زوال اسرائيل في طوفان الاقصى
علي الخالدي
إن السيل الذي ضرب الكيان الصهيوني الغاصب, في سبعة اكتوبر\تشرين الاول 2023 هو الصاعق الذي سحب لتهشيم القلاع والحصون اليهودية ونهاية العلو والغطرسة الصهيونية.
يبدو ان اسرائيل قد وقَعت على شهادة وفاتها, وقد بدأت تسرع نحو مصير زوالها, إذ ادخلت نفسها في دوامة لا يمكن النفاذ منها, بعد ان اغراها وزينت لها الجُدر والحُصن الحديدية والاغلفة الكونكريتية, والاعداد الكبيرة من جندها, والكم الهائل من مدرعات ودبابات “الميركافا” اوهامها, والتي تعتبرها اليهود من حسنات الله تعالى عليها, حيث اغوتها طموحاتها بأحلام اكبر من غطائها العنكبوتي, الذي ساعد بحياكة شباكه الشيطان الاكبر “أمريكا” ودول الغرب الكافر.
إذ اقحمها غرورها الذي حذرها الله سبحانه منه (وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) الآية 6 من سورة الاسراء, في تيه “الأنا” الشيطانية التي سببها ابتعادهم عن ولاية النبي موسى عليه السلام, وفي هذا الصدد لا بد من ذكر, ان الاقتدار والشرف والرفعة, لا يمكن ان يتجلى الا اذا اقترن بولاية الانبياء, وهي ضمانة في وراثة الارض والارتقاء بها, وذاته ما اشترطه النبي موسى عليه السلام, في بقاء دولة اليهود, والذي مخالفتها والخروج منها تعني زوال بنيانهم, إذ قال تعالى (وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا) الآية 2 من سورة الاسراء.
تماشياً مع ما تم ذكره في اعلاه, إن دول الاعراب التي طبعت مع الكيان المحتل, قد الحقت قيامها بمصير الدولة المزعومة, حيث اتبعوهم واخرجوا انفسهم من ولاية رسول الله صلى الله عليه واله, قال تعالى( يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم) الآية 51 من سورة المائدة, وفي الجانب الاخر تمسكت دول المحور الشيعي بولاية النبي واله صلوات الله وسلامه عليهم, حيث اتخذوا من النيابة الإلهية, المتمثلة, بسماحة ” المرجع السيد السيستاني والقائد السيد الخامنائي” دامت بركاتهما, التي هي حربة الاقتدار, والامتداد الطبيعي للنبوة والامامة, وغطاء وواجهة تشرع الوجود الحقيقي للجماعة الصالحة, والامة الطامحة لإرساء مشروعية بناء وعمران.
إن السيلان الذي افتعله طوفان الاقصى, قد تسبب بإرتجاج وصدع كبير في جمجمة الكيان الصهيوني, مما سبب بعطل كبير بوظائف, وهذا ما هو الا سيل من الطوفان وليس كل الطوفان, إذ ان فصيل واحد فقط, من جنود محور المقاومة الاسلامية, بعثر اوراقهم وشتت حبال سحرتهم, وكشف عورتهم المسماة بالقبة الحديدية, وبالجيش الذي لا يقهر, طال ما كان يخوفون به اذنابهم الذين ارغموهم بالدخول تحت سياطهم, عبيداً خانعين طائعين لرغباتهم.
إن طوفان الاقصى جعل من زوال الكيان الصهيوني حقيقة, بعد ان كان يبدو للكثير انه معجزة غير قابلة للتحقق, حيث انه أبدى دلائل الزوال, وقرب تحققها واقتلاعه من الوجود, ومن تلك الاسباب الواقعية لبداية الانهيار:
1- الكيان ظهر انه عالة مالية واقتصادية وعسكرية على الدول الغربية, واصل نشأته في المنطقة الاسلامية, هو للخلاص من مشاكل اليهود الاجتماعية في الغرب.
2- تزايد التعاطف الجماهيري في دول الغرب وامريكا وظهوره اعلامياً, خلاف السنين السابقة, ما هو الا نتيجة لزيادة الوعي بحقيقة الكيان المؤقت, الذي كان يتستر على جرائمه بغدق الاموال على المؤسسات الاعلامية, والتظاهرات تضيف ضغطا كبيرا على حكومات تلك البلدان, في دعم الشعب الفلسطيني ضد الوجود الصهيوني, وهنا يستنتج الكيان ان حصانة السامية, لم تعد ترعب الشعوب الغربية .
3- ان محور المستضعفين في الارض “المقاومة الاسلامية” له كلمته ولم يعد في موضع الدفاع, بل في موضع الهجوم والردع والتهديد المستمر للعدو, قال تعالى ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم) الآية 60 من سورة الانفال, وهذا اصبح امرا واقعا في تغيير ميزان القوى.
4- ان عمليات التدمير والقتل التي استهدف بها العدو, من مجمعات سكنية ومستشفيات مدنية, والتي افضت عن استشهاد ما يربوا على 11 الف فلسطيني, ثلثهم من النساء والاطفال, قد كشف للمغترين بالدويلة الزائلة, الوجه الوحشي لهذا الوجود الخطر على البشرية, وكذلك بين ضعف نيله من الاهداف العسكرية, لفصائل المقاومة الاسلامية ما يجعله يقتل العزل.
5- ضعف المحور الغربي الساند لليهود مع تقدم المحور الشرقي, زاد من اضمحلال وانحسار حلم الكيان, بإقامة دولة من الفرات الى النيل.
6- نبوة العقد الثامن, اصبحت اليوم هوس الساسة والقادة الصهاينة, التي تذكر انهيار دولة اليهود, بعد ثمانين عاما من حكم النبي داود عليه السلام, وزالت مرة ثانية في فترة الحشمونائيم, قبل بلوغ العقد الثامن, والان بدت تظهر حقيقية مع ضعف كيانهم.
7- الانهيار العسكري والاقتصادي في طوفان الاقصى, بسبب المقاومة الفلسطينية, يؤكد جدية زوالهم امام المحور الشيعي, لو دخل بكل فصائله قتال الصهاينة.
8- المشاكل السياسية والصراعات الداخلية بالكيان, لاختلاف التيار الديني الصهيوني مع العلمانية, قوض هذا الوجود الكيان.
إن الوعد الالهي بزوال الكيان المؤقت, بدت ملامحه تشع في سماء المنتظرين, لصاحب العصر والزمان, على ايدي وسواعد جنود المحور المقاوم, قال تعالى (يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم) الآية 7 من سورة النبي محمد صلى الله عليه واله.