لو عملنا بما علمنا لسعدنا
مانع الزاملي
العلم بالاشياءحالة فطرية يتجه لها الانسان العاقل ، لذلك نراه يسأل عن كل ظاهرة منذ صغره وحتى نهاية العمر ، وهذه الخصيصة هي التي ساهمت في تطوير المدارك الذهنية لدى بني البشر، فترانا نسأل دائما بماذا ؟ ومن اين ، وما السبب ، وما الفائدة ، وكيف اكون غدا ومن يهيء لي اسباب السعادة والرفاه كفرد وكمجتمع ، ولكي يجيب عن الاسئلة نراه يسعى لكسب العلوم ، كل طبقة بما يحتاجها ،وحسب التصنيف والسلم المجتمعي، وعالم السياسة مشمول ايضا بهذا المقاس ، وكل حزب او مجموعة منظمة تسعى لتطبيق ماتؤمن به من اهداف على الارض ، وتطمح لتمتلك وسائل تمكنها من ذلك، فالسلطة خطوة اولى لكي يمتلك الساعي لها من اجراء تطبيق القوانين وتنفيذها وصد من يحاول عرقلتها ، فالقانون يحتاج من يطبقه، وردع من لايمتثل له، والسلطة هي القوة التي تمتلك كل شيء لاحكام القبضة على المجتمع الذي غالبا مايكون مختلف بعضه عن البعض الاخر، فالمنتفع يرحب والمتضرر يعاكس وربما يقاوم ! فالحاكم او المحكوم ،لاتنقصهما الثقافة وادراك المفاهيم المختلفة لادارة المجتمع ، والحكومة ، لنأخذ مثالا اقرب لنا من غيره ، نحن ننتسب فكريا للاسلام ، واتخذناه منهجا روحيا وماديا لتمكيننا من اخذ دور خلافة الارض التي جعلنا الله نحيا على سطحها ،( اني جاعل في الارض خليفة ) وبعدانتهاء دور الديكتاتورية ومغادرتها ساحة الحكم في العراق ، جاء دورنا لكي نقدم مانراه واجبا علينا لأبناء شعبنا الموافق لنا والمخالف ! لان المخالف انسان وفي وطنه يطمح في ان يعيش في امن مجتمعي واقتصادي وتربوي وكل شيء، والدولة فيها قوانين منها ماكانت في العهد السابق ، وهي صالحة للاستفادة منها لانها ليست جهد شخص او حزب نحن على خلاف معه ، بل هي ثروة فكرية علينا احترامها لاسعاد شعبنا ، فليس كل شيء موجود في ادارة الدولة مخطوء! كلا ليس كذلك ،هناك قوانين نافذة ومحترمة وتساعد في ادارة الدولة، وهي كثيرة ، مثلا نظام المرور لتنظيم السير في البلاد ، هذا القانون ليس ملكا للحكم السابق لكي نرفضه ، وهنا طرفه يعلمها الكثيرون وحدثت في احد تقاطعات محافظة البصرة ومفادها( عند وضع تجريبي لأشارات المرور ترفكلايت ، احمر واخطر واصفر ، وهنا مر رجل بسيارته دون الالتفات للوقوف في اشارة الضوء الاحمر وعند ايقافه من قبل شرطي المرور وسأله لماذا لم تقف لأشارة الوقوف الحمراء) ؟ فأجابه بلهجة البصري الجميله ( هم رجعنه لسوالف البعثيين ) معتقدا ان كل شي انتهى بأنتهاء فترة حكم البعث السابق ! وهذه معضلة ان نخالف كل شي اتكالا على مقولة وضعها صدام او البعث ! وهذا نهج خاطيء لابد من تجاوزه ! وهناك متبنيات فكريه وهي ان يقوم الناس بأحترام عقائدهم وتطبيق ما يعلمونه في التعامل ، لاننا نعلم ان الدين عبادات ومعاملات ، وهذا مذكور في الرسائل العملية للمراجع حفظ الله الاحياء منهم ورحم الماضين ، انت المتصدي عندما تكون متدينا في اي موقع كنت من رئيس وحتى حارس المدرسة ، وترى الناس مظهرك الذي يدل على تقوى ، فلبس الخاتم وتزيين الوجه باللحية وتمسك بمسبحة لذكر الله ، وتؤدي الواجبات العبادية المعروفة كل هذه تسمى كاشف تعبدي ، ماذا تنتظر منك الناس ؟ تنتظر منك عدلا ونزاهة وامانة ورحمة بالاخرين وعطفا على الضعفاء ، وتطبيق كل الضوابط التي تحفز الاخرين لكي يتخذوك قدوة ، والدفاع عن حقوق الناس واحترام اراداتهم التي لاتتعارض مع ارادة المجتمع، هنا علينا ان نترجم علمنا لعمل نافع ، لان التدين والعبادة لاتقف عند المظهر لابل تكون مورد ذم ( لم تقولون مالاتفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لاتفعلون ) اذن العمل فيه تلازم مع العلم الديني العبادي ، انت مؤمن وتسرق لايصح ! مؤمن وتمارس عكس ما يؤمرك به الدين لايصح ذلك ، ولو كان الامر شخصيا لهانت القضية ! لكن المصيبة هي ان تترك بصمة سيئة عن الدين والمتدينين وهذا الذي يحصل في عالمنا المعاصر ! لذلك علينا ان نلتفت وندقق مدى تطابق عملنا مع مانحمله من علم ، وهل نحن في الطريق الصحيح ام ان الشيطان يغرينا بأننا على صواب ونحن نسير في طريق الخسران (قل هل ننبئكم بالأخسرين اعمالا*الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا) لهذا نحن مأمورون ان نراجع سلوكنا ونخرج من دائرة القصور والتقصير ، استجابة لدعوة الله لنا في الاستقامة ، ولمصلحة اهلنا واحباءنا