المقدس والمدنس .. قيصريا وكذا شعبيا .. !
حسين الذكر
الناس لا ينظرون للحق الا من زاوية مصالحهم بميزة ملازمة للإنسان في كل زمكان لم تتغير برغم الظروف والعصور والعصف الفكري والايديلوجي والبايلوجي والفسلجي … وكل ما حل بالكرة الأرضية عبر الأجيال المتعاقبة الموغلة بالقدم .. فما زالت المصالح الذاتية أولا متقدمة عمن سواها بتصور طبيعي جدا بل ينسجم تماما مع الطبيعة الإنسانية التي جبلوا عليها منذ الخليقة وستبقى حتى القيامة وان وجدت استثناءات هنا وهناك .. فتلك شواذ القاعدة التي لا تغير من الحقيقة شيء .
سالني احد الاخوة العرب العاملين في منطقة الخليج عن عدم ردة فعلي لرفع العلم الإسرائيلي على واجهات اكبر الفنادق هناك .. فقلت له : ( رفع الاعلام على المؤسسات قضية سياسية بحتة وليس اجراء شخصي .. اذ ان للدول والحكومات خيارات اغلبها ليس بالضرورة ان تكون مقنعة او تتطابق مع وجهات نظر الشعب .. فالقرارات السياسية تتم وفقا لاتفاقات وصياغات واطارات وظروف عصية الفهم على المواطن الذي قد لا يعي ما يحدث والأسباب والموجبة لكل حدث .. لذا ينبغي ان تتحرك الحكومات وليس الأشخاص للتصدي لقرارات تعد وجدانية .. كي لا تجر الشعوب وتكون ضحية لاجندة سياسية ممنهجة بل معدة سلفا لتحريك الناس والايقاع بهم . اما حب فلسطين والقدس والارتباط المقدس بها فتلك مسألة وجدانية انتمائية عقائدية بحتة متجذرة بوجدان وضمير الشعوب العربية والإسلامية ولا يمكن سلبهم إياها .. بل هي هويتهم الانتمائية بكل حرية واريحية ولن يتخلوا عنها .. بقضية انتمائية ليس للقوى السياسية أي سلطان عليها .. مع ان القضيتين مختلفة جذريا في التعبير وان كانتا بذات المحور .
عند تشكيل حكومة السيد عادل عبد المهدي قبل سنوات عقد اجتماع في مركز الخبراء حضره السيدين ليث كبة كبير مستشاري الحكومة والأستاذ رائد فهمي الأمين العام للحزب الشيوعي العراقي بعد تكليفهما بمتابعة تنفيذ البرنامج الحكومي ..وقد ادليت دلوي بتلك الندوة : ( ان سياساتكم الخارجية وطريقة ادارتكم للملفات الأمنية والتعاقدات الاستراتيجية من اختصاصكم ولا تعنينا ( نحن الشعب ) .. فان هذه المفاصل المهمة لا يمكن ان تتخذوها بناء على مزاجاتنا ومطالبنا .. اذ ان الدول سيما حديثة التحرر من ربقة الاستعمار والدكتاتوريات لا يمكنها التصرف الذاتي اطلاقا بل هناك مصالح دول عظمى واقليمية لها تاثير معين برسم تلك السياسات والقرارات وتلك مسائل مفروغ منها .
فما يهمنا (نحن الشعب ) بسيط جدا ومقدور عليه اما السياسات الكبرى فلا تعنينا كثيرا شعاراتيا او اجنداتيا : – فقط نريد بعض المطالب التي لا تحتاج الى موافقات مجلس الامن ولا البرلمان :-
1- توزيع جزء من واردات النفط للعيش بكرامة بمعزل عن قومية المواطن ودينه ومذهبه وحزبه .
2- تخصيص قطعة ارض سكنية لكل اسرة لا تملك سكن بمعيار الهوية الوطنية فقط .
3- حل مشكلة الكهرباء بشكل قاطع دون برمجة وقطوعات .
4- تخفيف الإجراءات المتبعة في دوائر الدولة والحد من استغلال الموظفين واغتنائهم الحرام على حساب جيوب المواطنين …
غير ذلك لا يعنينا .. ونترك ادارته كاملة بايد من انتخبناهم او فرضوا علينا .. ينبغي ان يكونوا هم اقدر على فهم الملفات السياسة الكبرى وإدارة البلد ومصالحه العليا امانة باعناقهم شريطة ان يوفروا الحد الأدنى الكامل من مصالح الشعب ..
والله من فوقهم رقيب وحسيب وهو الاعرف والاقدر وارحم الراحمين .