الأربعاء - 06 نوفمبر 2024

أزِفَت سنة وأقبلت أخرى..!

منذ 10 أشهر
الأربعاء - 06 نوفمبر 2024

كوثر العزاوي

أعوام تحلّ وتنقضي، والعمر بينهما يجري، وهي تجري بنا في موج الأقدار ، كما جرَت فينا أضدادها، حينما رأينا العَتمة والنور، وذقنا الفقدَ والعِوَض، ولَمسنا الكسرَ والجبر وشعرنا بالارتباك والقوة، وعِشنا وحشة الغياب ورحيل الأحباب، وتذوّقنا مرارة النهايات وسِعة البدايات، حسنات وسيئآت، دموع وابتسامات، منعطفات وتعثرات، آمال وآلام، وداع ولقاء، خسارة وربح، سلام وحرب، وكم بَكينا وضحِكنا، فرِحنا وحزنّا، أبَحنا وكتَمنا، وفي كلّ ذلك تذكرة وعبرة لِمَن يخشى! وها قد شارف عامنا على الأفول، والدنيا تُتابعُ سَيْرها، وستنقضي أيضا عند التمام والكمال، مرحلة من عُمرنا تصرَّمت وانطوت صفحاتها لتبقى إرشيفًا في خِزانة أعمالنا لاندري عدد ماأحصاه كتابنا من خير وشر! إنها الحياة الدنيا، وقائع وأحداث، وقد أزاحَت الغطاء ببراعة ووضوح عن كل تلك التناقضات والمفارقات، والمفاجآت والملابسات وذي سنّة الله فينا وهو العالِمُ “عزوجل” كيف ستكون خريطة سَنَتنا هذه!! أليس نحن مَن يرسمها؟! أجل إنه تكليفنا الذي يتطلب الإعداد والإستعداد لوضعِ خطةٍ كي نبدأ من جديد، فنحصي عدد العثرات لنجتنبها، ونستحضر موارد الإرتقاء فنحافظ عليها، ونعدّ موارد الكبوات لنستفيد منها، ثم نبحث عن مواطن الغفلة والسقطات لنستبدلها وعيًا ويقظة وبصيرة! عندئذٍ يكون المنطلَق، مع انطواء صفحة والوغول في صفحة اخرى، من وضوح الهدف وتعيين الغاية، وإيصاد منافذ الشيطان مااستطعنا إلى ذلك سبيلا، كي نصدّ الرياح الصفراء التي عَصفَ حفيفها الأهوج ثباتنا طيلة عامٍ مضى، وزعزت زوابعها سكوننا! عسى أن نحقق معاني القرب من الله “عزوجل” وعسى أن يفتح لنا بابًا باتجاه مركز النور الذي نبحثُ عنه نتلمّس فيضهُ ونتحسّس حضوره، فهو وليّ أمرنا وراعي شؤوننا صاحِبَ الزَّمان “ارواحنا فداه” لنضع كلّ ممتلكاتنا الفكرية والروحية والعاطفية بين يديه ورهن إشارته وتحت إمرته وخدمته، لنجعلها خير صفحة أضفناها لكتابنا الذي سيتم نشره ذات يوم في شريط الحقيقة!! وسنجد كيف تَمرّ الأيام كعادتها فتَمضي بِتتابُعٍ سريع، وهي تغادرنا بلَمح البَصر!! وما قِصَرُها ومرورها إلّا من رَصيد أعمَارنا فِي دنيا كل شيء أصبح فيها سَأَم مخيف، ثم لامؤنس إلّا الأمل، ولاعزاء إلّا ما ننتظرُ من وعدٍ جميل آت وهو على أبواب الزمان ينتظِر والأمر كله لله!
{وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} لقمان ٢٢
فنسألُكَ اللّهُمّ حسن الخاتمة وخيرَ العمل وحُسنَ الأثر في عامنا القابل.

١٧-جمادىالآخرة-١٤٤٥هج
٣١-١٢-٢٠٢٣م