ليس كم ربحنا، بل كم خسرنا؟!
مازن الولائي
ليلة واحد واحد عام ٢٠٢٤م
أتذكر عند أول معرفتي لقيمة الوقت، تعلمت ُ أن هناك يوم لعد الأيام ، وصرت أعرف الساعة كم دقيقة، والاسبوع كم يوم، حفظت أسماء الايام، وتفاصيل شهور العام وأيامه وكم عددها؟! وبمرور أيام عمري وتكاثر سنواته صرتُ اهش لبداية سنة جديدة! مع أن كل عام يسعى حثيثا قاصدا خسارة قلبي وروحي وما حوت!
ولو بدأت أعد خسائري لوجدتها مجلدات منذ بدء الوعي والتكليف الى يومي هذا لكانت حملِ جمال وقد تتعداها! وربما أجد فيها خسارة واحدة تعادل كل لحظة سرور وسعادة وجمال سرقتها وفررت بها ورحلت! وأن نسيانها محال فكأنها على رخام القلب قد نقشت، وتشبه ألم اعدامٍ وقتل فصيل ناقة أمام أمه وما يتركه من علامة على كبدها انحفرت؟!
اعوام سلبت منها البركات! والأيام بأقدام ذئاب لو ركضت، وفي آخر ايامها لم تكن كوثرا بل ينابيع نهر قد نضبت! وقرار بسني يوسف ترجلت! وآه كم خسرنا قوائم اعزة وذكراهم لاعمارنا هدمت، قساوة لا ينفع معها توسل ولا عتب واختلاف وجهات نظر وتنازل وأمراض للنفوس تطورت! وخداع، وسوء ظن، ونقائض عند الكثير منا تكاملت! وأصبح الأعّراض نجاة، والهروب مغنم والعيش منفرد في زاوية لا ترى فيها ما يسوء أو رزية تجاسرت..
كأنها كلها تأخذنا إلى حيث رفع شعار من دونك يا أصدق ما في الوجود واحن واعذب وأرحم ما لنا تجارة ربحت ولا ضائعة قط عوضت.. فيا أيها العام الآتي لا تضف نفسك رقما على سنين ما فتتت لنا الفؤاد وما منه الروح قد طفقت..
كل عام وانتم بخير..
“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر ..