مجالس المحافظات البقاء لمن؟؟
إنتصار الماهود
جرت الإنتخابات الخاصة بمجالس المحافظات، في منتصف شهر ديسمبر الجاري، دون مشاكل تذكر و كانت نسبة التصويت، ما يقارب ال 41% في عموم البلاد، وهي مقاربة لنسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية، وهذا يعني أن الجمهور المحايد او الرمادي، قد غير من قناعاته وخرج للإنتخاب، بدلا من المقاطعة والرفض، وقد تصدرت الكتل الشيعية لتحالف نبني و دولة القانون، القوائم الفائزة إضافة لقوائم وتحالفات، برزت قبيل الانتخابات، وما بين معترض و مقاطع تعالت الأصوات التي تطعن، بمجمل العملية الانتخابية التي جرت وإن هذه النسب المعلنة لا تمثل جميع العراقيين، وأنا أتفق واؤيد ذلك، لكن هل من المعقول أن يتم الإنتخاب بالنيابة عن المعارض والمقاطع، حتى ترتفع النسبة وتقفز أكثر من ذلك، كي ترضي من يطعن ؟! ألا يعتبر ذلك تزويرا؟!، أوليس الطريق الأسلم والأفضل والقانوني أمام العراقيين هو صناديق الاقتراع؟! أم أن الانتخابات أصبحت موضة قديمة، عفا عليها الزمن ويجب أختيار طرق أخرى للتغيير، فالشعوب العربية طبعاً لم تعتد على الديمقراطية،وتطبقها بالصورة الصحيحة، وهي دوما ما تحن للسياسات التعسفية الديكتاتورية، التي تمارسها الأنظمة العربية، وأصحاب السيادات ضدهم، نعم لا تستغربوا قولي هذا هو ليس تجني لا سامح الله، بل واقع وشاهدي من داخل بلدي، فرغم تحسن الأوضاع، لاتزال هنالك فئة لا يستهان بوجودها، تحن لأيام البعث الديكتاتوري وقمعه، وهي تحاول بكل الطرق أن تسقط ما يحدث، وتسفه ما يجري في البلد وتمجد الطاغية المقبور، وأيامه السوداء، لم لا ( البزون يحب خناگه على كولة حبوبتي أم عبد طيب الله ثراها).
لنستعرض معا ما سيحدث، وما هي التحديات التي ستواجه الفائزين في محافظاتهم، فلو أخذنا محافظات وسط وجنوب العراق، وكي لا أتهم بالعنصرية إخترت محافظاتنا أريد أن أبين للجميع، أننا نملك من الشجاعة الكافية كي ننتقد السلبيات، التي تحدث في محافظاتنا العزيزة، مع تقديم الحلول المناسبة، فنحن لسنا ممن يجلد نفسه لإرضاء الآخرين، لكننا ننتقد ونقدم الحلول حتى نرى مدننا العزيزة بأبهى حلتها.
من باب المقاربة والمقارنة، يتراوح الإعمار في تلك المدن بين الجيد، مثل محافظة كربلاء و البصرة، والتي شهدت نهضة عمرانية لا بأس بها، وخاصة في كربلاء ولا ننسى دور العتبات المقدسة، ومشاريعها فيها والتي تنوعت، من المشاريع الخدمية للهندسية والطبية والغذائية، وتشغل مالا يقل عن 33 الف منتسب في كلا العتبتين،(و هسة يجي أغم ويكول هي العمامة شسوت ألنا، أششش إسكت حبوبة تنوع بعينك وشوف شصاير بكربلاء يلا تدردم براسنا ).
أما ذات المستوى المتوسط، فهي محافظات واسط و ذي قار، و التي بدأت بهما نهضة عمرانية متاخرة، لكنها بوتيرة ثابتة وإنجاز ملموس،لا يهم أن أتأخر فهو خير من الا أعمل أبداً، وهنالك محافظات تعاني من ضعف في الخدمات والانجازات مثل المثنى، الديوانية بابل، ميسان والنجف الأشرف وهذه المحافظات، تحتاج جهود مركزة للعمل، من أجل النهوض بها خدمة للمواطن فيها ويجب التركيز عليها.
إن من واجب مجالس المحافظات، أن تحافظ على نسب الانجاز في المحافظات المتقدمة، وتطور عملها وتهتم أكثر بالمشاريع الخدمية والاستثمارية، التي ستمتص نسب البطالة المرتفعة، و تحاول باقي المحافظات المتأخرة من أن تحذو حذوهم، وتحاول أن تسابق الزمن لانجاز مهمتها، و تنفيذ الوعود التي قطعتا تلك الكتل أمام ناخبيها، بغد افضل وخدمات مميزة وهذا لن يحدث طبعا بين ليلة وضحاها، كما نعرف بل يستلزم وقتا وتظافر جهود من أجل تحقيقه.
هنالك من المحللين السياسيين، من يراهن على بقاء محافظين، مثل محافظ البصرة وكربلاء و واسط خاصة بعد فوزهم بفارق كبير، عن أقرانهم الإ أن للكتل السياسة الأخرى، التي فازت بمقاعد الاغلبية رأي آخر، وهو ضرورة تدوير المناصب وتكليف محافظين جدد، من أجل فسح المجال أمام الاخرين، من اجل تقديم الخدمات لمدنهم، فالمناصب ليست حكرا لأحد، ولن تورث لأحد وهو في النهاية منصب تكليفي خدمي، وليس تشريفي فما الذي ستحمله الأيام القادمة، بعد تصديق نتائج الانتخابات و تشكيل المجالس؟. لننتظر ونتابع ما سيحدث.
وفي الختام، رسالة لكل من فاز من إخوتنا وأخواتنا بعضوية مجالس المحافظات، المواطن العراقي أمانة في أعناقكم، الله الله فيه فهو يستحق أن تبذلوا من أجله كل الجهود لخدمته.
( وحبوبة خلوا ببالكم، ترة هذا كرسي اليوم انت عليه باچر، ياخذه غيرك عاد مادامك كاعد هنا حلل خبيزتك ورويتبك وإمتيازاتك صح يو لا حبوبة).