السيد رئيس الوزراء مع التحية{33} :

حسن كريم الراصد

جيد .. ادرت اللعبة بنجاح ودهاء عندما قررت عدم الاشتراك في أنتخابات مجالس المحافظات ولو أنك فعلت ذلك لدخلت في معارك مع القوى التي أتت بك ألى الحكم ولأعتبروك خصما سياسيا يجب أسقاطه . أذن لعبتها بشطارة وضمنت دعمهم وتأييدهم حتى حين ولكن .. ولكن أن دخلت المعترك الأنتخابي البرلماني المقبل فستقع بالذي أفلت منه اليوم بلحاظ أنظمامك لجهة معينة وبذلك تتحمل أعباء الأرث التخاصمي بين القوى الشيعية .. فلو أنك أخترت الدعوة ومثلما يتوقع الكثير فبذلك ستخسر أصوات الأغلبية الصامتة التي مازالت تنظر للمالكي نظرة الريبة فيما يخص علاقته بالنجف وسيد الزقاق القديم . وستكون ندا لقوى المقاومة وأحزاب الحشد التي تحظى برضا وقبول الغالبية ومثلما أثبتت نتائج الانتخابات الأخيرة أضافة الى القوى الشيعية وحتى السنية الأخرى .. ولو أنك دخلت بقائمة منفردة فستكون خصما أنتخابيا للجميع ولن تجني غير الأصوات التي ستختارك رغم أنها ليست بالقليلة نظرا للمكتسبات التي لا يمكن أغفالها اليوم . أذن فأن افضل ما يمكنك القيام به هو عدم الميل لجهة دون جهة وإبقاء نفسك حليفا للجميع وتفعل مثلما فعلت عندما أخبرت القوى الشيعية بأنك ستدخل معهم أن دخلوا بقائمة واحدة وبذلك ستعود للحكم بقطار أطاري سريع بعد أن أصبحت رقما شعبيا ستضغط الجماهير والنخب على أبقاؤك دورة أخرى لأكمال ما بدأت والبدء من حيث أنتهيت وعدم العودة لنقطة الصفر كما حدث بعد كل دورة ورئيس جديد .. وقد يستمر صمت اللاعب الأميركي وتركك وشأنك بعد أن خدمتك الظروف وأنشغل البيت الأبيض بأوكرانيا وبعدها في مستنقع غزة وهو غير مستعد اليوم لفتح جبهة جديدة .. أذن أستثمر هذه الظروف واستغل الرياح المواتية وابقي نفسك بمنأى عن صراعات القوى ومقبولا من جماهير جميع الأحزاب فهم سيعودون لك فلن تتمكن قوى الإطار من أنتاج منافس لك يحظى بمثل مقبوليتك الى الآن والجميع سيعتبر ازاحتك عن المنصب مجازفة غير مضمونة العواقب ..