الاثنين - 14 اكتوبر 2024

كيف نعرف أن الله راضٍ عنا؟

الاثنين - 14 اكتوبر 2024

د.مسعود ناجي إدريس

 

ومن الواضح أن الله يرضى عنا بأداء الواجبات والقيام بالأفعال التي أمر بها (مثل الصلاة، والصيام، والجهاد، والأمر بالمعروف، وبر الوالدين، ونحو ذلك) ويغضب من النواهي. ونجد نفس المعنى في رواية عن الإمام الباقر: «يا بني ان الله تعالى خبأ ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء، خبأ رضاه في طاعته فلا تحقرن من الطاعة شيئاً، فلعل رضاه فيه، وخبأ سخطه في معصيته، فلا تحقرن من المعصية شيئاً، فلعل سخطه فيه، وخبأ أولياءه في خلقه فلا تحقرن أحداً، فلعله ذلك الولي».”[[بحار الانوار، ج ٧٥، ص ۱۸۷، حدیث ۲۷.]] ولذلك، عندما تعمل عملاً صالحاً وتنوي التقرب إلى الله، فأنت في طريق الى رضوان الله، ولكن عندما تعمل عملاً لا يستحقه، فأنت بعيد عن هذا الرضا.
كما أن الله قد عبر عن نفسه في آيات كثيرة بانه محبًا للصالحين، وغافرًا للخطايا، وماحيًا لها..«إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ؛[البقرة/۲۲۲] »
في رأيك، هل يمكن عبادة الله بعمل صالح قصير ناقص وحفنة من العبادات التافهة التي ليست من كرامة رب العالمين ولا تعطي ذرة من حق عبادته، وليس ذلك في الحقيقة لوجه الله، بل من باب العادة أو الخوف من النار ورجاء الجنة، فهل هذا حقه في الشكر على نعمه أم هذا كافي لجلب رضاه؟!

وقد عبر الإمام السجاد (عليه السلام) عن هذه المسألة بشكل جيد جداً في دعاء أبي حمزة:
۱- «أم بغایة جهدی فی عملی ارضیك؛ ؟»
۲- «و كیف نستكثر اعمالاً نقابل بها كرمك؛ ؟»
إن رضا الله له علامة روحية في الإنسان، وهي سعادة في القلب، وخفة القلب، وعدم الاكتراث بمصاعب العالم، ويختلف إدراك وفهم هذه الحالة من شخص لآخر، فلا يمكن أن يتم التحقيق فيها والتحقق منها بشكل كامل. واسأل الله أن تكون كل أعمالنا دائما في طريق رضوانه تعالى .