أيها الشامتون بدمائنا
ماجد الحداد
منذ اليوم الأول و بعد مرور أربع سنوات لذكرى جريمة المطار و إستشهاد الجنرال الضيف و الشايب و رفاقهما و مَن كان معهما ، لا يَمُر ببالي و مخيلتي إلا مشاهد الاحتفالات و الأهازيج التي قام بها الأوباش و السفلة فرحين بإستشهادهِم !
ما زال لليوم و عند أي تعرض إرهابيّ على ضد قطعاتنا العسكرية أو قصف و عدوان امريكي ضد المجاهدين ، تأتي المنشورات و التعليقات عليها ، يقولون ” كباب جديد ” أو ” كباب آخر ” ، و أنا أَستَشاظُ غضبًا و أَشعُر ألمًا و يتقطّع قلبي حزنًا ، لأن هذِه العبارات لا تأتي من الأعداء سواءً من الغرب و الامريكان الذين قال رئيسهم المجرم آنذاك ” العالم أصبح أكثر أمانًا بعد مقتل سُـ.ـلَيمانِى ” ، و نحن نرى كيف العالم أزداد سوءًا و أنعدم فيه الأمن و الحروب مفتوحة في كل مكان ، و ليس من الأعراب الأجلاف الذين خَتمَ الله على قلبوهم الكفر و النفاق و العمالة الواضحة للصهاينة ، و ليس من التكفريين و بقايا الأمويين الذين وزعوا الحلوى فرحين بمقتلهم بعدما وزع آباءهم و أجدادهم الحلوى و علّقوا الستور و الحجب و الديباج و نساؤهم يلعبن بالدفوف و يضربن على الطبول مستبشرين بخبر مقتل سبط رسول الله (ص) الإمام الحُسين بن علي (ع) .
لا ، هذه العبارات يقولها مَن هُم محسوبون على التشيّع ! ، هؤلاء مُدّعي و متصنعو التشيّع الذين أغلقوا آذانهم حينما نعتهم المرجعية الدينية و عبّرت عنهم بـ(قادة النصر) ، الذين سدّوا عيونهم و أغلقوا أبصارهم وَ هم يرون المراجع و علماء الدين يصلون صلاة الميت على جثامينهم الطاهرة ، و الذين عُقِدَت ألسنتهم حين يقرؤون في زيارة عاشوراء ” إِنِّي سِلْمٌ لِّمَنْ سَالَمَكُمْ وَ حَرْبٌ لِّمَنْ حَارَبَكُمْ ..” .
هؤلاء لَمْ و لَنْ يعرفوا العشق الحسيني : ” لو إننا نَعلَم إننا نُقتَل ثُمّ نُحرَق ثُمّ نُنشَر في الهواء ..” .
و لأن المَوت حق ، و واجبٌ على كلِّ إنسان مهما عَلَى أو دَنى مقامه و مهما كانَت أمواله و بَنيهْ فسيموت بالنهاية كما يقول الإمام الحُسين (ع) : ” خُطّ الموتَ على وُلدِ آدم …” ، فلا هناك أشرفُ موتٍ و خَير خاتمة الا القَتل في سبيل الله كما في منطِق أمير المؤمنين (ع) : ” لأَلفُ ضربةٍ بالسيف أهوَنُ عَليَّ من ميتةٍ على الفِرَاش في غيرِ طاعةِ الله ” .
نعم ، إن المؤمن المُخلِص و المجاهد الصادق يتمنى أن يَتقطّع أطراف جسده كَعلي الأكبر (ع) ، و تُقطَّع كفّيه على شارع المطار فداءًا كما تقطّعت كفوف العباس (ع) على الشريعة ، و رأسهُ مقطوعة و جسدهُ يُسحَق بالانفجار مواسيًا الحُسين (ع) برأسهِ القطيع و جَسدهِ الذي سحقتهُ الخيول الإعوجية . و لكن لا أعلم من أين أتت النيران ؟ من حريق الخيام أم من حريق الباب ؟!.
يَذكُر أحد المجاهدين الكبار في لقاءه مع الحاج سُــ.ـلَيمانى ، قال له : أدعوا لي أن أستشهد و أن أُقطّع إربًا إربا ، و رأسي غير موجود على جسدي .
فيما يذكر شقيق الحاج المُـ.ـهَندس : ” أن الشهيد كان دائمًا يذكر و يتمنى الشهادة ، و حين إلتقيت بالعائلة بعد استشهاده قالوا : نحن نعلم أنه سيستشهد لكن لا نعلم متى ” .
هذه كانت أكبر أمانيهم ، و هي الجودُ بالنفسِ أقصى غاية الجودِ ، الشهادة و ليس كأي شهادة . { وَ مِنَ النّاسِ مَن يَشْرِي نَفسَهُ ابتِغَاءَ مَرضَاتِ اللهِ }.
و ليعلَم الشَامِتُون بمقتلهم فهم كقاتلِهم تمامًا ، لأن النبي الأكرم (ص) يقول : ” مَن أحبَّ قومًا حُشِر معهم ، و مَن أحَبَّ عَمَلَ قَومٍ أُشرِكَ في عَمَلِهِم ” ، فهو على فِكر و منهج و رأي و معسكر مُجرمي الحروب و أعداء الشعوب و ظَلَمَة المستضعفين و قتلة الأطفال (أمريكا و إسرائيل) .
و توكيدًا على ذلك ، قال الإمام الصادق (ع) لأبي ولاد الكاهلي : رأيت عمي زيد ؟
قال : نعم ، رأيتهُ مصلوبًا ، و رأيت الناس بين شامتٍ حنق ، و بين محزون محترق .
فقال الإمام : أما الباكي فمعهُ في الجنة ، و أما الشامت فشريكٌ في دمه .
فالسلامُ عليكم ، يوم وُلِدتُم ، و يوم قُتِلتُم ، -و يوم تخرجون من قبوركم ملبّين دعوَة الداعي في الحاضِرِ و البَادي- و تُبعَثون حَيَّينِ .