شجرة رأس السنة الميلادية عراقية
زيد نجم الدين
في العراق هنالك الكثير من الأعياد والمناسبات التي يفرضها التراث أو الموروث الثقافي للشعب العراقي، من جملة تلك الأعياد والمناسبات ما يعرف؛ بليلة زكريا وصينية خضر إلياس وأعياد الشجرة وعيد رأس السنة الميلادية… لا أعرف إن كان هنالك المزيد من تلك المناسبات.
العراقيون اعتادوا على الاحتفال في هذه المناسبات كموروث عراقي بعيد عن تعقيدات الايديالوجيا وصراع الأديان، على سبيل المثال؛ تحتفل القوميات غير العربية في العراق بما يعرف بعيد الشجرة أو عيد الربيع ويشارك العراقيون من أبناء القومية العربية في هذه الاحتفالات، ويوم بعد آخر أصبح عيد الربيع جزء من الموروث العراقي، واحتفال العرب فيه إنما هو إحياء للموروث والتراث الشعبي العراقي…
كذلك أعياد رأس السنة الميلادية، إعتاد العراقيون على إحياء هذه الليلة بشكل سنوي، حتى أصبح عيد رأس السنة جزءا من موروثنا العراقي الوطني الخاص بنا كشعب، وهو (الموروث) معزول بشكل تام عن تفاصيل وأصول نشأة المناسبة ابعادها الدينية والتاريخية. ايضا، ومن المبالغة القول ان إحتفال العراقيين في هذه المناسبة انما هو لمشاركة اخواننا المسيحيين أفراحهم وأعيادهم، فالحقيقة أن المناسبة هذه أصبحت من مناسبات الامة العراقية (مناسبة ذات طابع شعبي)، وإحياءها لا علاقة له بالطائفة المسيحية، بعبارة أخرى، المناسبة صارت جزءا من الهوية الوطنية العراقية.
لذلك لا ارى ما يبرر قلق بعض المسؤولين في الدولة العراقية من انتشار الرمزيات التي تشير الى قرب حلول هذه المناسبة، بل على العكس الذي يثير القلق هو تقييد حريات الافراد في التعبير عن فرحهم وابتهاجهم في هذه المناسبة بحجج ومخاوف مبتدعة لا اساس لها.
نعم، هنالك حالات ترافق هذه الاحتفالات تثير الاشمئزاز لكونها خارجة عن المألوف ومسيئة للذوق العام، الا ان هذه الحالات موجودة ومتكررة في معظم المناسبات والاعياد وليس فقط اعياد راس السنة الميلادية، كذلك، معالجة هذه الحالات (غير المقبولة) يكون في رفع المستوى الاخلاقي والثقافي للمجتمع وليس من خلال تقييد الحريات والتضييق…