ملف اليمن يدخل اروقة العدوان على غزة
هاشم علوي
انخفض التصعيد بين اليمن والسعودية بناء على الهدنة المنهية ومازال خفض التصعيد قائم إلا أن العدوان والحصار لم ينتهيا بعد ولم يصل الطرفين الى اتفاق ناجز يلبي شروط صنعاء في وقف العدوان ورفع الحصار وتسليم المرتبات والتعويضات وإعادة الاعمار وخروج القوات الاجنبية من الاراضي والجزر والمياة الاقليمية اليمنية وهذه الاشتراطات مازالت قائمة وموقف صنعاء منها لم يتزحزح لانه الطريق الى السلام الحقيقي.
راوغت السعودية وماطلت بماكانت قد وصلت اليه من تفاهمات مع صنعاء بوساطة عمانية وكادت ان تضع خطوة بالطريق الصحيح للسلام الا ان التدخل الامريكي اعاق تلك الخطوة واستخدم تأثيره على السعودية لاجهاض المساعي نحو السلام في اليمن ومع اليمن وافشلت واشنطن كل المساعي الصادقة لانتشال الحمار السعودي من المستنقع باليمن خصوصا ان مرارة الهزيمة وعدم تحقيق الاهداف خلال تسع سنوات من الحرب والحصار والمؤامرات وبتحالف دولي ومرتزقة محليين واجانب كانت غصة في حلق السعودية تحاول بلعها رغما عنها الا ان امريكا تمنعها.
اليوم وبعد طوفان الاقصى والعدوان على غزة والتدخل اليمني المباشر ضد الكيان الصهيوني وقصفه بالصواريخ والطائرات المسيرة وقوفا الى جانب غزة وتدخل اليمن بقوة في حصار اسرائيل والاستيلاء على سفينة جالاكسي ومنع اي سفينة اسرائيلية او مرتبطة بالكيان الاسرائيلي من المرور من باب المندب واغلاق المضيق امام تلك السفن وقصفها ان لم تستجيب للنداءات والتحذيرات من قبل القوات البحرية اليمنية.
هذا الموقف اليمني الرسمي والشعبي دفع بالسعودية الى تحريك الملف اليمني والاتجاه نحو خارطة طريق للسلام في اليمن ولكن بشروط وطلبات صنعاء كإستحقاق للمنتصر وعلى المهزوم تلبيتها بعيدا عن المراوغات والمماطلات والمراوحة في مكان واحد بل والتراجع خطوات.
صنعاء تتفاوض بنفس الشروط ونفس الموقف والسعودية تتفاوض تحت العبأة الامريكية والتأثير الامريكي والسعودية لم يعد بمقدورها الاستمرار بالحرب على اليمن سواء بتخالفها العربي او منفردة او مع تحالف واشنطن الجديد وهي التي ادركت ان لاقبل لها باليمن بعدتسع سنوات من العدوان والحصار فاليمن الذي تكالبت عليه الدول صار يقصف اسرائيل وبرز كقوة اقليمية استطاعت ان تؤثر على مجريات العدوان على غزة وتؤثر على اسرائيل بشكل لم يكن متوقعا فقد تعودت دول العالم ان تتعامل مع يمن ضعيف تحت الوصاية السعودية الخليجية الامريكية ومع قيادة تقبل الاملاءات الخارجية وتقدم مصالح الخارج قبل مصالح الوطن والشعب قبل ثورة ٢١سبتمبر اما اليوم فالحال تغير الى ابعد مايمكن تصوره فاليمن الدولة الوحيدة التي تقف في وجه امريكا واسرائيل وتنتصر لفلسطين وهذا الوضع ادركه الامريكي الذي دعى الى تحالف دولي ضد اليمن وربط اي تسوية مع السعودية بشأن الحرب والحصار بإيقاف قصف اسرائيل وهذا ما اوقف التوقيع على اتفاق سلام بين السعودية واليمن فتدخل الامريكي افشل نزول الحمار السعودي من الشجرة وهذا مالم تقبله صنعاء والقيادة الثورية والسياسية والعسكرية والشعب اليمني بأكمله فالموقف من غزة وفلسطين ثابت ولن يتزعزع مهما كانت التهديدات والاغراءات فالشعب اليمني بقيادته الحكيمة حزم امره بالتوكل على الله والثبات بالموقف الذي أراده الله له.
فمهماكانت المراوغات والتراجعات فلم يعد لصنعاء ان تتفاوض على المرتبات فماتقوم به من اجل غزة اكبر من ان يحسب او يقايض بالمرتبات ومن المؤكد ان السعودي فهم ذلك لكنه مازال تحت التأثير الامريكي الصهيوني الغربي وإن لم ينخرط في تحالف امريكا الجديد ولذلك فصنعاء تدرك ورطة السعودي والامريكي باليمن وتدرك ورطة اسرائيل في غزة وورطة الغرب في باب المندب ولهذا فكلمة صنعاء هي المسموعة ويدها هي الاعلى مهما حاولت امريكا ربط الملف اليمني بملف العدوان على غزة فهم يهرفون بمالايعرفون وهاهم يعيدون الكرة بعد تسع سنوات بأن صنعاء تتلقى توجيهات من طهران وهذه الترهات قد سقطت مع سقوط اهداف وعناوين عاصفة الحزم وانتصار اليمن الذي مرغ انوف العدوان بالوحل.
كيدوا كيدكم فاليمن لايساوم ولا يراوغ والتجربة تسع سنوات اكبر برهان وصنعاء بمقدورها ارباك حفلات موسم الرياض وبرامج هيئة الترفيه مثلما اربكت المقاومة الفلسطينية احتفالات الصهاينة في مستوطنات غلاف غزة والشاطر يفهم.
ولله عاقبة الامور.
الله اكبر.. الموت لامريكا.. الموت لاسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للاسلام.