا بنت صهيون لأني أجعل قرنك حديداً وأظلافك أجعلها نحاساً فتسحقين شعوباً كثيرين”.
فيبدو هذا المتحمس للتطبيع مثير للشفقة متخبطا وضالا في اجاباته وهو يدافع عن فكرة قائمة على نزعة متطرفة بهدف اغتصاب أراضي الغير والتوسع بهدف اقامة دولة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات، حتى انه لا يعرف تفسيرا لحظر الزواج من جميع الأغيار دون تمييز، مرورا بالطعام اذ يحرم على الصهاينة أكل طعام من الأغيار حتى اذا طبخ وفق الشريعة اليهودية، ولا يأخذ بشهادات الأغيار في المحاكم الشرعية اليهودية، ولا يصح أن يستخدم اليهودي كلمة “أخيك” لغير اليهودي، وبذا يصبح كل البشر مدنسين، فيما ينطلق مشروع الاستيطان الصهيوني من فكرة إنشاء اقتصاد يهودي مغلق، ودولة يهودية كبرى لا تضم أي أغيار، وليس هنالك من سبيل لاقامتها سوى التطبيع والاحتواء الاقتصادي القائم على التفوق المالي وفق الدعوة لليبرالية في ظل العولمة .