ماهي الآيات القرآنية التي تدل على مشروعية التوسل بأولياء الله؟
د.مسعود ناجي إدريس
ما نستنتجه من آيات القرآن الكريم أن جعل انسان صالح يقربنا الى الله عند الوقوف أمام الباري والطلب منه بجاههم غير محرم بأي حال من الأحوال ولا يتعارض مع التوحيد. ولإثبات هذا القول نشير أولا إلى مشروعية التوسل في القرآن الكريم ثم إلى أمثلة التوسل في القرآن الكريم:
أ) حلالية التوسل في القرآن
يقول الله تعالى في سورة المائدة: « یا أَیهَا الَّذِینَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَیهِ الْوَسِیلَةَ وَجَاهِدُواْ فِی سَبِیلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»(المائدة، ٣٥..)
هذه الآية موجهة إلى أهل الإيمان وتأمرهم بأن “يتخذوا وسيلة للتقرب إلى الله” (وَابْتَغُواْ إِلَیهِ الْوَسِیلَةَ)، وهذه الوسيلة يمكن أن تكون عبادات مثل الصلاة والصيام، أو أن يكونوا اولياء مقدسين ومكرمين عند الله عز وجل.
ب) أمثلة على التوسل في القرآن الكريم
في القرآن الكريم أمثلة كثيرة على وجود التوسل ويمكننا العثور عليها . إن وجود هذه الحالات وعدم تحريمها في القرآن الكريم يمكن أن يكون دليلا على الادعاء بأن اتخاذ الإنسان الصالح وسيلة أمام الله وطلب الشيء من الله بجاه هذا الانسان غير محرم بأي حال من الأحوال ولا يتعارض مع التوحيد. سنذكر القليل من الامثلة أدناه؛
۱- التوسل بالنبي يعقوب حتى يطلب المغفرة من الله
في قصة النبي يوسف (ع) عندما ألقى أولاد يعقوب يوسف في البئر، جائوا إلى أبيهم النبي يعقوب (ع) وأبدوا ندمهم وقالوا:«فَالُواْ یا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِینَ»(یوسف، ۹۷.) يقول القرآن أن النبي يعقوب طلب المغفرة لأولاده: «قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّی إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ»( یوسف، ۹۸.)
تستخدم الآيات المذكورة أعلاه لتوضيح أن طلب المغفرة من شخص آخر ليس ضد التوحيد، بل هو وسيلة للوصول إلى فيض رحمة الله، وإلا فكيف يمكن للنبي يعقوب أن يقبل طلب اولاده في المغفرة لهم، و استجابة لتوسلهم بالقبول.(ناصر مکارم، تفسیر نمونه، ، دارالکتب الاسلامیه، ج۱۰، ص٧٥)
۲- توسل بني إسرائيل بالنبي موسى (ع)
إن تنوع طلبات بني إسرائيل وتوقعاتهم الزائدة من نبيهم أمر مذكور في القرآن الكريم. ولكن النقطة التي يمكن أن تكون في هذا الصدد تأكيداً لكلامنا ونوعاً من الأدلة على وجود التوسل في ثقافة القرآن وطريقة الأمم السابقة، هي وساطة النبي موسى (ع) حتى يسأل الله اني يقضي حوائجهم، و عندما يطلب بني إسرائيل أن ينزل عليهم طعام وشراب ملون ومتنوع من الله، يلجأون إلى النبي موسى ويقولون: «وَإِذْ قُلْتُمْ یا مُوسَی لَن نَّصْبِرَ عَلَی طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ یخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ» ( البقرة، ٦١)
ولذلك يمكن الاستنتاج أن وضع نبي أو إنسان للتقرب الى باب الله كوسيط لطلب الحاجات أمر لا إشكال فيه.
۳- دعاء النبي صلى الله عليه واله وسلم لغفران الذنوب
قد روى الله في القرآن الكريم عن أعمال بعض المؤمنين الذين ارتكبوا الذنوب، و جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليستغفر الله لهم:
«وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِیمًا»(النساء، ٦٤.)
ولا يعتبر القرآن الكريم هذه النعمة العظيمة خاصة بالمؤمنين فقط، ويعتبر المشركين قادرين على تلقي هذه الهدية الإلهية ويمكنهم ان يطلبون الاستغفار من رسول الله:
«وَإِذَا قِیلَ لَهُمْ تَعَالَوْا یسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَیتَهُمْ یصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ»(المنافقین، ٥)
فهذه الآية صريحة في أن التوسل بالنبي ووضعه على باب الله شفيعاً، وشفاعته واستغفاره مؤثر لغفران معاصي المذنبين، ويؤدي إلى قبول التوبة والرحمة الإلهية. ولا يكتفي الله بهذا، بل يأمر نبيه أن يستغفر له و للمؤمنين: «فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ یعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ»( محمد، ۱۹)
وهنا أمر الله النبي بالاستغفار للمسلمين. واللافت أيضاً أن الله هنا جعل النبي شفيعا للمؤمنين والمؤمنات، وأمر نبيه بالاستغفار، ليدخلهم في رحمته، ومن هنا يظهر عمق قضية “الشفاعة” في الدنيا والآخرة كما تظهر شرعية وأهمية مسألة “التوسل”.(ناصر مکارم تفسیرنمونه، ، دارالکتب الاسلامیه، ج۲۱، ص٤٥٣.)
ومن مجموع هذه الآيات نستنتج أنه إذا كانت الشفاعة والدعاء والاستغفار من النبي شركاً، فكيف يمكن أن يأمر القرآن المذنبين بمثل هذا الأمر، ولكن على الظالمين أن يتوبوا أولاً فيرجعوا عن الطريق الخاطئ، فعليهم لقبول توبتهم أن يطلبوا المغفرة من النبي صلى الله عليه واله وسلم.
ومن الواضح أن النبي ليس هو من يغفر الذنوب، ولا يمكنه إلا أن يستغفر الله لهم. ومن المثير للاهتمام أن القرآن لا يقول: اغفر لهم، بل يقول على الرسول أن يستغفر لهم، ويبدو أن هذا التفسير يدل على أن النبي صلى الله عليه واله وسلم يستخدم مقامه ومكانته ويطلب المغفرة لذنب التائب.(همان، ج۳، ص ٤٥١)
ولا تقتصر مسألة الاستغفار والمغفرة للمذنبين على شخصية النبي صلى الله عليه واله وسلم، بل ورد في بعض الآيات أن الملائكة تستغفر للمؤمنين أيضاً، مثل:
«وَیسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَیءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِینَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِیلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِیمِ»(الغافر، ۷.)
«رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَیءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا…..» هذه الجملة هي قصة نص الاستغفار
ولهذا السبب ينعم الله على كل محتاج برحمته، ويعلم حاجة كل محتاج بعلمه.
«تَكَادُ السَّمَاوَاتُ یتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ یسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَیسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِی الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ»(الشوری، ٥.)
ولذلك نجد أن اتخاذ وسيلة سنة قرآنية وسنة بشرية. الوسيلة ممكن ان تكون سنة مادية وروحية. ولكن لأن الإنسان له علاقة بالأشياء المادية فإنه يقبل الوسائل التي ثبتت أعلاه، ولكن عندما تكون هذه الوسيلة غير مادية فقد يصعب عليه قبول الوسيلة. لذلك قد يثير هذا الامر سؤالاً في ذهن شخص ما: هل يمكن التوسل من شخص ليس على قيد الحياة؟
التوسل بالذين رحلوا من الدنيا
يمكن القول أن جميع حالات التوسل المذكورة أعلاه كانت كلها في حياة الشخص الحي، ولكن ما يدعو إليه الشيعة هو إمكانية التوسل حتى من الذين توفوا ورحلوا عن الدنيا.
وإذا أثبتنا جواز التوسل ومشروعيته بالآيات القرآنية، فهذا خاص بالأحياء ومن هم على قيد الحياة، ولا يوجد سبب أو دليل لامتداده إلى الأموات.
ومن أجل إثبات إمكانية التوسل بأشخاص ماتوا، فإن الخطوة الأولى هي إثبات أن أصل الإنسان من الروح، وثانياً، أن هذه الروح مرتبطة بهذا العالم.
أصالة الروح
قسم القرآن البشر إلى قسمين: الأحياء والأموات. لكن هل الحياة تعني التنفس واستنشاق الهواء ؟ لا، ليس هذا معنى الحياة، هذه هي شروط الحياة بالنسبة لنا، وليست الحياة نفسها. الحياة تعني الرؤية والقدرة. إننا نسمي الله عز وجل “حي” لأنه العليم القادر على كل شيء، وتأثيرات الحياة مرتبطة بكيانه المقدس.(الشهید مرتضی المطهری، احیاء الفكر الاسلامی، ص ٥٢-٥٥.)
والحقيقة أن ما يشكل الحياة الحقيقية للإنسان هو شيء آخر غير التنفس والتغذية، وهو أمر شائع في سائر الكائنات الحية. ومن بين جميع المخلوقات، يتمتع الإنسان بالقدرة على الحصول على حياة خاصة، تتحقق من خلال الاستجابة لنداء الشريعة. يقول الله تعالى في سورة الأنفال: «یا أَیهَا الَّذِینَ آمَنُواْ اسْتَجِیبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا یحْییكُمْ»(الانفال، ٢٤.) في هذه الآية، قدم الله القرآن على أنه سبب الحياة، والنبي على أنه واهب الحياة.
ولذلك فإن حياتنا ليست مرتبطة بهذا الجسد المادي وحركة قلبنا التي ستتوقف، ولكن حياة الإنسان الحقيقية تعتمد على “روحه” التي تنبض بالإيمان وتشكل أصالته وهي خالداً، وحتى بعد تدمير الجسد المادي فهو قادر على مواصلة حياته.
ويمكن الاستفادة من هذه الحقيقة من خلال آيات قرآنية أخرى أيضاً، ومنها هذه الآيات الكريمة التي نشير إليها:
«قُلْ یتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِی وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَی رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ»(السجدة، ۱۱.)
كلمة “توفي” لا تعني الموت، بل تعني الأخذ. ولن يصح تفسير هذه الآية إلا عندما تكون الروح هي حقيقة الإنسان واصله . جسدنا مجرد ثوب يغطي الروح.(جعفر السبحاني ،ج۱۰، ص ٣٤-٣٦٥.)
سورة البقرة الاية ١٥٤: «وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ یقْتَلُ فِی سَبیلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْیاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ»
سورة یس الاية ٢٥-۲۷: «إِنِّی آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ- قِیلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ یا لَیتَ قَوْمِی یعْلَمُونَ- بِمَا غَفَرَ لِی رَبِّی وَجَعَلَنِی مِنَ الْمُكْرَمِینَ»
سورة آل عمران الاية ١٦٩: «وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُواْ فِی سَبِیلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْیاء عِندَ رَبِّهِمْ یرْزَقُونَ»
يقول العلامة: إن المراد بالجنة هو جنة البرزخ، وليس جنة الآخرة.(سید محمد باقر الموسوی،ترجمة المیزان، ج۱۷، ص١١٥.)
سورة آل عمران الاية ۱۷۰: «فَرِحِینَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَیسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِینَ لَمْ یلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَیهِمْ وَلاَ هُمْ یحْزَنُونَ»
كلمة “فرح” هي عكس كلمة “حزن” وكلمتي “البشارة” و”البشرى” تعني أي خير يسعد الانسان، وكلمة “يُستبشر” تعني طلب ذلك عند وصول الأخبار والبشرى. ومعنى الجملة أن الذين قتلوا في سبيل الله يسعدون أيضا من حيث حصولهم على نعمة الله ورؤية تلك النعمة. وهم يبحثون عن البشرى بأن رفاقهم المتخلفين أيضًا قد وصلوا إلى هذه النعمة الإلهية، وليس لديهم أيضًا خوف أو حزن.
ويتضح من هذا البيان أن الذين قتلوا في سبيل الله يعلمون حال كبار المؤمنين الذين ما زالوا في الدنيا.(همان، ج ٤، ص ٩٤)
والآن بعد أن ثبت أن أصالة الإنسان مبنية على روحه وأن الموت مجرد انتقال من عالم إلى آخر، علينا أن نثبت أن هناك صلة بين أهل ذلك العالم وهذا العالم حتى نتمكن استخدامهم كوسيلة.
اتصال المتوفين بهذا العالم
هناك آيات كثيرة في القرآن الكريم تبين أن أنبياءنا كانوا على اتصال بهذا العالم وذاك.
۱. الأنبياء يتحدثون مع أرواح المتوفين
النبي صالح يتحدث مع أرواح قومه. جاء ذلك في الآيات 77-79 من سورة الأعراف:«فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ یا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِینَ- فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِی دَارِهِمْ جَاثِمِینَ- فَتَوَلَّی عَنْهُمْ وَقَالَ یا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّی وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِینَ»
فالآية الأولى تدل على أنهم طلبوا منه العذاب وهم أحياء، والآية الثانية تدل على وقوع عذابهم، والآية الثالثة تدل على أن النبي صالح يكلمهم بعد موتهم وهلاكهم.
النبي شعيب يتحدث إلى أرواح المتوفين: «فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِی دَارِهِمْ جَاثِمِینَ، الَّذِینَ كَذَّبُواْ شُعَیبًا كَأَن لَّمْ یغْنَوْاْ فِیهَا الَّذِینَ كَذَّبُواْ شُعَیبًا كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِینَ، فَتَوَلَّی عَنْهُمْ وَقَالَ یا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّی وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَیفَ آسَی عَلَی قَوْمٍ كَافِرِینَ»(سورة الاعراف، ۹۱الى ۹۳.)؛
ويخاطب نبينا أيضًا أرواح الأنبياء، فقد جاء في الآية 45 من سورة الزخرف:«وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً یعْبَدُونَ»؛
۲. السلام على الانبياء
وفي القرآن نفسه نزلت السلام على الأنبياء، ونحن أيضًا نسلم عليهم في الصلاة، فلو لم يكن لهم شأن في الدنيا لكان هذا الحديث عن القرآن وعنا هباءً. فعلى سبيل المثال، في سورة الصافات حالات كثيرة لهذه التحيات الإلهية، وهي:
الاية ۷۹: سَلَامٌ عَلَی نُوحٍ فِی الْعَالَمِینَ
الاية ۱۰۹: سَلَامٌ عَلَی إِبْرَاهِیمَ
الاية ۱۲۰: سَلَامٌ عَلَی مُوسَی وَهَارُونَ
الاية ۱۳۰: سَلَامٌ عَلَی إِلْ یاسِینَ
الاية ۱۸۱: وَسَلَامٌ عَلَی الْمُرْسَلِینَ
كما أننا مكلفون بالسلام على النبي في صلاة عند التشهد، وهذا هو اعتقاد جميع المسلمين، شيعة وسنة، فكيف يمكن أن نخاطب بشيء لن يحدث أبداً.
وإذا كانت علاقتنا مع النبي مقطوعة بالفعل، فما معنى مثل هذه التحية ولو على شكل خطاب؟(جعفر سبحانی، منشور جاوید،قم، ج۱۰، ص٣٦٠-٣٦٤.)
نتيجة المناقشة
إن التوسل بالأولياء للتقرب إلى الله تعالى والوساطة يعتبر من تعاليم الإسلام الدينية وأحد تعاليم القرآن. وفي القرآن الكريم أمثلة كثيرة على توسل العباد بانبياء الله. فالتوسل لا ينافي التوحيد بأي حال من الأحوال، وهو مفهوم متفق مع الحديث الإلهي ووجود سلسلة من الأسباب والعلل في نظام الخلق شي معرف كما يبعدنا عن خطايانا كثيرًا، ولهذا السبب نتوسل. ونؤمن بأن الله هو قاضي الحاجات والمجيب الصادق للدعاء وأن الأنبياء والأئمة هم الوسيلة الوحيدة للفيض الالهي.