الحرية غير نافعة بمجتمعات العبودية العربية

نعيم الهاشمي الخفاجي

‏‎تلعب البيئة المجتمعية دوراً مهماً في نشوء أبناء المجتمع، إن كانت البيئة تعاني من العبودية، تنتج همج رعاع بهائم وحتى لو حصلوا على اعلى الدرجات تبوأ أعلى المناصب، وإذا كانت البيئة المجتمعية متعلمة فهي ترفد المجتمع في كفائات علمية وثقافية، وتنتج مفكرين وفلاسفة، وعلماء بالطب والكيمياء والفيزياء.
المتابع لوضع البيئات المجتمعية العربية وخاصة الخليجية البدوية، يكتشف ان مجتمعاتهم باتوا في حاجة إلى عقل بشري يفكر بوعي،  أسوة في العقول البشرية الموجودة بعالمنا الحاضر، وبظل الثورة العالمية في مجالات الاتصالات، التي جعلت العالم عبارة عن قرية صغيرة، تم تجاوز حدود البلدان والقارات، وبات في استطاعة أي إنسان ان يقرأ ويكتب ويدرس ويحاور أي شخص بالعالم، من خلال تليفونه الجوال بظل وجود الانترنت.
يفترض بساسة الدول وبالذات الدول شرق اوسطية ان يضعوا بحسابهم عليهم مواكبة التطورات العالمية، وعدم ترك فئات الشباب بدون تعليم وتثقيف وخاصة بالشعوب العربية التي لديها هامش من الحرية في إبداء الرأي مثل لبنان والعراق ومصر وتونس.
اما الشعوب الخليجية البدوية فهي شعوب لديها قدرة على مقاومة اي جديد يخلصهم من العبودية والذل.
المتابع إلى الأجهزة الإعلامية الرسمية للقنوات الفضائية السعودية يتكلمون عن الوعي والثقافة، وبنفس الوقت يعملون لترويج أفكار تجميد العقل ونشر الكراهية والتطرف من خلال تبني عقائد وفتاوى أحمد بن تيمية ومحمد عبد الوهاب النجدي، المتابع إلى الفيالق الإعلامية الممولة سعودياً، تجد كاتب سعودي لديه شهادة دكتوراه في مختلف التخصصات بما فيها السياسية، و تجده يصرخ ويكتب في ضد حرية الرأي والرأي الآخر، أحدهم يطرح، تساؤلات بالقول،  ‏هل نحن بحاجة لحرية رأي ، ويضع علامات استفهام وتعجب، ويحاول بكل وقاحة بالقول، أن الصراعات لدى الشعوب العربية، تدور بين فريقين، هو يسميهم فريق الحمقى والفريق الآخر يسمية بفريق العقلاء، ويحاول الترويج ان كل من يطالب في العدالة والمساواة بالمجتمع، فهو احمق، ويقول كلما زاد عدد المطالبين بحقوقهم( الحمقى) كلما زادت فرص العدو، في التدخل، هههههه.
اقول إلى هذا التافه العبد الذليل الذي يتبع التيار الوهابي المدخلي، كيف يتم صناعة الوعي مع فرض  الحجر على الفكر والرأي ، اليس قرار حكومة المملكة العربية السعودية  تدريس الفلسفة في المناهج الدراسية، يفترض الغاية منه  لمواكبة التطورات الفكرية ولتعزيز منهج الوسطية والاعتدال بدلاً من التطرف ، الاستنباط والاستدلال واستحضار الادله وبناء المقدمات والنظريات تحتاج إلى إطلاق التساؤلات وحرية رأي وإبداع فكري، التنمية والتطور ومقارعة الدول تحتاج إلى مزيد من الانتاج الاقتصادي والاجتماعي والعلمي وهذا لا يتحقق مع الجمود الفكري، أن تدريس الفلسفة في المملكة العربية السعودية ليس الهدف منه تعليم الناس كيف يستعملون عقولهم في التفكير بشكل جيد، هدف النظام التعليمي في المملكة العربية السعودية تعليم الطلاب أسلوب صناعة الكذب للدفاع عن رؤوس الإرهاب والتطرف أمثال احمد بن تيمية ومحمد عبدالوهاب.
من مصلحة الدول البدوية تعليم مجتمعاتهم أسلوب صناعة الكذب ودعم بقاء  الجمود الفكري الذي  لا يخلق إلا البهائم أتباع التيار الوهابي المدخلي المطيع إلى ولي الامر، وينقادون كالقطيع، تجربة أوروبا في القرون الوسطى والتي عانت شعوب أوروبا من تخلف فكري وعقلي امتد إلى  مئات السنين عندما كانت الكنيسة ومعهم الملك ورؤوس النظام الإقطاعي  يحجرون ويمنعون ويقتلون اي شخص يطالب في حرية الفكر والرأي، نعم لكل نجاح أسباب ولابد من تعزيز اسباب النجاح، ومن الأسباب المهمة للنجاح، دعم ثقافة القبول في الرأي والرأي الاخر، وقبول أتباع الاديان والمذاهب الأخرى بالعيش بسلام، دول البداوة الخليجية صنعوا أدوات إعلامية كثيرة سواء قنوات فضائية لنشر التطرف او لنشر التحلل الأخلاقي والدعارة، اشتروا مئات الكتاب والصحفيين من القوى اليسارية للكتابة بصحفهم، والغاية تضليل أبناء مجتمعاتهم، وقد نجحوا بامتياز، حتى أصبح لديهم، مئات الكتاب من القوى اليسارية ومن كلا الجنسين، اصبحوا كلاب حراسة للدفاع عن أنظمة البداوة والتخلف، لاتتفاجىء عندما تجد أصحاب شهادات بروفيسور مرتزق متملق، وتجد طبيب ودكتورومعلم ورجال دين كذابين ومدلسين، لذلك اصبح بفضل هؤلاء المرتزقة الغالبية العظمى من العقل العربي جامد لديه قابلية على محاربة كل جديد ينهي العبودية والظلم، لذلك لايمكن إيجاد تطور بالمجتمعات العربية بدون تشغيل العقزل البشرية المجمدة والمخدرة، من خلال حذف فتاوى التكفير والكراهية، وخلق بيئة مجتمعية تقبل في العيش بسلام مع المذاهب والاديان بسلام بدون تكفير وذبح وقتل، يقول كاتب سعودي كبير، يتقدم حرف الدال اسمه بإشارة انه دكتوراة بمجال صناعة الكذب وتضليل الناس، (تطوير المجتمع ليس عبر وهم الحرية فالحرية المزعومة، سوف  تعيد تدويرنفايات العدو التي تم حقنها، في  العقل العربي من  خلال إعلام واعلاميين عرب، صنعه العدو بنفسه، تحت وهم حرية التعبير).
هههههههه ياسبحان الله هذا الدكتور حتى لو تمطر السماء حرية تجده يستعمل ملابس واقعية ضد نفاذ مطر الحرية إلى جسمه، أو يضع على راسه شمسية تمنع سقوط قطرات مطر الحرية على راسه ههههههههههههه.
ويضيف هذا الدكتور الفلتة،( لقد  اصبحت حرية الرأي في  عالمنا العربي خطر على العرب).
ههههههه
‏‎سأل العالم اللغوي ابن فارس الشاعر بديع الزمان الهمداني عن فساد الزمان، فكان رد بديع الزمان بالقول التالي ومتى صلح الزمان وذكر له أحداث بني امية وبني العباس….الخ.
متى اعطي المواطن العربي حرية إبداء الرأي وقبول الرأي الآخر ضمن المجتمع الواحد، والمتابع لما تتناقله الفيالق الإعلامية  العربية لدول البداوة، تجد عندهم، حلول مشاكل   العالم العربي والإسلامي، بفترة الانتخابات الأمريكية كاتب سعودي اسمه مشاري كتب مقال موجه للشعب الأمريكي يطلب منهم انتخاب ممثل الحزب الجمهوري وليس ممثل الحزب الديمقراطي ههههه يريد ينقل لهم تجربة المملكة العربية السعودية في الانتخابات السعودية الديمقراطية ههههه.
انا لا ألوم هذا السفية ولا ألوم الفيالق الإعلامية التي تمتهن بالارتزاق، لأنه أصبحت الكتابة بصحفهم، مهنة تدر على أصاحبها الأموال، وتمنحهم مراكز  اجتماعياً لا بأس به، لدينا عدد من النكراة يحملون جناسي عراقية، يعيشون بعواصم دول غربيه، أحدهم بحقبة التسعينات اخذ معه سيارة بيجو للعراق، ابناء برزان التكريتي اعتقلوه وصادروها منه، واشاع خبر انه اهدى سيارته إلى الأستاذ ابن برزان التكريتي ههههه هذا السفيه الان يقدمونه في وسائل الإعلام محامي عن النظام السعودي، ولسانه طويل على أبناء جلدته، يجلد ذاته كل يوم لكسب المال.
المتابع لخطاب شيوخ الوهابية يحترفون مهنة الوعظ في أساليب الكذب،  إنها مهنة سهلة على أي حال، فهي لا تحتاج إلا أن يحفظ بعض الآيات والأحاديث، ويرتدي   الألبسة الفضفاضة، إطالة  لحية كبيرة كثة وغترة بيضاء ويقصر أثوابه، ويضع المسواك بيمينه، ويتعطر في عطور مسك،  ويقرأ آيات تذكر الناس بالعذاب،  فيبكي ويستبكي، ويخرج الناس من عنده وهم واثقون بأن الله قد رضي عنهم وبنى لهم القصور الفاخرة في جنة الفردوس، واحضر لهم رب العالمين آلاف الحوريات والغلمان للمارسة الجنس، يقوم الخطباء في شحن روح الشوق للجنة ليس للتمتع بمناظرها الخلابة، وإنما لممارسة الجنس بمجتمع بدوي مكبوت جنسياً، وتقوم السلطات الحاكمة بإعطائه ملايين الريالات والدولارات يعيش في رفاهية بينما عامة الناس تعيش في فقر قاتل هههههه.
رحم الله الدكتور علي الوردي قال كلام مهم بظل سلطة البعث الطائفية ولو عاش وعاصر حرية الرأي بعد سقوط نظام البعث لسمى الطائفة البدوية بالإسم، يقول الوردي، ( إن  فقهاء كل طائفة في الإسلام قد اعتادوا أن ينسوا عيوب طائفتهم ويركزوا على عيوب الطوائف الأُخرى، والنتيجة أننا أصبحنا طائفيون. وإذا لم نعالج هذا السرطان بطريقة علمية تقوم على الإعتراف به كظاهرة فسوف يُدمر مجتمعنا).
الشيعة ليست لديهم مشكلة مع ان يعيش معهم المسلم السني والمسيحي واليهودي والسيخي والهندوسي واللاديني، في مكتبات النجف وكربلاء والكاظمية وقم نجد  كتب ابن تيمية وابن عبدالوهاب، في مناطق الشيعة تجد مكاتب لحركات شيعية منحرفة لم يقوم احد في قتلهم، لذلك البيئة الشيعية تؤمن في حرية وجود الآخرين في بيئتهم المجتمعية.
سيدة سعودية اسمها هالة بنت محمد السويلم كتبت التغريدة التالية، (  ‏لسنا محتاجين حرية رأي والسفينة دائما يقودها ربان واحد … والحمد لله شفنا تأثير حرية الرأي على غيرنا … حتى الاجانب إذا طلعوا مظاهرات علشان الرواتب او غيره الحكومات اللي تصدر لنا حرية الرأي ماخذت برأيهم …. حنا نبي إعمار قوة اقتصاد نمو علم … أما مادة التفكير الناقد أتمنى اختيار معلمينها بدقة …).
ههههههههههه هههههههه.
بالعالم العربي والاسلامي تجد فقهاء السلطان يبررون جرائم قتل  آل بيت رسول الله ص، خدمة السلطان الجائر،  ابن خلدون ذكر بمقدمته قول إلى القاضي ابن العربي المالكي عن ثورة  الحسين بن علي ع ضد الظلم حيث قال(  انه قتل بسيف جده)، وكذلك ابن تيمية اعتبر الحسين ع خارج على الخليفة الشرعي رغم ان يزيد وصل للحكم بدون نظرية الشورى، هذا الكلام البائس  يعني  ان الحسين قتل بسيف الاسلام لانه في نظر ابن العربي وابن تيمية  خرج على دين الإسلام حين خرج على امام زمانه يزيد ابن معاوية، فلماذا يبرر علماء الحشوية والوهابية خروج الناكثين من الذين بايعوا الإمام علي ع ونكثوا البيعة وقاتلوه بالبصرة، ويعتبرونهم متأولين، ويبررون لخروج الباغي معاوية على إمام زمانه والخليفة الشرعي الإمام علي ع والذي بايعه الغالبية الساحقة من المهاجرين والأنصار وعامة من اسلم بعد فتح مكة، ولماذا يبررون للخوارج  الذين لعنهم رسول الله ص لمقاتلتهم وبغضهم إلى الإمام علي بن أبي طالب ع.
وردت اقول إلى الإمام الحسين قال اثناء ثورته على الامويين كالقول التالي، ألا وان هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفئ واحلوا حرام الله وحرموا حلاله.
قرأت تغريدة لكاتب ومثقف سعودي بدوي من أعراب نجد اسمه علي القحطاني يقول( حرية التعبير الغير مسؤولة، غطاء للأحزاب المتأسلمة
باسم الشعارات الإنسانية ، المزيفة والحقوق والعدالة ، تقسمت الدول العربية، وفقدت هيبة الحكم
وتشردت الشعوب واحتلت دولهم
والان بلا سيادة والأمن مفقود والشواهد كثيرة، باختصار لا يستفيد من الحرية
إلا الأحزاب المنحرفة غايتهم السلطة).
ههههه على أساس توجد في بلاده أحزاب يسارية وعلمانية ههههه وان الأحزاب الإسلامية فقط هي المسؤولة عن تردي الاوضاع، للعلم منظمة حركة الإخوان المسلمين ضحية لعقائد الفكر السلفي الوهابي إلى ابن تيمية وابن عبدالوهاب مثل الوهابية في إضلالهم إلى حركة الإخوان المسلمين مثل
قول  الله تعالى،  [كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين، فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين](الحشر: 17، 16).
المتابع لكتابات الكتاب السعودين ضد حركات الإخوان المسلمين وتحمليهم الإرهاب ينطبق عليهم الآية القرآنية السالفة، لولا توهيب قيادة حركة الإخوان من المؤسسين لما تبنت حركات الإخوان الأفكار التكفيرية بقتل وذبح أبناء مجتمعاتها.
الثقافة هي منهج تفكير وسلوك، بجمع معلومات سواء كانت تاريخية تخص التاريخ كالحروب والمعارك، وذكر قصص حول طبيعة الحكم السياسي والقبلي للاجداد والسلف، وذكر الأحداث وأشعار الشعراء وأقوال الحكماء، كل هذه الأمور تعطي للإنسان الواعي إمكانية في معالجة الأمور والصراعات السياسية من خلال الاستفادة من الإرث والتراث والتاريخ السياسي،  الثقافة المجتمعية  هي البوتقة التي من خلالها تنشأ منها سلوك وشخصية الإنسان.
إن كان من قوم ممسوخين وبهائم فهو يتبع آبائه واجداده الكرام الذين يطبقون قول الذي ينكح امي يكون أبي،
ثقافة شعوبنا وبالذات الشعوب البدوية الصحراوية  يعتمدون على ارثهم الدموي المتخلف المبني على النهب والقتل والسلب والغزو، بعض القوى تلقي بظلال التخلف على الشريعة الإسلامية وهذا بحد ذاته تزيف للحقائق، اعراب نجد يعتمدون على فهم الشريعة الإسلامية وفق فقه بدوي متخلف ليس من الإسلام بشيء، لكن غلف ارثهم البدوي بغلاف اسلامي باتباع السلف الصالح، لايمكن ان يجتمع في قلب واحد حُب شخص وحُب عدوه وقاتله والمفتري عليه.
في الختام نشوء المرء في بيئة متخلفة مبنية ثقافتهم على القتل والذبح والسبي بالتأكيد سوف يتطبع على أفكار القتل والذبح والكراهية وينتقد كل طرف يعيش في بيئة محترمة تؤمن بالعيش المشترك واحترام الرأي والرأي الآخر، بل ينظر لهم هذا المتخلف بإزدراء ويعتبرهم متخلفين و سذج واغبياء.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي