الخليج ونواعم الرياضة
غيث العبيدي
لايمكن لأحد أن يقنعنا بأن مايحصل في السعودية وقطر والإمارات، من اهتمام غير مسبوق في المجالات الرياضية، واستقطاب لأمهر لاعبي العالم للعب في دورياتها التي لم يسمع بها أحد ، وإقامة كبرى بطولات العالم في كرة القدم واليد والراليات والفورملا 1، حتى تلك التي لا يمارسها العرب كالجولف وغيرها، بأنه أمر عادي وطبيعي، بحيث أصبحت الأنظمة الخليجية تتنافس أكثر مما هي تتعاون، لتصبح من هي الدولة الرائدة في هذا المجال
فما هو سر ذلك الانقلاب الكبير، والاهتمام المفاجئ بالرياضة ؟
هل الرياضة وسيلة لنشر مبادئ النيوليبرالية، وأحكام القبضة على سلوك الجماهير، وتوجية مؤشر البوصلة لديهم لمصارعة أنفسهم، بدل من مصارعة الأنظمة السياسية وتفريخاتها ؟
ام أن الرياضة من وجهة نظر الأنظمة السياسية الخليجية، هي الفكرة الأسمى للسيطرة على الذات الإنسانية للجماهير، وان المدرجات هي المعيار الحقيقي لمشاعرهم ؟
وربما أن الرياضة هي نوع معرفي جديد، وباب من أبواب استدخال الخطابات الناعمة، وممارسات طوعية، لفكرة مرفوضة على فكرة سائدة، وتقديم اولوية استصحاب الأبناء في يوم الجمعة للملعب بدل الجامع
واخيرا بقي علينا أن نعرف، ماذا استفادت الأنظمة السياسية الخليجية(سياسيا) من استحداث هكذا ثورة رياضية ؟
1. التباعد بين المسارين الديني والرياضي واصطفاف الجماهير مع المسار الثاني
2. تحسين صورة أنظمتها التي كانت توصم بالأنظمة الإرهابية أو بيئة لتفريخ الإرهابيين ، عالميا في مجال حقوق الإنسان
3. اشغال الجماهير بالرياضة والمباريات والبطولات والدون وبنزيما ونيمار، عن القضايا السياسية والاجتماعية والدينية، داخليا وإقليميا، لتقديم المزيد من التنازلات والقبول بالأمر الواقع
وفي ضل كل ما تقدم اعلاه يجب علينا أن نعرف أن كل ماحصل ويحصل وسيحصل لاحقا، هي معمعة سياسية أكثر من كونها تهريجات رياضية.