الذكرى الرابعه لاستشهاد القائدين الشهيدين الحاج قاسم سليماني والمجاهد ابو مهدي المهندس رحمهما الله …
بسم الله الرحمن الرحيم ..
بحثنا اليوم يستذكر الشهيدين السعيدين ابو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني رحمهما الله والمنهل الفكري الذي نهلا منه والخط الجهادي الذي سارا عليه والاهداف التي قاتلا من اجلها والعقيده التي استشهدا من اجلها والدروس المستقاة من مسيرتهما وثباتهما ، والخط الجهادي الذي خطاه للاجيال للسير فيه للوصول للغاية التي بعث نبينا محمد صل الله عليه وعلى ال بيته من اجل تحقيقها .
ان استذكار القائدين الشهيدين السعيدين وتلمس طريقهما واتباع اثرهما والمنهل الفكري الاسلامي المهدوي الذي آمنا به وسارا به وجاهدا من اجله واستشهدا لتحقيق اهدافه يدفعنا بأن نحرص كل الحرص لمعرفته ودراسته والوقوف عند هذه المبادئ الساميه التي تخط طريقا مستقيما الى مرضاة الله والفوز بالجنه !!
ان الايديولوجيا المهدويه تقوم على مرتكزات واضحه هي اقامه العدل والقسط في الارض بعد ان ملئت ظلما وجور،ومن هنا فأن النظريه المهدويه ترتكز على مرتكزات محاربة الشر والاستكبار والظلم والاستعباد والفساد وغيرها يقابلها نصرة العدل والقسط وكل معاني الحق ،ومن هنا نستطيع ان نعطي هذه العقيده بعدا فلسفيا من خلال قولبتها في بعد فكري جوهري ونخرجها من خانة العقائد المتباينه ومتغيرات الكلام والمفردات ونحولها الى تدرجات تأريخيه وثوابت ومرتكزات يقوم عليها الفكر الاسلامي المعاصر وتتقبله الاجيال الجديده بما يمكن تفهمه والعمل به مع مراعات التدرجات الفكريه للاجيال وكذلك التدرجات الاجتماعيه والحياتيه وضروف العيش وسطوة الحكم والانظمه السياسيه او الدينيه وحتى المذهبيه ،وابقائها نظريه عقائديه من منطلقها وافكارها وعند اسسها ونترك للعقل حرية الحكم والتحكم والكلمه والموقف ، مع التأكيد على ثابت ان النتيجه واحد وهي ان دولة الحق التي تقضي على الظلم لابد قائمه في اخر المطاف وان الايمان بها والعمل على تحقيقها منذ لحظه استشهاد المصطفى صل الله عليه واله وسلم مستمر ولن تتوقف .ولا شك في اننا يمكننا من مخاطبة جميع الناس وان كانوا مخالفين لنا في الرأي وفي العقيده لانه سيدور في اطار المعرفه الانسانيه العامه عندها تتكون النظريه في حال قبولها ارضيه مشتركه للخطاب وهنا سنكون قد حققنا هدف خروج الفكر الخاص وجعله فكرا عاما ليصبح مباحا للجميع ،
ان لجميع المذاهب الاسلاميه تصورات حول ان دوله العدل لابد قائمه وان المهدي المنقذ لابد ات وهيه عقيده سلمت بها كل الاديان وان اختلفت نظريات تقوم على افكار متباينه وازمان واشخاص مختلفه ولكن يبقى من سيقوم لامحالة قائم!؛ وان اقليم دولته تشتمل على طول الارض وعرضها وستنتصر على اعتى قوى الشر والظلم والجور وتقيم العدل والمساوى والحكم بالقسط وتوحد بني البشر تحت راية واحده ،مع العلم ان جميع الديانات والشعوب والملل لديها ذات الفكره ولكن كل يخضعها لايديولوجيته و ويقولبها بقوالب فكره وواقعه الحياتي والمعاشي والديني ويحتكرها لنفسه ويرفض مشاركتها مع غيره بل يرفض نظرة غيره لها ويواجه كل محاولات التوضيح والتصحيح!! وما يجمع الجميع انها قائمه على يد منقذ ،وما يميز النظريه المهدويه عن غيرها انها تشرك الجميع بها وتطرحها على انها طريق لانقاذ البشريه وان المنقذ موجود ومطلع ومعروف الاسم والنسب وهو من سلالة رسول الله ص اي من ابناء علي ع وفاطمه ع مع اختلاف في كونه من ابناء الحسن ع او من ابناء الحسين ع وهو غائب عن الابصار وهو الامام محمد المهدي ابن الامام الحسن العسكري عليه وعلى اباءه وجده الصلاة والسلام.او انه سيولد في اخر الزمان مع اعتقاد سائر الاماميه بانه غائب عن الانظار.
ولكن كيف هي ايديولوجيا الثوره التي تأثر بها الشهيدين السعيدين لتوجههما باتجاه العمل لمحاربه الظلم والاستكبار ونصره الاسلام والمسلمين وكل مصالحهم .
ان ايديولوجيا الثوره الاسلاميه كانت تقام على تركيبه معقده من خلال مجالها الفكري الذي يشمل قوميات متعدده ومختلفه ومن خلال الشعبويه السياسيه والتباين المذهي وان كانت تقوم على المذهب الشيعي الراديكالي الديني،وان لهيمنة الفكر الاثني عشري الشيعي المتمثل بشخصية فكريه فذه كالامام الخميني قدست روحه الزكيه الذي اعتبر ان الشهاده بوجه الظلم حياة ابديه ودفع الى حشد الانصار وجعل القياده للاعلم وبهذا يكون الفقيه قائدا عارفا بالنصح والارشاد ولكون الثقافه الدينيه هي تاج كل الثقافات والثقافات الاخرى تكون مكمله للثقافه الدينيه .كما جعل الصراع الاكبر هو بين الحق والباطل اي بين الظلم والاستكبار العالمي ورفض الانتماء للقوى العظمى وجعل الدوله الاسلاميه التي تؤمن بالفكره المهدويه وتستمد المبادئ الاسلاميه الحقه من منبعها المتمثل بالرسول المصطفى ص وعن مصادرها الصادقه المتمثله بالامام علي والعترة الطاهره التي تنهل من فكر المصطفى وجعلها هي الامل في تقويم اي اعوجاج وتنوير الطريق بأتجاه دولة العدل المهدويه.ومنها نستنتج المعنى والدافع الحقيقي الذي دفع الامام الحسين عليه السلام لتجشم عناء السفر والتفريط براحته وراحة عياله وال بيته وتضحيته بماله ونفسه الزكيه وحياة ال بيته وصحابته وماتعرض له ال بيت المصطفى وحرمه من سبي وتشريد وترويع وما تبع ذلك من اضطهاد وسلب حقوق للعتره الطاهره من الائمه من ولده من ظلم وتشريد وسجن وتجاهل وقتل بالسم تاره وبطرق اخرى تاره اخرى ..ثم ماتعرض له العلماء من اتباع ال البيت على مر السنين وتبادل الدول حتى يومنا هذا ،وكل ذلك الظلم والجور كان هدفها دنيوي وسلطوي او اختلاف وخلاف ديانات ،او كان ظلم استكباري عالمي ..
ان الثوره الفكريه التقويميه للامام الخميني قدست روحه الزكيه وبناء الجمهوريه الاسلاميه على اسس الفكر المهدوي الذي يقوم على قواعد بناء دولة الامام المنتظر عجل الله فرجه الشريف وهي اقامة دوله العدل المطلق التي يقودها امامنا القائم ع بدلا من دول الظلم والجور .وهذا ذات الفكر الذي نهل منه القائدان الشهيدان السعيدان ماداما اتخذا من فكر الامام الخميني قدست روحه الزكيه الذي رسم الطريق القويم للوصول الى الفكر الذي يؤهلنا للانظمام لدوله امامنا المنتظر ع وهذا الحديث يجرنا الى دراسة الحكم الاسلامي المستند الى ايديولوجيه الفكر المهدوي لرسالة الامام الخميني قدست روحه وموجبات تطبيق مبدأ تصدير الثوره والتي تعني تصدير موجبات الايمان بالعقيده المهدويه لتنمية المشتركات الثقافيه الانسانيه الشامله وقد تكون مسأله جزئيه ينظر اليها من خلال نظريه كامله يكون البحث دليلها والحوارات لتنمية المشتركات التي يفترض وجودها في اي حوار او متبنيات مسلم بها عند طرفي الحوار ونعتمد عليه والا فأنه سيبقى يدور في فلك اهله وهنا ستحرم الامم من انجازاته ، لمحاربة الظلم والفقر والاستأثار بأموال المسلمين ودفع قوى الكفر والاستكبار عن بلاد المسلمين وحماية الشريعه الاسلاميه من التحريف والانحراف ومن هنا كان وجود العالم الاعلم والادرى بطرائق الدين على رئس الناس ليكون هاديا ومرشدا ومذكرا وليخرج الخطاب من دائرته الشخصيه الخاصه وينشره في الافق الانساني الارحب ،في اتجاه الصحيح ،،وطاعته امرا مهما وتعبيرا عن طاعة الله وهنا سنحافظ على الدين وثوابته . ويوضح الوقوف بوجه هذه الدعوه التي نجدها منقذه او دعوة تنوير فكري وعقائدي .
ان هذه الايديولوجيه المهدويه لاتتعارض ابدا مع الرؤيا الثيوقراطيه للمذهب الشيعي الاثني عشري الذي يدفع الى اشاعة السلم والطمأنينه وحفظ المال والنفس والتعامل السياسي مع هذه الثوابت او الانسحاب من الحكم لغير الفقيه لانها تعتمد اعتمادا كبيرا على الكفاءه والاخلاص والتخصص للمسلمين وليس هنالك مسوغ للانسحاب بحجة انتظار الظهور مادام حتميا ، وهذا هو جوهر فكر الشهيدين السعيدين ابي مهدي المهندس ورفيقه الحاج قاسم سليماني رحمهما الله ، اللذين وجدا ان التصدي للاستكبار والظلم والانحراف واجبا مقدسا وهما يعلمان ان احتماليه نيلهما كرامة الشهاده كبيره مادامت قوى الشر متمكنه ولها اجهزتها القويه الفاعله ان قضى الله اكرامهمها بالشهاده، ولكن السير في الخط الذي سار به امامنا الوصي امير المؤمنين بالحق علي ابن ابي طالب ثم اقتفى اثره الامام الحسين وابناؤه واصحابه والائمه من بعده هو الطريق الاقوم الذي يسهل الخروج ويسهل نصرة الامام ويوجب رحمة الله ومرضاته ،فكان البرهان واضح والظلم والجور ينمو امام اعين الجميع وتمثل اشكالا، منها داعش الذي يعمل على تغير ثوابت الدين وشرائعه السمحاء وحرفه عن مساره فكانت للمرجعيه اية الله العظمى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني دام ضله هي السباقه في مضمار الذود عن حمى الدين ومفاهيمه الرصينه فخطت فتوتها في الجهاد المقدس والتي نصرت مذهب ال البيت ومحقت عدوهم ،فكانت قيادة المجاهدين القائدين الحاج قاسم سليماني والمجاهد ابي مهدي المهندس للمجاهدين المؤمنين بنصرة الدين والقضاء على محاولات تشويه الدين وتغيير ثوابته وعملا على نصرة المسلمين على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم،وكذلك وقفا بوجه قوى الطغيان والاستكبار العالمي المتمثل بأمريكا والصهيونيه العالميه .واكبر دليل مايحدث في فلسطين من سفك للدماء وترويع وظلم وتهجير ودمار وكذلك مواقف المسلمين الغافلين ووقوفهم بجانب الظلم والجور ،وان قضية استهدافهما واستشهادهما لها دلالات كبيره بأن المواجهه صعبه وتحتاج الى الايمان والثبات على الايمان ولكن يختلف الناس في درجة ايمانهم ….
الكاتب والمحلل السياسي
عضو الرابطه الدوليه للخبراء والمحللين السياسيين .