الأحد - 01 ديسمبر 2024

الشقيقة “جنوب أفريقيا”

الأحد - 01 ديسمبر 2024

محمد شريف أبو ميسم

ما بين صمت العرب المتصهينين ازاء الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وتلويحات البعض الأخر بادانات خجولة أو تصريحات شجب واستنكار، تتوالى المواقف الانسانية والمشرّفة للعديد من دول العالم الحر، حد المطالبة بمعاقبة دولة الاحتلال حيال الجرائم التي ترتكبها يوميا في غزة.
وقد عرفت بعض الدول بانحيازها لصالح نضال الشعب الفلسطيني مدفوعة بمواقف عدائية ضد الولايات المتحدة التي تقف خلف كيان الاحتلال في هذه الحرب، أو بدوافع برغماتية أو أيديولوجية ، أو ربما لذر الرماد في العيون وتبرير حالة الترقب والخوف من الشركات التي تديرها العوائل الصهيونية، وفي مقدمتها “عائلة روتشيلد اليهودية المتطرفة” التي تتحكم بنصف ثروة كوكب الأرض، الا ان موقف دولة “جنوب أفريقيا” يبقى هو الأكثر وضوحا في المعادلة الانسانية، البعيدة عن الحسابات الجدلية، على الرغم من كون “جنوب أفريقيا” أحد أهم الدول الأعضاء في منظمة “بريكس” التي تصنفها الولايات المتحدة في خانة التكتلات الساعية لوجود نظام اقتصادي عالمي خارج الهيمنة الأمريكية.
فبعد أن تقدمت خمسة من الدول في تشرين ثاني الماضي، بطلب مشترك الى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في الوضع الانساني في الأراضي الفلسطينية، صوت البرلمان في جنوب أفريقيا لصالح إغلاق سفارة دولة الاحتلال في بريتوريا، وتعليق جميع التعاملات الدبلوماسية حتى يتم الاتفاق على وقف لإطلاق النار في حرب دولة الاحتلال على غزة. وقد سبق ذلك خبر أعلان حزب المؤتمر الوطني الحاكم “أنه سيدعم اقتراحا برلمانيا بتعليق العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاحتلال واغلاق سفارتها في بريتوريا لحين موافقتها على وقف إطلاق النار”.
وها هي في يوم الجمعة الماضي تتقدم بطلب الى محكمة العدل الدولية في لاهاي بهدف إصدار أمر يدين دولة الاحتلال بارتكاب مجازر ضد الانسانية وانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وتضمّن الطلب “الجنوب أفريقي” إصدار تدابير مؤقتة أو قصيرة المدى تأمر دولة الاحتلال بوقف حملتها العسكرية في غزة، مؤكدة إنها تدابير “ضرورية في هذه الحالة للحماية من أي أضرار إضافية جسيمة لا يمكن إصلاحها بحقوق الشعب الفلسطيني”.
فهل هنالك أكثر قربا من موقف قد يضع صاحبة في خانة الأعداء التي تستهدفهم سياسات التطويق والاحتواء والمقاطعة والحصار الاقتصادي وربما العزل عن المحيط الاقليمي أو العالمي، في سبيل قول كلمة حق في شعب يتعرض للتنكيل والابادة الجماعية، لأنه يرفض الاحتلال؟ نعم انه موقف الشقيقة “جنوب أفريقيا” الأقرب الى الضمير الانساني والاخلاقي والاقرب الى الشرفاء العرب من أبناء جلدتهم الأشد كفرا ونفاقا.