الخميس - 10 يوليو 2025
منذ سنتين
الخميس - 10 يوليو 2025

بهاء الخزعلي

 

منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في 7/اكتوبر والى اليوم لم يسترد الكيان الصهيوني قدرته الأمنية، بل مما زاد الطين بله أن خسائره الفادحة في الاجتياح البري عززة الانهيار للمنظومة الأمنية لذلك الكيان المزعوم.

عصابة أستولت على أرض ومنحها القانون الدولي تسمية دولة، ولكل دولة هناك إستراتيجية أمنية تحدد إمكانية تلك الدولة وقدرتها بالحفاظ على وجودها، وتعتمد الإستراتيجية الأمنية على الصهيونية على أربعة ركائز أو مبادئ رئيسية وهي…

أولاً/ الانذار المبكر: حيث تعتمد الدول على إستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية والعناصر البشرية لتحقيق الأخطار أو الانذار المبكر بأنها سوف تتعرض لهجوم او اختراقٍ ما، ورغم كم الجواسيس والعملاء الذين يعملون مع الكيان الصهيوني في داخل الأراضي المحتلة أو في بلدان أخرى وكذلك القدرة التكنولوجية الذي يدعون انها الافضل بالعالم إلا أن المنظومة الأمنية لم تكشف عن عملية طوفان الأقصى الا بعد حدوثها وتحقيق أهدافها التي تتمثل بالسيطرة على ثلاث مراكز أمنية لقوات الاحتلال والسيطرة على أجهزتها التكنولوجية ونقل كافة المعلومات المتوفرة فيها والانسحاب من قبل المقاومة الإسلامية الفلسطينية وهم مصطحبين معهم عدد من الأسرى مما يدل على ضعف القدرة الصهيونية التكنولوجية والسايبرية كذلك ناهيك عن افتقارها الاستخباري لجمع المعلومات الأمنية العلنية والسرية.

ثانياً/ امتلاك قدرة الردع: حيث تعتمد المنظومة الأمنية الصهيونية بشكل كبير على امتلاكها سلاح ردع كالرؤوس النووية كسلاح مانع للتوازن وكذلك امتلاكها الأسلحة ذات القدرة التدميرية العالية لفرض معادلة الرعب لمن يحاول التجرأ عليها، لكن هذه الركيزة انهارت بالكامل بعد ما قاموا به المجاهدين الفلسطينيين في 7/اكتوبر حيث تقدموا واستولوا على المراكز الأمنية واصطحبوا الأسرى الصهاينة لداخل غزة دون أي خوف أو ذعر.

ثالثاً/قوة الحسم بنقل المعركة لأراضي المقاومة: وهنا ذكرنا عندما حاول الكيان الصهيوني بعملية الاجتياح البري أن ينقل المعركة للداخل الغزاوي سقط بالهاوية، فبرغم استدعائه القوة الاحتياط وكذلك الدفع بأفضل ألويته لساحة المعركة إلا أن المقاومة الإسلامية الفلسطينية استطاعت بفضل الله تدمير أسطورة آلية النمر وكذلك الميركافا وبسلاح محلي الصنع وبفضل الجهوزية التامة للمقاومة من خلال انتقالها من الوضع الهجومي إلى الوضع الدفاعي ونصب الكمائن وبسالة المجاهدين تكبد الكيان الخسائر الكبيرة بالعدة والعدد ولم يستطع الكيان تحقيق أي نصر يذكر بل لم يستطع فرض سيطرته على أي مكان في غزة بسبب ظهور المجاهدين الأشباح من كل مكان واستهدافهم حيث لا يستطيع المجند الصهيوني الإتمان والتأمين على سلامته.

رابعاً/ حماية المستوطنين: حيث تعتمد بعض الدول على استراجيتها الأمنية على الوسائل المضمونة للحفاظ على سلامة المستوطنين وبفضل الله سبحانه وتعالى وقوة المجاهدين من المقاومة الفلسطينية وما حققوه من انتصار في عملية 7/اكتوبر وما تلاها جعل الأمن القومي الصهيوني على المحك، مما جعل المستوطن الصهيوني يشعر بالذعر خوفاً من اي رشقات صاروخية تستهدف عمق الأراضي المحتلة، ومع فشل القبة الحديدية ومقلاع داوود أصبح من السهل الوصول إلى العمق من الأراضي المحتلة وفرض معادلة رعب جديدة لكن هذه المرة من المقاومة الإسلامية الفلسطينية.

ختاماً: من السهل أن يكون لك ارض وشعب لتكون جيش يحمي هذه الدولة ويحافظ عليها، لكن من الصعب أن تأتي بعصابة وتجعل منها جيش ثم تسرق لها أرضاً وتستورد لها شعباً لتقيم دولة مزعومة وتعمل على الحفاظ عليها. وهذا ما حصل بالضبط و لذلك انهيار المنظومة الأمنية الصهيونية أصبح واضحاً جداً مما يرفع من سقف الامل الفلسطيني ويهبط من معنويات ذلك الكيان الصهيوني ومستوطنيه الذين سيرحلون إلى بلدانهم الأصلية في أوروبا وامريكا اللاتينية مع الحصول على أول فرصة للهروب.