محصلة الفكر والوعي
قاسم الغراوي
قال ارنست يونغر في القرن الماض : ” في نهاية القرن العشرين ، قد نميز بين فئتين من البشر ؛ واحدة كونها التلفزيون واخرى كونتها القراءة . ”
الوعي هو حصيلة ماتقرأ، ماتجرب، ماتختبره بحواسك ، ما تضيف إليه من روحك ، حصيلة ماترى وتعي، حصيلة عقول تعاطيت معها وتعلمت منها .
أن التطور السريع للتكنولوجيا واستخداماتها عجل في تقدم الجوانب العلمية والمادية في العالم لكنه بنفس الوقت كان انتكاسة للقيم الانسانية والأخلاقية لمجتمعاتنا بحيث أثر على المستوى العلمي والسلوك والتصرفات ونزع عباءة الدين والقيم والأخلاق باتجاه الضياع والتفكك المجتمعي.
كنا خير أمة أخرجت للناس من خلال الدعوة إلى التكامل الإنساني ونشر القيم والمبادئ التي تحترم الإنسان باعتباره وسيلة وغاية للوصول لذلك الهدف.
من المؤلم جدا أن نتابع انحدار سلوك نسبة كبيرة من أفراد المجتمع ونخص بالذكر شبابنا نحو قيم دخيلة على مجتمعاتنا ولاتمت بصلة إليها .
كانت لمتابعة التلفزيون آنذاك أثر في نفوس الكثيرين, ويعد المرسل (التلفزيون) إلى المستقبل (الجمهور) نوع ما ايجابيآ أكثر بكثير من تأثيراته السلبية لحضور الروادع المجتمعية من الدين والعرف الاجتماعي ،اما الان فان السوشل ميديا المباحة حلت محل التلفزيون وبدى تأثيرها واضحآ في سلوكيات الأفراد سلبآ وايجابآ.
وتبقى متعة القراءة من أهم أولويات الإنسان الذي يسعى لبناء ثقافته وتحصيله العلمي وبناء وعيه الفكري.
ان جيل غالبية الشباب نادرآ ماتمارس وتهتم بالمطالعة والقراءة لتطوير إمكانياتها للحصول على المعلومة وتغذية الفكر وتطوير الوعي في وسط بيئة منهارة يتعرض فيها الشباب للضياع لتاثرهم الواضح.
فمن اي جيل انتم اصدقائي؛
من جيل القراءة ام التلفزيون ام السوشل ميديا؟